أعراض كورونا قد تستمر لـ4 أشهر

ما الفترة التي قد تمتد لها أعراض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″؟ وما سبب شدة عدوى السلالة دلتا؟ وكيف أثرت على العالم؟ الإجابات في هذا التقرير.

نبدأ من المملكة المتحدة، حيث توصلت دراسة حديثة إلى أن ما يقارب 40% من مرضى فيروس كورونا قد تستمر معهم أعراض لمدة 12 أسبوعا بعد ظهور بداية أعراض كورونا، وذلك في صورة عرض واحد على الأقل.

ونظر البحث في بيانات من دراسة "رياكت-2" (REACT-2) بقيادة إمبريال كوليدج لندن، والتي تم جمعها من عينات عشوائية من السكان بين سبتمبر/أيلول وفبراير/شباط الماضي، وشملت الدراسة أكثر من نصف مليون بالغ في إنجلترا، ونشرت على موقع إمبريال كوليدج لندن.

وأجاب المتطوعون عن أسئلة حول مدة 29 عرضا مختلفا مرتبطة بـ"كوفيد-19″.

وأبلغ 37.7% عن عرض واحد على الأقل لمدة 12 أسبوعا، وفق ما نقلت صحيفة ذي إندبندنت (The Independent) البريطانية.

9 من أبرز أعراض عدوى كورونا( مع العنوان )

 

وتوزعت حالات الذين ظهرت عليهم الأعراض في عمر 12 أسبوعا في واحدة من مجموعتين بناء على الأعراض التي كانوا يعانون منها:

المجموعة الأولى شملت أعراضا تنفسية مثل:

  • قصر النفس
  • ضيق التنفس
  • ألم شديد في الصدر
  • في هذه المجموعة أبلغ المزيد من الأشخاص عن أعراض خطيرة لـ"كوفيد-19″.

المجموعة الثانية كانت الأعراض الغالبة:

  • التعب
  • آلام في العضلات
  • صعوبة في النوم

وقال الباحثون إن النساء، أو الأشخاص الذين يدخنون، أو من يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، أو يعيشون في مناطق محرومة، أو تم إدخالهم إلى المستشفى جميعهم معرضون لخطر أكبر من الأعراض المستمرة، فيما كانت لدى الآسيويين مخاطر أقل، كما ارتبطت زيادة العمر مع استمرار الأعراض، مع زيادة الخطر بنسبة 3.5% مع كل عقد من العمر.

وقال البروفيسور بول إليوت مدير برنامج "رياكت" (REACT) من كلية إمبريال للصحة العامة "ترسم نتائجنا صورة مقلقة للعواقب الصحية طويلة المدى لكوفيد-19 والتي يجب أخذها في الاعتبار في السياسة والتخطيط".

وأضاف إليوت أن "النتائج التي توصلنا إليها ترسم صورة مقلقة للعواقب الصحية طويلة المدى لكوفيد-19".

ما سبب شدة عدوى السلالة دلتا؟

تحتوي سلالة دلتا من فيروس كورونا -الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند أواخر العام الماضي- على طفرات في الجين الذي يحمل تعليمات بناء بروتين السنبلة (Spike) الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا في الجسم، وفقا لتقرير في صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية.

ونقلت الصحيفة أنه وفقا لهيئة الصحة العامة في إنجلترا (Public Health England)، فقد وفر هذا لمتغير دلتا قابلية انتقال أعلى بنسبة قد تصل إلى 60% من متغير ألفا (السلالة البريطانية) للفيروس.

وتقول البروفيسورة ويندي باركلي من إمبريال كوليدج لندن إن متغير دلتا يبدو أنه يسمح بتراكم كميات متزايدة من الفيروس في الأشخاص المصابين حتى يطردوا المزيد لإصابة أفراد آخرين.

وفي تحليل للكاتبة ناتالي غروفر في صحيفة غارديان (The Guardian) قالت الكاتبة إنه من الواضح أن سلالة دلتا تتمتع بقدرة كبيرة على الانتقال، لكن العلماء لم يثبتوا السبب بعد.

واقترحت البروفيسورة كاثرين نوكس عضوة المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ في المملكة المتحدة والخبيرة في العدوى المنقولة بالهواء في جامعة ليدز 3 أسباب محتملة:

  • إن الأشخاص المصابين لديهم حمولة فيروسية أعلى، مما يعني أنهم قد ينشرون كمية أكبر عبر الرذاذ.
  • إن الناس بحاجة إلى أن يتعرضوا لنسبة أقل من الفيروس حتى يصابوا بالعدوى.
  • إن التعرض القصير نسبيا لشخص مصاب يكفي لنشر المرض.

وقالت إنه من الممكن أن يصاب شخص ما عن طريق الاقتراب من ناقل لبضع ثوان إذا كان الناقل ينفث كمية من جزيئات الفيروس وصدف أن الشخص يتنفس في اللحظة الخاطئة تماما.

العالم يئن تحت وطأة السلالة المتحورة دلتا

وتتسبب السلالة المتحورة دلتا في تفشي عدوى جديدة في العديد من البلدان، وهو ما أوجب العودة إلى عمليات الإغلاق، وفرض قيود على التنقل، واعتماد العمل عن بعد من أجل احتواء الوباء.

وقالت صحيفة "ليبراسيون" (Liberation) الفرنسية إن هذه السلالة موجودة الآن في 85 دولة على الأقل وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتعتبر هذه السلالة المتحورة شديدة العدوى بشكل مثير للقلق في جميع أنحاء العالم رغم حملات التطعيم، خاصة في روسيا التي أعلنت تسجيل عدد قياسي من الوفيات، وبحلول نهاية أغسطس/آب المقبل قد تمثل هذه السلالة المتحورة 90% من حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" في أوروبا.

وذكرت الصحيفة أن سلالة دلتا تثير القلق في فرنسا، حيث إنها تشكل ما بين 9 إلى 10% من حالات الإصابات المستجدة، وقد أطلقت وكالة الصحة الإقليمية في منطقة أوكسيتاني "خطة عمل فورية" للدعوة إلى الفحص والتطعيم من أجل "تجنب موجة جديدة من الوباء".

وكانت البرتغال أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن عن رصد السلالة المتحورة دلتا، وقد وصلت نسبة الانتشار حتى الآن إلى 51% من الحالات المستجدة، وأكثر من 70% في لشبونة.

ولمواجهة انتشار العدوى قررت الحكومة البرتغالية تشديد القيود في البلديات الأكثر تضررا، وتقليل ساعات العمل وقدرة الاستيعاب في المطاعم والمحلات التجارية، مع الحفاظ على قيود التنقل بين منطقة لشبونة الكبرى وبقية مدن البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وسجلت حالات الإصابة بسلالة دلتا ارتفاعا ملحوظا في المملكة المتحدة أكثر من غيرها من البلدان الأوروبية، حيث تشمل 99% من حالات الإصابة، وانتشرت هذه السلالة بسرعة كبيرة جدا بحصيلة تجاوزت 130 ألف مصاب.

وسجلت المملكة المتحدة أكثر من 16 ألف حالة جديدة، وهو رقم لم تسجله منذ فبراير/شباط الماضي، ودفع تدهور الوضع الصحي الحكومة إلى تأجيل رفع القيود الأخيرة لمدة 4 أسابيع بعد إغلاق شتوي طويل، والخبر السار الوحيد هو أن عدد الوفيات ظل منخفضا، فقد تراوح بين 0 و27 حالة في اليوم لأكثر من شهرين.

روسيا

يتدهور الوضع الصحي بسرعة كبيرة في روسيا، حيث أعلنت موسكو أمس الأحد عن تسجيل عدد قياسي من الوفيات بالفيروس بلغ 144 حالة خلال 24 ساعة فقط، ليكون هذا الرقم أسوأ حصيلة تسجلها المدينة منذ بداية الوباء، وسجلت مدينة سان بطرسبورغ عددا قياسيا من الوفيات أول أمس السبت بلغ 107 وفيات في يوم واحد فقط.

وتفشت سلالة دلتا المتحورة في كامل روسيا التي أعلنت عن تسجيل رقم قياسي من الإصابات بلغ 21 ألفا و665 إصابة جديدة أول أمس السبت، وزاد عدد الإصابات بنسبة 25% خلال الأيام السبعة الماضية مقارنة بالأيام السبعة التي سبقتها، وزاد العدد الرسمي للوفيات بنسبة 33%.

وبناء على ذلك، اتخذت السلطات الروسية بعض التدابير الوقائية، منها إلزام ما لا يقل عن 30% من مجموع الموظفين بالعمل عن بعد.

وأصدرت أستراليا مرسوما بإغلاق 4 مناطق في سيدني، وقررت تمديد هذا الإجراء لمدة أسبوعين ليشمل العاصمة بأكملها التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، وقد ثبتت إصابة أكثر من 110 أشخاص هذا الأسبوع بسلالة دلتا، وسجلت بعض الحالات في الإقليم الشمالي وولايتي فيكتوريا وكوينزلاند خلال الأيام الأخيرة.

المصدر : إندبندنت + غارديان + ليبراسيون + مواقع إلكترونية