أعلنت السلطات التايوانية رفع حالة التأهب ضد فيروس إنفلونزا الطيور، وذلك بعد أن أدت سلالة شديدة العدوى منه إلى نفوق أكثر من ثلاثة آلاف طائر بمزرعة للديوك الرومية غربي البلاد.
أعلنت السلطات الروسية السبت عن اكتشاف أول حالة لإصابة البشر بسلالة "إتش5إن8" (H5N8) من إنفلونزا الطيور (avian flu)، فماذا يعني هذا؟ سنقدم لك الأخبار والحقائق دون تضخيم أو تهوين.
خبراء مركز "فيكتور" (VECTOR) الحكومي الروسي لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية اكتشفوا المادة الجينية لسلالة "إتش5إن8" من إنفلونزا الطيور لدى 7 من موظفي مصنع للدواجن الواقع في جنوبي البلاد والذي تم رصد تفشي إنفلونزا الطيور فيه أواخر العام الماضي، وذلك وفقا لما قالت آنا بوبوفا رئيسة الهيئة الاتحادية الروسية المعنية بحماية حقوق المستهلك في تصريحات متلفزة.
وأشارت بوبوفا إلى أن هذه تعد أول حالة لتسجيل إصابة البشر بسلالة "إتش5إن8" في العالم، مشيرة إلى أن الخبراء في الوقت نفسه رصدوا تغيرات في أجسام المرضى واستجابة مناعتهم لإصابتهم.
ولفتت المسؤولة إلى أن الإجراءات السريعة أتاحت منع تفشي الفيروس في المصنع المذكور.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني "لم تظهر عليهم أعراض ولم يتم الإبلاغ عن انتقال العدوى من إنسان لآخر. إذا تم تأكيد ذلك، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يصيب فيها فيروس إتش5إن8 البشر".
وأفادت وكالة أنباء إنترفاكس (Interfax) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن مركز فيكتور الحكومي أشار إلى سلالة جديدة من الإنفلونزا "إتش5إن8" كانت متفشية في 15 منطقة روسية بين الطيور الداجنة والبرية، لكنها لا تمثل خطورة على البشر.
سلالة إنفلونزا الطيور إتش5إن8 هي نوع فرعي (sub-type) من فيروسات الإنفلونزا إيه (Influenza A virus)، وهي مميتة بشكل كبير للطيور البرية والدواجن.
قبل أن تبلغ روسيا عن أول حالة إصابة بشرية بفيروس إتش5إن8، كان يُعتقد إلى حد كبير أنه يقتصر على الطيور والدواجن.
ذكر مختبر فكتور الروسي أنه "يجب اليوم البدء بتطوير نظام اختبار يسمح برصد سريع للحالات بين البشر وبدء العمل" لتطوير لقاح.
ولروسيا تاريخ في الأبحاث المتعلقة بالفيروسات واللقاحات، وطوّرت لقاح "سبوتنيك في" (Sputnik V) ضد كوفيد-19 بنسبة فعالية تبلغ 91% وفقا للنتائج العلمية المؤكدة من خبراء مستقلين، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهتها أكدت منظمة الصحة العالمية لوكالة الصحافة الفرنسية أن روسيا أبلغتها بهذا الاكتشاف، و"أنه إذا تأكد فهي المرة الأولى التي يصيب هذا الفيروس البشر".
وأضافت المنظمة "نجري اتصالات مع السلطات الروسية لجمع معلومات أكبر وتقييم آثار هذا الاكتشاف على الصحة العامة". وحاليا تنتشر هذه السلالة الشديدة العدوى التي تقتل الطيور في دول أوروبية عدة منها فرنسا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن انتقال عدوى إنفلونزا الطيور إلى الإنسان نادر ويستلزم "احتكاكا مباشرا أو قربيا مع طيور مصابة أو مع بيئتها". لكن "يجب مراقبة تطوّر هذا الفيروس" لأنه قادر على مزيد من التحوّر.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن انتشار بعض متحورات فيروس "إتش5إن8" بين الدواجن في العالم "مقلق بالنسبة للصحة العامة" لأنها قادرة على "التسبب في أمراض خطيرة لدى الأشخاص الذين تعتبر مناعتهم لمكافحة الفيروس ضئيلة أو معدومة".
وبحسب المنظمة يمكن للإنسان أن يصاب بفيروس إنفلونزا الطيور من نوع "إتش5إن1″ (H5N1) و"إتش7إن9″ (H7N9) و"إتش9إن2" (H9N2).
وقالت الخبيرة غوينيل فورتش مديرة الأبحاث في "المعهد الوطني للبحوث الزراعية" في فرنسا لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا النوع من الفيروس "معروف بأنه يتطوّر بسرعة".
وأضافت "بالنسبة إلى سلالة "إتش5إن8″ لم تسجل إلى هذا اليوم حالات نقل العدوى للبشر، لكنه احتمال في تطور الفيروس".
وأوضحت الخبيرة "ربما كانت هناك حالات أخرى لم يتم رصدها خصوصا إذا كانت الأعراض بسيطة"، مشيرة إلى أن الحالات السبع التي اكتشفت في روسيا "قد تخفي مزيدا من الحالات الأخرى".
ووفقا للغارديان (The Guardian) تم ربط معظم حالات عدوى إنفلونزا الطيور البشرية بالاتصال المباشر بالدواجن الحية أو النافقة المصابة، مع ذلك فإن الطعام المطبوخ بشكل صحيح يعتبر آمنًا.
وتضيف الغارديان أن الحالات تميل إلى الانتشار عن طريق الطيور البرية المهاجرة، مما يدفع الدول المنتجة إلى إبقاء دواجنها في الداخل أو عزلها عن الحياة البرية.
غالبًا ما يؤدي تفشي إنفلونزا الطيور إلى قيام أصحاب المزارع بقتل الدواجن لمنع انتشار الفيروس، وغالبًا يدفع هذا البلدان الأخرى إلى فرض قيود تجارية. وقالت الغارديان إنه في المملكة المتحدة تم اكتشاف 5 حالات تفشي لسلالة "إتش5إن8" في جلوسيسترشاير ودورست وديفون وتشيشير وكينت، مما دفع المسؤولين إلى تنفيذ منطقة وقائية في إنجلترا وأسكتلندا وويلز.