قيمته السوقية ستصل إلى 500 مليار دولار.. هل يفلح إنترنت الأجسام بالسيطرة على عالم الطب؟

بات الإنترنت عاملا مركزيا في إدارة شؤون الحياة، ولم يعد مجرد أداة تواصل بين البشر ونقل للمعلومات والبيانات بينهم عبر هاتف محمول أو حاسوب.

ويقدر عدد الأجهزة التي تستخدم إنترنت الأشياء بالمليارات حول العالم. ومع التطور المستمر، امتد استخدام هذه التقنيات إلى مجال الرعاية الصحية لمراقبة المرضى في منازلهم وصرف الأدوية لهم من الصيدليات الذكية.

ويتوقع خبراء -بحسب ما كشف برنامج للقصة بقية بتاريخ (2022/11/28)- أن تصل قيمة سوق إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية إلى قرابة 500 مليار دولار خلال 6 سنوات.

وتوفرت أجهزة متصلة بالإنترنت يمكن لصقها على الجلد أو زراعتها داخل أجسام البشر لتراقب أداء الجسم البشري وحركته ولياقته البدنية وضربات قلبه وضغط دمه، والتنبؤ بما قد يعتريه من أزمات صحية، وتسمح للأطباء بالتدخل وإنقاذ حياة المستخدمين من بُعد.

تجارب حية

واستعرضت الحلقة عمل جهاز مضخة الأنسولين على طفلة مصابة بداء السكر من الدرجة الأولى، واستمع "للقصة بقية" إلى أسرتها التي أشادت بكفاءة الجهاز في تسهيل علاج ابنتهم، بالإضافة إلى المحافظة على صحتها دون تعريضها لخطر التعرض لاضطراب مفاجئ في سكر الدم.

لكن الأمر يحمل العديد من المحاذير والمخاطر على حياة المستخدمين، وحماية بياناتهم الصحية من التحكم أو التلاعب من المؤسسات والشركات الكبرى المتحكمة بهذه التكنولوجيا.

وتعليقا على مدى التطور الذي شهدته التقنيات الطبية باستخدام إنترنت الأشياء، يرى الدكتور وائل عبد المجيد أستاذ الذكاء الاصطناعي ومؤسس مختبر الذكاء البصري وتحليل الوسائط المتعددة بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن إنترنت الأجسام مهم للغاية في حالة علاج العديد من الأمور.

وأضاف أن إنترنت الأجسام لن يتوقف عند ما حققه، بل سيستمر ليصل حتى التعامل مع الحالات المرتبطة بسوائل الرئة، وقد بدأت التجارب على مثل هذه الأجهزة التي وصفها بالمهمة والدقيقة.

بدوره، أكد الدكتور وائل فهد الحسامي اختصاصي أمراض القلب والشرايين والأستاذ بجامعة تافت المحاضر في طب الكوارث بجامعة هارفارد، أن إنترنت الأجسام ساعد في دقة تشخيص الحالات المهمة، كما تم العمل على جهاز يساعد في الصعقات الكهربائية لمرضى القلب، وهو الأمر الذي ساهم في تفادي حالات وفاة للعديد من الأمراض.

وأضاف أن البيانات المرسلة من الأجهزة الطبية المرتبطة بإنترنت الأجسام تساعد الأطباء في اتخاذ القرارات السريعة لإنقاذ حياة المرضى، لكنه عبر عن مخاوفه من تعرض هذه البيانات للاختراق من قبل طرف ثالث واستخدامها ضد الأمراض مستقبلا.

المصدر : الجزيرة