لغز مقتل صحفي عراقي بكردستان

الصحفي سردشت عثمان

 


الجزيرة نت -بغداد
 
طالب مرصد الحريات الصحفية في العراق بإعادة التحقيق في مقتل الصحفي سردشت عثمان الذي قتل قبل عدة أشهر في ظروف غامضة بعد كتابته سلسلة مقالات انتقد فيها السياسيين في حكومة إقليم كردستان العراق، في حين ترفض ذلك نقابة الصحفيين العراقيين.
 
وجاء الجدل الجاري حول إعادة التحقيق في مقتل سردشت بعد إعلان سلطات كردستان العراق أنه كان مرتبطا بـ"جماعة أنصار السنة".
 
وأظهرت وسائل إعلام كردية الأسبوع الماضي شخصًا يزعم أن جماعة "أنصار الإسلام" وهي إحدى الجماعات المسلحة القريبة من تنظيم القاعدة، قتلت سردشت وأنه كان يتعاون مع هذا التنظيم، لكن مرصد الحريات الصحفية شكك في هذه الرواية وطالب بإعادة التحقيق في مقتل الصحفي.
      
واختطف سردشت في أوائل مايو/أيار الماضي من أمام كلية الآداب بجامعة صلاح الدين في أربيل، وعثر على جثته في اليوم التالي بأحد أحياء مدينة الموصل، وعرف سردشت بكتاباته الناقدة بقوة للحكومة في كردستان العراق لا سيما ما يوصف بمظاهر الفساد والولاء العائلي.
 
وطالبت عائلة سردشت بتشكيل لجنة مستقلة تضم ممثلين عن منظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني للتحقيق في مقتله كما طالب تجمع يطلق على نفسه اسم "لن نسكت" ويضم صحفيين ورجال قانون وسياسيين ومقره في السليمانية، بتشكيل لجنة تحقيق جديدة للتعرف على الجناة وتقديمهم إلى العدالة.
 
تشكيك
زياد العجيلي (الجزيرة نت) 
زياد العجيلي (الجزيرة نت) 
وقال مدير مرصد الحريات الصحفية في العراق زياد العجيلي تابعنا مقتل  سردشت من البداية وقابلنا عائلته واطلعنا على بعض مقتنياته من مقالات وما كان يكتبه في المدونات والصحف. 
 
 وأضاف "وجدنا أن كتاباته تميل إلى الأفكار العلمانية والليبرالية، ولا تمت للفكر الإسلامي بأي شيء كي يمكن اتهامه بالانتماء لجماعة أنصار السنة".
 
واعتبر أن صدور تقرير "عن مقتل سردشت يشير إلى صلته بجماعات إسلامية متطرفة، أمر غير مقنع، لهذا نعتقد أن التقرير أو نتائج التحقيق الذي أصدرته دائرة الأمن الكردي في أربيل لم يعتمد على أدلة قانونية ولم يأخذ بكثير من الأمور والوقائع، ولم يصدر عن قضاة متخصصين".
وتابع "البعض يقول إنه صدر عن محكمة، وهذا غير صحيح، التقرير صدر عن محققين وليس قضاة في محكمة، وهذا ما وضعنا أمام مسؤولية المطالبة بإعادة التحقيق".
 
وعن رد الجهات القضائية حول طلب مرصد الحريات بإعادة التحقيق قال العجيلي، لم نتسلم أي رد من الجهات القضائية حول طلبنا إلا أن بعض السياسيين الأكراد في إقليم كردستان تعهدوا لنا بمراجعة هذا الملف.
 
وأكد العجيلي أنهم في حال عدم الاستجابة لطلب إعادة التحقيق سيلجؤون إلى المنظمات الدولية والمحلية للضغط من أجل إعادة التحقيق.
 
حساسية
سعدي السبع (الجزيرة نت)
سعدي السبع (الجزيرة نت)

أما أمين سر نقابة الصحفيين العراقيين سعدي السبع، فاعتبر أن إعادة التحقيق في مقتل سردشت أمر  يخص جهات التحقيق في إقليم كردستان.

 
وقال "هذا الموضوع له حساسية خاصة، وهم لديهم الآليات القانونية التي أوصلتهم لهذه النتائج، ونحن مع تقرير اللجنة التحقيقية".
 
وعن دور نقابة الصحفيين في متابعة قضايا قتل الصحفيين العراقيين قال "النقابة تتابع بشكل تفصيلي قضايا كهذه وهي على اتصال دائم مع الأجهزة القضائية، ويبقى القول الفصل للقضاء العراقي".
 
من جانبها نفت جماعة أنصار الإسلام أي علاقة لها بمقتل سردشت عثمان وقالت في بيان لها على شبكة الإنترنت إن هذه المزاعم باطلة وعارية عن الصحة.
المصدر : الجزيرة