أحوال الأسرى الفلسطينيين في تدهور

24/11/2009
خلص تقرير إحصائي فلسطيني إلى أن أوضاع الأسرى بسجون الاحتلال الإسرائيلي تسير من سيء إلى أسوأ، وأن العام الجاري كان الأسوأ.
وكشف الإحصاء عن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي قرابة 750 ألف فلسطيني بينهم 12 آلف امرأة وعشرات الآلاف من الأطفال, وذلك منذ عام 1967.
وقال الباحث المختص بشؤون الأسرى والأسير السابق عبد الناصر عوني فروانة في هذا التقرير الإحصائي إن من بين هؤلاء المعتقلين 69 ألف حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، منهم 850 مواطنة و7800 طفل.
ولفت فروانة في تقريره النظر إلى أن تلك الاعتقالات لم تقتصر على شريحة معينة أو فئة عمرية محددة، بل طالت كافة فئات المجتمع الفلسطيني دون تمييز.
وطبقا للتقرير المقدم كورقة عمل للمؤتمر الدولي للأسرى, فقد شملت تلك الاعتقالات العشرات من النواب والقيادات السياسية وبعض الوزراء في حكومات فلسطينية سابقة.
وفي هذا الصدد شددت وزارة الأسرى بالحكومة المقالة على أن "اختطاف واستمرار احتجاز النواب والوزراء يشكل عدواناً سافراً على المؤسسات الشرعية الفلسطينية، وحقوق الإنسان وحصانتهم، ويشكل انتهاكاً فاضحاً لأبسط الأعراف والمواثيق الدولية".
وذكر فروانة أن قوات الاحتلال "لم تكتفِ بأسلوب أو شكل معين وثابت في اعتقالها واختطافها للمواطنين والمواطنات بشكل فردي أو جماعي، بل انتهجت أساليب عدة, منها على سبيل المثال اجتياح المدن والمخيمات واقتحام البيوت والمؤسسات والمستشفيات ليلاً ونهاراً واعتقال المعنيين، أو اختطاف المواطنين من الشارع".
كما تحولت الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة والمعابر لمصايد للاعتقال، وأقدمت مراراً على القرصنة في عرض البحر واختطاف مئات الصيادين.
وطبقا لفروانة فقد لجأ الاحتلال للخداع عن طريق القوات الخاصة المتنكرة بزي عربي والذين يطلق عليهم "وحدات المستعربين" وغيرها.
وطبقا لفروانة فقد لجأ الاحتلال للخداع عن طريق القوات الخاصة المتنكرة بزي عربي والذين يطلق عليهم "وحدات المستعربين" وغيرها.
شهداء الأسرى
كما ذكر التقرير أنه في أكثر من أربعة عقود استشهد 197 أسيراً بسبب التعذيب والإهمال الطبي. وكما يقول التقرير, فقد قتل 71 أسيراً عمداً بعد اعتقالهم مباشرة, بالإضافة إلى سبعة أسرى استشهدوا نتيجة استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي.
كما ذكر التقرير أنه في أكثر من أربعة عقود استشهد 197 أسيراً بسبب التعذيب والإهمال الطبي. وكما يقول التقرير, فقد قتل 71 أسيراً عمداً بعد اعتقالهم مباشرة, بالإضافة إلى سبعة أسرى استشهدوا نتيجة استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي.
وبالنسبة للأطفال بيّن فروانة في تقريره أن نسبة الأطفال بين المعتقلين تشكل نسبة 4.3%, مشيرا إلى أنهم يتعرضون لما يتعرض له الكبار من تعذيب ومحاكمات توصف بأنها جائرة، ويحتجزون مع الكبار في ظروف قاسية تهدد مستقبلهم.
" الأسوأ هو اعتقال قوات الاحتلال لجرحى ومصابين دون تقديم الإسعافات الأولية لهم، بل وتعمد إبقائهم ينزفون دون السماح لطواقم الإسعاف الفلسطينية بالوصول إليهم " التقرير |
وأشار فروانة في هذا الصدد إلى أن هؤلاء الأطفال كانوا يحاكموا في محاكمة مخصصة لعموم المعتقلين.
وفي أغسطس/آب الماضي اتخذت سلطات الاحتلال قرارا بتشكيل محكمة خاصة بالأطفال دون إجراءات تراعي طفولتهم.
الأوضاع الصحية
وحول الأوضاع الصحية للأسرى، فقد وصفها التقرير بالصعبة, وقال إنها كانت سبباً رئيسياً في بروز وانتشار العديد من الأمراض في ظل إهمال طبي.
وحول الأوضاع الصحية للأسرى، فقد وصفها التقرير بالصعبة, وقال إنها كانت سبباً رئيسياً في بروز وانتشار العديد من الأمراض في ظل إهمال طبي.
وأشار إلى أن قائمة الأسرى المرضى في ارتفاع مستمر, حيث يعاني قرابة 1500 أسير من أمراض مختلفة. كما يوجد بين هؤلاء المرضى العشرات من المعاقين حركياً وبصرياً وبحاجة لرعاية خاصة.
التعذيب
وحول التعذيب قال فروانة إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تجيز التعذيب وتضفي عليه صفة الشرعية، وتمارس التعذيب وسيلة رسمية تحظى بالدعم السياسي والتغطية القانونية التي وفرتها المحكمة العليا لأجهزة الأمن الإسرائيلية في عام 1996, حيث منحت جهاز الشاباك الحق باستخدام التعذيب وأساليب الضغط الجسدي.
وحول التعذيب قال فروانة إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تجيز التعذيب وتضفي عليه صفة الشرعية، وتمارس التعذيب وسيلة رسمية تحظى بالدعم السياسي والتغطية القانونية التي وفرتها المحكمة العليا لأجهزة الأمن الإسرائيلية في عام 1996, حيث منحت جهاز الشاباك الحق باستخدام التعذيب وأساليب الضغط الجسدي.
وطبقا للتقرير فقد ابتدعت إسرائيل وأجهزتها الأمنية، أكثر من سبعين شكلاً من التعذيب الجسدي والنفسي, بداية من الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين أو وضع الكيس على الرأس والمكوث ساعات وقوفاً أو جلوساً تحت أشعة الشمس بظروف صعبة.
يضاف إلى ذلك الدفع والضرب، والحرمان من النوم، والإجبار على الوقوف فترة طويلة، ومنع الطعام والشراب والتعريض للبرودة أو الحرارة الشديدة.
كما قضى 45% من الأسرى ساعات وأياما داخل ما يعرف بالثلاجة، فضلا عن أن أكثر من 58% تعرضوا للضرب والضغط على الخصيتين وهناك نسب أقل من ذلك تعرضوا للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب والإجبار على التعري.
وكشف مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى الفلسطينية عبد الناصر فروانة في تقريره، أن الاعتقالات لا تزال مستمرة وبمعدل 15-18 حالة يومياً. ومنذ بدء العام الجاري, اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 4800 مواطن، غالبيتهم العظمى من الضفة الغربية, بينما شهدت الاعتقالات بغزة ارتفاعاً خلال فترة الحرب الأخيرة فقط.
دروع بشرية
وكشف التقرير عن استخدام قوات الاحتلال في حربها على غزة المعتقلين دروعا بشرية بشكل جماعي وفردي، أثناء اقتحام منازل ومنشآت المواطنين.
وكشف التقرير عن استخدام قوات الاحتلال في حربها على غزة المعتقلين دروعا بشرية بشكل جماعي وفردي، أثناء اقتحام منازل ومنشآت المواطنين.
المصدر : الجزيرة