خبير مالي بريطاني حذر من لقاح كورونا ثم أصيب بالفيروس.. هذا ما حدث له

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصة الخبير المالي آلان ستيل الذي شكك في لقاحات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" (19-COVID)، فماذا حدث له؟ وما خطورة المغالطات حول لقاحات كورونا؟ وما أحدث المعطيات حولها بالنسبة للأطفال؟ وما قصة مئة مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا التي سوف تنتهي صلاحيتها بحلول نهاية العام؟

نبدأ من بريطانيا حيث نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا الخبير المالي آلان ستيل عن عمر يناهز 73 عاما والذي توفي الأسبوع الماضي عقب شهر من إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية سريعا، وفق ما رصدت وكالة سند للتحقق في شبكة الجزيرة.

وقالت "ديلي بزينس" (daily business) إن ستيل الذي لطالما أثار الرعب وحذر من تلقي لقاح فيروس كورونا، توفي بسبب الفيروس، وبعد محاولات لإنقاذه ووضعه على جهاز التنفس إلا أن المحاولات فشلت.

الخبير المالي الآن ستيل
كان ستيل دأب على التحذير من اللقاح ودعا مرارا لعدم تلقيه وشكك في فاعليته (الجزيرة)

وقال مغردون إن ستيل كتب عبر حسابه على موقع "تويتر" (Twitter) -مقيد الخصوصية- مطلع الشهر الماضي أنه غير موجود بسبب إصابته بالفيروس، داعين إلى أخذ اللقاح وعدم الاستسلام لدعوات التشكيك فيه.

وكان ستيل قد دأب على التحذير من اللقاح، ودعا مرارا لعدم تلقيه وشكك في فاعليته وحذر منه، الأمر الذي اعتبره مغردون تحذيرا من السماع للمشككين في الفيروس.

اللقاح هو السلاح في وجه كورونا والمزاعم الكاذبة

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" (UNICEF) "من المؤسف أن هناك الكثير من المعلومات غير الدقيقة على شبكة الإنترنت حول فيروس كوفيد-19 واللقاحات المضادة له. وبوسع المعلومات المضللة أثناء أي أزمة صحية أن تنشر الارتياب والخوف والوصم. كما قد تؤدي إلى ترك الناس دون حماية أو أشد ضعفا أمام الفيروس. يجب عليك الحصول على حقائق ونصائح موثوقة من مصادر موثوقة من قبيل السلطات الصحية المحلية في منطقتك، والأمم المتحدة، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية".

واللقاحات فعالة في الحماية من التعرض لمرض شديد بسبب الإصابة بكوفيد-19 ودخول المستشفى والموت.

وأظهرت بيانات مجمّعة أن إجمالي عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها يقترب من 5.95 مليارات جرعة حتى صباح اليوم الاثنين.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة "جونز هوبكنز" (Johns Hopkins University) الأميركية عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، أن إجمالي الإصابات بلغ 228 مليونا و541 ألف حالة. كما أظهرت البيانات أن إجمالي الوفيات ارتفع إلى 4 ملايين و691 ألف وفاة.

ومن المزاعم الكاذبة أن لقاحات كوفيد-19 يمكن أن تؤثر على الخصوبة، وتقول اليونيسف إنه ليس ثمة دليل على أن أي لقاح، بما في ذلك لقاحات كوفيد-19، يؤثر على الخصوبة لدى النساء أو الرجال. وإذا كانت المرأة تسعى للحمل، فلا ينبغي عليها أن تتجنب الحمل بعد تلقي لقاح كورونا.

كما لا يؤثر أي من لقاحات كوفيد-19 على الحمض الخلوي الصبغي "دي إن إيه" (DNA)، أو يتفاعل معه بأي شكل من الأشكال. أما ما يقوم به لقاح الرنا المرسال "إم آر إن إيه" (mRNA) فهو تعليم الخلايا كيفية صنع بروتين يحفز استجابة من نظام المناعة في داخل الجسم. وهذه الاستجابة تنتج أجساما مضادة تحافظ على حماية المرء من الفيروس، وفقا لليونيسف.

تركيا تقر الاستخدام العاجل للقاح "سبوتنيك V" الروسي وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة قال إن بلاده ستتسلم 50 مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك V" المضاد لفيروس كورونا خلال 6 أشهر وإن الدفعة الأولى ستصل خلال مايو. 03.05.2021، للاستخدام الداخلي، إنفوغراف انفوغراف إنفوجراف انفوغراف

اللقاح والأطفال

وقالت شركتا "فايزر" (Pfizer) و"بيونتيك" (BioNTech) اليوم الاثنين إن لقاحهما للوقاية من مرض كوفيد-19 حقق استجابة مناعية قوية لدى الأطفال بين 5 أعوام و11 عاما، وإنهما تخططان لطلب الحصول على ترخيص لاستخدامه لدى تلك الفئة العمرية بالولايات المتحدة وأوروبا ومناطق أخرى في أقرب وقت ممكن.

وذكرت الشركتان أن اللقاح حفز استجابة مناعية في الفئة العمرية 5-11 عاما في المرحلتين الثانية والثالثة من تجربتهما، تكافئ المناعة التي تحققت في الفئة العمرية 16-25 عاما. وأضافتا أنه فيما يتعلق بالسلامة جاءت النتائج مكافئة بوجه عام أيضا للمجموعة الأكبر سنا.

وحصل لقاح الشركتين، الذي يسمى "كوميرناتي" (Comirnaty)، بالفعل على تصريح للاستخدام لدى الأطفال ابتداء من عمر 12 عاما في كثير من الدول، ومنها الولايات المتحدة.

وتم إعطاء الأطفال في الفئة العمرية من 5 أعوام إلى 11 عاما جرعتين تعادلان ثلث ما تم إعطاؤه للأفراد في عمر 12 عاما فأكثر.

وتتوقع الشركتان بيانات بشأن فاعلية اللقاح عند الأطفال من عمر عامين إلى 5 أعوام، والأطفال من عمر 6 أشهر إلى عامين خلال الربع الأخير من العام الحالي على أقرب تقدير.

مئة مليون جرعة

مع هذه المعطيات الطيبة حول سلامة اللقاحات وأهميتها، حذرت شركة "أيرفينيتي" (Airfinity) لتحليل البيانات من أن أكثر من مئة مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم سوف تنتهي صلاحيتها بحلول نهاية العام، مما يعني أنها سوف تذهب هباء إذا لم تتم إعادة توزيعها بسرعة.

وأفادت أيرفينيتي اليوم الاثنين بأن أكثر من 40% من جرعات اللقاح هذه موجودة في الاتحاد الأوروبي.

وبالنظر إلى أن معظم البلدان المتلقية تحتاج إلى شهرين على الأقل من العمر الافتراضي بعد الاستيراد لتنفيذ حملات التطعيم، فإن هناك 241 مليون جرعة من اللقاحات معرضة لانتهاء صلاحيتها دون استخدامها.

وإذا تم توزيع جرعات اللقاح هذه على الفور، فسوف تكون إلى جانب الجرعات التي تم شراؤها بالفعل وطرحها كافية لتطعيم 70% من الأشخاص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ضد فيروس كورونا، حسبما قالت أيرفينيتي.

وضغطت منظمة الصحة العالمية في جنيف من أجل توزيع أكثر عدلا للقاحات منذ شهور. وكلما طالت مدة انتشار الفيروس في البلدان ذات معدلات التطعيم المنخفضة، زاد خطر ظهور سلالات جديدة تكون اللقاحات ضدها أقل فعالية أو غير فعالة على الإطلاق.

وسوف يتوفر لدى دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة إجمالي مليار جرعة لقاح أكثر مما تحتاجه بحلول نهاية العام، وفقا لتحليل أيرفينيتي.

وتعهدت هذه الدول بالتبرع بـ1.2 مليار جرعة لقاح بحلول منتصف العام المقبل، ومع ذلك تم تسليم 12% فقط من هذه الجرعات.

المصدر : الألمانية + رويترز + مواقع إلكترونية