ما أنواع الصداع؟ وما أبرز أسبابه؟ وما هي النصائح للوقاية منه والتعامل معه؟ هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها عيادة الجزيرة في حلقة وصلت لأكثر من 310 آلاف متابع.
الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب يؤدي إلى آلام في الرقبة، والتي تسبب بدورها الصداع
يأتي الصداع بدرجات متفاوتة، تبدأ من الطنين الخفيف وصولا إلى الألم الشديد، وفي تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" (Independent) البريطانية، تقول الكاتبة أماندا إليسون إن صداع الرأس من الآلام الشائعة، التي يعرفها الجميع، فكيف يمكن التعامل معه بدون أدوية؟
وفق الكاتبة، يلجأ الناس غالبا عندما يصابون بالصداع إلى مسكنات الألم؛ لكن الحل الأفضل هو التحقق من الأسباب الكامنة وراء الألم، خاصة إذا كان الصداع يتكرر كثيرا وبالشكل ذاته في كل مرة.
قد يرشدنا مكان الألم إلى نوع الصداع الذي نعاني منه، حيث يعد الألم في الوجه والجبهة من علامات الصداع المرتبط باحتقان الجيوب الأنفية، بينما غالبا ما يدل الإحساس بألم شديد في الجمجمة على الصداع النصفي.
في كل الحالات، تحدث جميع أنواع الصداع بسبب تمدد الأوعية الدموية في الرأس، وتحديدا بالقرب من الدماغ، ويعني ذلك تمدد المستقبلات الحسية في جدار الوعاء الدموي ما يجعلنا نشعر بالألم.
الصداع هو شعور بالألم في الرأس؛ لكن المشكلة قد تكون متعلقة بالجسم كله، وإذا ركزنا فقط على الرأس، فقد لا نفهم جيدا سبب الصداع.
يدرك الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي هذا الأمر جيدا، وغالبا ما يراقبون الأطعمة التي يتناولونها والأنشطة التي يمارسونها وحالة الطقس؛ لأن كل ذلك قد يسبب الصداع النصفي.
لكن من يعانون من الصداع الطبيعي يكونون غالبا أقل معرفة بأسباب الألم، ويُعدّ الصداع الناجم عن التوتر مثالا جيدا على ذلك، إذ يبدو الأمر كأن هناك شريطا ضيقا وثقيلا يضغط حول رأسك، ويحدث ذلك بعد حالة من الإجهاد العاطفي، أو البقاء لفترة في وضعية غير مريحة للجسم.
في هذه الحالة، يحدث نشاط مفرط للعضلات حول الرأس والرقبة؛ مما يؤدي إلى استجابة التهابية تشمل البروستاغلاندين وأكسيد النيتريك، وهما مادتان كيميائيتان تعملان على توسيع الأوعية الدموية. تنشّط المواد الكيميائية الالتهابية أيضا بشكل مباشر العصب ثلاثي التوائم، وهو أكثر الأعصاب القحفية تعقيدا، والمسؤول عن الإحساس والحركة في الوجه.
إذا كنت تعاني من ألم في القدم، فقد يمنعك ذلك من لعب مباراة كرة قدم أو الجري. أنت تعلم أنك إذا شاركت في هذه الأنشطة وأنت مصاب، فقد تلحق المزيد من الضرر بقدمك، وسيستغرق التعافي وقتا أطول؛ لكننا لا نفعل الشيء ذاته عندما نصاب بالصداع، بل نتناول مسكنا للألم أو مضادا للالتهابات، ونستمر في أنشطتنا المعتادة رغم أن مستقبلات الألم تشير إلى أن هناك مشكلة تحتاج إلى علاج.
إن تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين سيقلل من الألم ظرفيا؛ لكن الصداع سيتكرر ما لم نتمكن من معالجة السبب. في بعض الأحيان يكون الأمر واضحا، فإذا كنت تعاني من صداع الجيوب الأنفية، سيذهب الصداع بمجرد أن تُشفى من الاحتقان، ويكون تناول مسكن الألم حينها أمرا مفيدا؛ لكن في حالات أخرى قد تتعكر الحالة إذا اكتفيت بتناول المسكنات.
والأسوأ أننا قد نلجأ أحيانا إلى الوجبات الجاهزة للاسترخاء والتخلص من التوتر؛ لكن هذه الأطعمة تؤدي إلى الجفاف، وهو سبب آخر للصداع. إذا احتاجت كليتك إلى كمية من الماء لتخفيف حدّة الأملاح والتوابل التي تحتويها الوجبة الخفيفة، فإنها تستمدها من الدماغ. نتيجة لذلك، يفقد الدماغ الماء ويتقلص حجمه ونشعر بالألم.
بينت الكاتبة أن إحدى الطرق للتخلص من الصداع تتمثل في تعزيز المواد الكيميائية العصبية المرتبطة بالسعادة، مثل السيروتونين والأوكسيتوسين والدوبامين. يعدّ الضحك أو الاستمتاع بوقت ممتع مع صديق مقرّب أو مشاركة بعض اللحظات الحميمية مع العائلة وسائل طبيعية لتعزيز هذه الهرمونات بدرجات متفاوتة.
لذا في المرة القادمة التي تعاني فيها من صداع لا تفهم أسبابه، حاول أن تراجع أسلوب حياتك وانظر فيما يمكنك تغييره، فالألم يحاول إخبارك بشيء ما.
يقدم تقرير نشره موقع "دويتشه فيله" (Deutsche Welle) النصائح التالية للتخلص من الصداع بدون عقاقير.
وأخيرا، إذا لم تنجح هذه الطرق في القضاء على الصداع، فينصح باستشارة الطبيب.