استنفار عالمي وانتشار متسارع.. أوميكرون يصل القارة الأميركية وتفاؤل بقدرة اللقاحات على مقاومته

Passengers wait for confirmation of flights outside the Swissport Ticket Sales counter as several airlines stopped flying out of South Africa, amidst the spread of the new SARS-CoV-2 variant Omicron, at O.R. Tambo International Airport, in Johannesburg
مسافران في مطار جوهانسبيرغ بعد تعليق بعض الرحلات (رويترز)

واصل أوميكرون، المتحور الجديد من فيروس كورونا انتشاره في أرجاء العالم، حيث وصل القارة الأميركية بعد إعلان كندا رصد أول إصابتين، في حين أظهر مسؤول أميركي رفيع تفاؤلا بشأن قدرة اللقاحات على مقاومته.

وأعلنت كندا أنها رصدت أول إصابتين بالمتحور أوميكرون على أراضيها لدى شخصين سافرا مؤخرا إلى نيجيريا.

وقالت حكومة مقاطعة أونتاريو (جنوب شرق) في بيان إن المصابَين يخضعان للحجر في أوتاوا بينما تتعقب سلطات الصحة العامة الأشخاص الذين خالطوهما. ويتعلق الأمر بأول حالتَي إصابة بالمتحور أوميكرون في القارة الأميركية.

وفي سويسرا، أعلنت السلطات الصحية رصد "أول إصابة محتملة" بالمتحور أوميكرون لدى شخص عاد من جنوب إفريقيا.

كما أعلنت السلطات الصحية وفي هولندا أمس الأحد، أنها تأكدت من وجود 13 إصابة بالمتحور الجديد بين ركاب قدموا من جنوب أفريقيا في رحلات طيران وصلت إلى أمستردام يوم الجمعة الماضي.

وفي الدانمارك، قالت السلطات إنها سجلت إصابتين بسلالة أوميكرون بين مسافرين قدموا من جنوب أفريقيا، وهي أول دولة تبلغ عن ظهور هذه السلالة.

وأضافت السلطات الدانماركية أن الشخصين المصابين قد عزلا، وأنها تقوم حاليا بتتبع المخالطين لهما.

وفي أستراليا، قال مسؤولو الصحة في نيو ساوث ويلز، الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد، إن شخصين قادمين إلى سيدني من جنوب القارة الأفريقية مساء أمس السبت قد تأكدت إصابتهما بسلالة أوميكرون.

وأضاف المسؤولون أنه لم تظهر أعراض على الشخصين، وأنهما قيد الحجر الصحي الآن. ودخل 12 مسافرا آخر من جنوب القارة الأفريقية الحجر الصحي في فندق لمدة 14 يوما، ونصحت السلطات نحو 260 راكبا وأفراد طواقم الطيران بالعزل المنزلي.

وتعد الدانمارك وهولندا وأستراليا أحدث الدول التي أكدت رصد أوميكرون على أراضيها بعدما أبلغت جنوب أفريقيا منظمة الصحة العالمية بظهوره لديها يوم الأربعاء الماضي، ثم اكتشافه تباعا في هونغ كونغ وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا وإسرائيل.

وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس الأحد إنه ربما يكون هناك مزيد من حالات الإصابة بأوميكرون إلى جانب الحالتين اللتين تم التأكد منهما في بريطانيا أمس، وإحداهما في إسيكس جنوب شرقي إنجلترا، والأخرى في نوتنغهام وسط إنجلترا.

وأضاف جاويد في مقابلة تلفزيونية "عكفنا على الفور على التأكد من أننا رصدنا كل المخالطين لهما ونجري كذلك فحوصا في هاتين المنطقتين".

وفي ألمانيا، أعلنت ولاية هيسن ثبوت حالة إصابة بسلالة أوميكرون بعد الاشتباه بها، وذلك في أعقاب إعلان ولاية بافاريا أمس رصد أول حالتي إصابة بالمتحور الجديد في مدينة ميونخ، لشخصين وصلا إلى البلاد في رحلة جوية من جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

من جهتها، أعلنت بوتسوانا الأحد أنها سجلت 19 إصابة بالمتحور أوميكرون.

وأعلنت الدولة الواقعة جنوب القارة الأفريقية الجمعة أنها رصدت إصابة أربعة رعايا أجانب بالمتحور أوميكرون دخلوا بوتسوانا في 7 نوفمبر/تشرين الثاني في مهمة دبلوماسية.

إغلاق الحدود

في غضون ذلك، تواصل مزيد من الدول إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من جنوب القارة الأفريقية، أو فرض قيود متفاوتة على السفر من بينها الحجر الصحي.

وقرر المغرب تعليق جميع الرحلات الجوية الوافدة إليه لمدة أسبوعين اعتبارا من يوم غد، بسبب "التفشي السريع للمتحور الجديد"، وفق ما أعلنته لجنة وزارية اليوم.

ويهدف القرار إلى "الحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال محاربة الجائحة وحماية صحة المواطنين"، وفقا لما جاء في بيان اللجنة الوزارية.

ومن بين الدول التي أعلنت اليوم قيودا على السفر من جنوب أفريقيا والدول المجاورة، إندونيسيا وفيتنام وأنغولا.

من جهتها، أعلنت إسرائيل إغلاق حدودها أمام جميع الأجانب للحد من تفشي الفيروس، وذلك بعد 4 أسابيع فقط من إعادة فتح حدودها أمام السياح.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "نرفع العلم الأحمر"، مضيفا أنهم طلبوا 10 ملايين وحدة من معدات إجراء فحوص "كوفيد-19" لمكافحة السلالة الجديدة.

وفي تلك الأثناء، يسابق العلماء الزمن لتحديد مدى خطورة السلالة الجديدة "أوميكرون" التي صنفتها منظمة الصحة العالمية بأنها "مقلقة"، خصوصا لمعرفة إن كان بإمكانها الالتفاف على اللقاحات الموجودة حاليا.

ويقول خبراء الأوبئة إنه ربما يكون أوان فرض قيود السفر لوقف انتشار أوميكرون قد فات، لكن دولا عديدة تواصل اتخاذ تلك الإجراءات.

وفي السياق، قال البيت الأبيض في بيان إن أنتوني فاوتشي كبير المسؤولين الأميركيين في مجال الأمراض المعدية، أبلغ الرئيس جو بايدن أن الأمر سيستغرق نحو أسبوعين للحصول على معلومات أكثر تحديدا حول قابلية الانتقال والسمات الأخرى لسلالة أوميكرون.

ونقل البيان عن فاوتشي قوله لبايدن "إنه لا يزال يعتقد أن من المرجح أن توفر اللقاحات الحالية درجة من الحماية ضد الإصابات الشديدة بكوفيد-19".

عدم المساواة بالتطعيم

وألقى المتحور الجديد الضوء على التباين الكبير في توزيع اللقاحات على مستوى العالم، ففي حين بدأت بعض الدول المتقدمة في إعطاء جرعة ثالثة منشطة لم يتلقَّ الجرعة الأولى سوى أقل من 7% من سكان الدول النامية، وفقا لمنظمات طبية وأخرى مدافعة عن حقوق الإنسان.

وقال سيث بيركلي الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) (GAVI) -الذي يدير مع منظمة الصحة العالمية مبادرة كوفاكس (COVAX) التي تهدف إلى توزيع عادل للقاحات- إن هذا أمر ضروري لتجنب ظهور متحورات جديدة من الفيروس.

وقال لوكالة رويترز "ما زال يتعين علينا معرفة المزيد عن أوميكرون لكننا نعرف أنه طالما لم يتلق عدد كبير من سكان العالم التطعيمات ستستمر المتحورات الجديدة في الظهور وسيطول أمد الجائحة".

المصدر : الجزيرة + وكالات