في ظل أوميكرون.. متى تكون نهاية وباء كورونا؟ خبير يجيب الجزيرة نت

ما هي أبرز المعطيات حول سلالة أوميكرون من فيروس كورونا؟ وهل صحيح أن الفيروسات عندما تتحور تضعف؟ وهل ينطبق هذا على كورونا؟ وفي ظل متحور أوميكرون هل يمكن توقع موعد انتهاء جائحة كوفيد-19 في العالم؟ وهل سنحتاج لجرعات رابعة وخامسة وسادسة من لقاح كورونا؟

وجهنا هذه الأسئلة للدكتور محمد عطا حندوس رحال، وهو أستاذ مساعد في كلية وايل كورنيل للطب، وطبيب استشاري أول، وحاصل على البورد الأميركي، والذي أجاب عنها في تصريحات للجزيرة نت.

ما هي أبرز المعطيات حول سلالة أوميكرون من فيروس كورونا؟

عام 2020 صنفت منظمة الصحة العالمية المتغيرات من فيروس كورونا المستجد "سارس كوف-2" (SARS-CoV-2) إلى متغيرات مثيرة للاهتمام ومتغيرات مثيرة للقلق، واستخدمت الأبجدية اليونانية لتسمية هذه الأنواع من المتغيرات من أجل تبسيط الأمور.

تشمل المتغيرات المعروفة المثيرة للقلق "ألفا بي. 1.1.7″ (Alpha B.1.1.7) و"بيتا بي.1.351" (Beta B.1.351) وغاما "بي.1" (Gamma P.1) و "دلتا بي .1.117.2" (Delta B.1.117.2).

سلالة أوميكرون كورونا إنفوغراف (Omicron) Omicron متحور

الآونة الأخيرة، تم تخصيص الحرف الـ 15 من الأبجدية اليونانية أوميكرون للمتغير "بي .1.1.529" (B.1.1.529) والذي يوجد حاليا في كل مناطق العالم.

وأظهرت الدراسات الحديثة أن متغير أوميكرون قابل للانتقال بشكل كبير، لكن لحسن الحظ، حتى الآن، الأعراض أكثر اعتدالا مقارنة بمتغير دلتا.

علاوة على ذلك، لا يزيد أوميكرون بشكل كبير من خطر الإصابة بالمرض الوخيم في السكان الذين تم تلقيحهم.

وعادة ما يثير ظهور متغير جديد مخاوف بشأن فعالية اللقاحات المستخدمة حاليا. ويمكن أن تكون هذه المخاوف صحيحة، وقد أظهرت الدراسات الأولية أن متغير أوميكرون قد يكون لديه القدرة على التهرب جزئيا من الميزات الوقائية التي توفرها لقاحات كوفيد-19.

وقد أظهرت الدراسات الحالية أن الذين تلقوا جرعتين من لقاح "فايزر" (Pfizer) لديهم انخفاض بمقدار 25 ضعفا في القدرة على تحييد العدوى تجاه متحور أوميكرون مقارنة بفيروس كورونا الأصلي. ومع ذلك، فإن جرعة معززة (الجرعة الثالثة) من لقاح فايزر يمكن أن توفر حماية تصل إلى 80-95%.

بالإضافة إلى ذلك، فإن 80% من "المحددات المستضدية" (epitopes)، وهي جزء من مستضد يتعرف عليه الجهاز المناعي للفيروس الذي تتعرف عليه الخلايا التائية "سي دي 8 بلس تي" (CD8 +T) المعروفة بخلايا الذاكرة لا تتأثر بالتغيرات أو الطفرات في متغير أوميكرون.

هل صحيح أن الفيروسات عندما تتحور تضعف؟ وهل ينطبق هذا على أوميكرون وكورونا؟

كثيرا ما تتحور الفيروسات، خاصة تلك التي تحتوي على الحمض النووي الريبي (ribonucleic acid) كمادة وراثية، بما في ذلك فيروس كورنا المستجد وفيروس الإنفلونزا.

عندما ينتشر الفيروس على نطاق واسع ويسبب المرض، فإن احتمال تحور الفيروس يزيد. وكلما زادت فرص انتشار الفيروس، زادت فرص تكراره، وزادت فرصه في الخضوع للتغييرات. ويؤدي خطأ في عملية النسخ هذه إلى حدوث طفرة.

ومعظم الطفرات الفيروسية لها تأثير ضئيل أو معدوم على قدرة الفيروس على تفاقم المرض. ومع ذلك، اعتمادا على مكان وجود الطفرات في المادة الوراثية للفيروس، فقد تؤثر على خصائص الفيروس، مثل الفوعة أو الهروب المناعي أو الانتقال.

ويغطى الفيروس المسبب لكوفيد-19 ببروتينات الغشاء الدهني (أو البروتينات السكرية) التي يمكن أن تسمح للفيروس بالاندماج في غشاء خلية المضيف. ويضم فيروس كورونا البروتين الشوكي "سبايك" (spike) ويقع على غلاف فيروس كورونا، وهو مصنوع من سلسلة خطية من حوالي 1300 من الأحماض الأمينية.

التغييرات، خاصة تلك المتعلقة بالبروتين الشوكي، هي السبب الرئيسي للطفرة في الفيروس المسبب لكوفيد-19.

د محمد عطا حندوس-رحال، طبيب استشاري اول طب الأطفال العام الأكاديمي أستاذ مساعد وايل كورنيل للطب. سدرة للطب في قطر المصدر: سدرة للطب
الطبيب محمد رحال: من الصعب التنبؤ بموعد انتهاء جائحة كوفيد-19 (سدرة للطب)

في ظل متحور أوميكرون، متى تتوقعون انتهاء جائحة كوفيد عالميا؟

من الصعب التنبؤ أو تحديد موعد لانتهاء جائحة كوفيد-19 في العالم، فمسارات الجائحة واحتمالاتها مرهونة بالطريقة التي تتفاعل بها المجتمعات.

مع ذلك، لدينا أدلة قوية على أن جرعات لقاح كوفيد-19 المعززة يمكن أن تزيد الحماية ضد كوفيد-19 بما في ذلك متغير أوميكرون.

علاوة على ذلك، يوجد حاليا بعض العلاجات الفموية الفعالة التي تخفف من حدة المرض.

أيضا علمنا، العامين الأخيرين من الوباء، أن اتباع بعض الاحتياطات والتدابير الصحية يمكن أن يكون حاسما في تقليل انتقال العدوى، وبالتالي الوباء.

 ماذا عن سلالة كورونا "بي 1.640.2" التي ظهرت في فرنسا؟

أبلغ علماء فرنسيون مؤخرا عن حدوث تغييرات بالفيروس لدى 12 مريضا مصابا بفيروس سارس يعيشون جنوب شرق فرنسا. سافرت الحالة الأولى التي تم تحديدها أو الحالة المؤشرة من الكاميرون إلى فرنسا. وجد نفس الباحثين 46 طفرة على الأقل في الفيروس، بما في ذلك العديد من الطفرات في بروتين سبايك. وتمت تسمية المتغير (B.1.640.2) أو "آي إتش يو" (IHU) لأنه تم اكتشافه في معهد البحر المتوسط للأمراض المعدية (institute Mediterranean Infection) (IHU) في فرنسا.

قد يكون من الصعب في هذه المرحلة اعتبار المتغير طفرة جديدة، خاصة أن السلالة الأم (parent lineage) "بي .1.640" (B.1.640) تم الإبلاغ عنها في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في غانا.

هل سلالة كورونا "بي 1.640.2" تهدد بوباء جديد وإصابات أكثر؟

من المبكر جدا توقع أن المتغير "بي 1.640.2" يمكن أن يكون أكثر إزعاجا أو ينتقل بشكل أسرع. يجب تذكر أن معظم الطفرات الفيروسية لها تأثير ضئيل أو معدوم على قدرة الفيروس على تفاقم المرض. ومع ذلك، فإن مراقبة هذا البديل له ما يبرره.

ما النصائح التي توجهها للجمهور العربي؟

لا يزال وقف الانتشار من المصدر والتحصين أمرا بالغ الأهمية. سيؤدي تلقي جرعة معززة إلى زيادة المناعة ضد أوميكرون. يجب اتباع الاحتياطات المستخدمة بانتظام منذ بداية الوباء بدقة. تشمل هذه الإجراءات التباعد الجسدي، وتجنب الأماكن المغلقة أو الزحام، وارتداء قناع الوجه أو واقي الوجه، وتنظيف اليدين بشكل متكرر. ومن خلال تقليل كمية قابلية الفيروس، تكون احتمالات ظهور متغير جديد منخفضة.

هل تتوقعون جرعات رابعة وخامسة وسادسة من لقاح كورونا؟

تتضاءل الحماية ضد كوفيد-19 مع مضي الوقت، وهذا هو السبب في تقديم المعززات. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات بعد الجرعة المنشطة لمراقبة المناعة، وسيتم تحديد تأثير المزيد من الجرعات على مستوى هذه الحماية.

والدكتور رحال استشاري أول وكبير في طب الأطفال الأكاديمي العام في سدرة للطب في قطر، وهو أيضا رئيس لجنة الصيدلة والعلاجات ونائب رئيس مراجعة المجلس المؤسسي في سدرة للطب.

نشر العديد من الدراسات بالمجلات الطبية، وتم تقديم أعماله في أكثر المؤتمرات الدولية المرموقة لطب الأطفال مثل المؤتمر والمعرض الوطني للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وكذلك جمعية طب الأطفال الكندية، تلقى تدريبه في جامعة إلينوي بكلية شيكاغو الطبية ومستشفى ماونت سيناي، وحصل على شهادة البورد الأميركي لطب الأطفال والمجلس الأميركي للتخصصات الطبية.

5 بشائر حول أوميكرون وكورونا

وحملت الأيام الماضية مؤشرات مبشرة حول جائحة كوفيد-19، شملت:

1- مزيد من الأدلة على أن أعراض أوميكرون أخف

قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إن مزيدا من الأدلة تُظهر أن سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا تصيب الجهاز التنفسي العلوي وتسبب أعراضا أخف من المتحورات السابقة، وفقا لوكالة رويترز.

وقال مدير إدارة الحوادث في المنظمة عبدي محمود للصحفيين في جنيف "نرى المزيد والمزيد من الدراسات التي تشير إلى أن أوميكرون يصيب الجزء العلوي من الجسم. على عكس المتحورات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهابا رئويا حادا". وتابع أن هذه ربما تكون "أخبارا سارة".

غير أنه قال إن سرعة انتشار أوميكرون تعني أنه سيكون المتحور السائد في العديد من الأماكن خلال أسابيع مما يشكل تهديدا في دول لم يحصل عدد كبير من سكانها على التطعيم حتى الآن.

وتتفق تصريحاته بشأن تراجع مخاطر الإصابة بالمرض مع بيانات أخرى تشمل دراسة من جنوب أفريقيا، وهي واحدة من أوائل الدول التي رُصد فيها أوميكرون.

2- وزير الصحة الفرنسي متفائل

قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران "هذه الموجة الخامسة قد تكون الأخيرة" وتوقع خروجا محتملاً من الأزمة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكرر الوزير تصريحاته لفرانس إنتر يوم الاثنين مع بعض الحذر، قائلا "كل شيء يدور حول. ربما".

3- بداية التطور نحو فيروس أكثر شيوعا

أعلن آلان فيشر المسؤول عن برنامج التطعيم الفرنسي لقناة "بي إف إم تي في" يوم الاثنين إنه مع متحورة جديدة "أكثر قابلية للانتقال (من سابقاتها لكن أقل خطورة) ربما نشهد بداية التطور نحو فيروس أكثر شيوعًا على غرار فيروسات أخرى".

بعبارة أخرى، فإن فيروسًا أشد عدوى وأقل خطورة من شأنه أن يسمح بالحصول على مناعة طبيعية إضافة إلى المناعة التي يمنحها اللقاح، مما يعني الدخول في مرحلة أقل خطورة من الوباء.

انفوغراف سلالة بي 1.640.2، سلالة كورونا الجديدة "بي 1.640.2" التي ظهرت في فرنسا وتحمل 46 طفرة، إنفوغراف، كورونا كوفيد

4- كورونا سينضم إلى الفيروسات التي تسبب نزلات البرد

ونهاية الأسبوع، أعلن عالم الأوبئة الفرنسي أرنو فونتانيه "في النهاية هناك أمل.. سينضم كورونا إلى الفيروسات التاجية البشرية الموسمية الأخرى التي تسبب نزلات البرد والتهاب اللوزتين كل شتاء".

وقال "لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. يمكننا أن نتوقع ظهور متحورات جديدة ولكن بسبب تقوية مناعتنا مع مرور الوقت إما من خلال العدوى الطبيعية أو جرعات معززة من اللقاح، فإن قدرتها على التسبب بحالات خطيرة ستتراجع".

5- ليست الأخيرة لكن ما يجيئ بعدها أضعف

ويوم الأحد، أعلن البروفيسور إريك كوم الرئيس السابق لقسم الأمراض المعدية في مستشفى بيتييه سالبيتريار في باريس "أنا مقتنع بأن هذه الموجة لن تكون الأخيرة".

وأضاف "لكنها قد تكون الأخيرة بهذه القوة".

المصدر : الجزيرة + وكالات + الفرنسية + رويترز