دلتا أكثر عدوى من الجدري ومن سلالة كورونا الأصلية التي ظهرت في الصين

ما الفرق في القوة أو القدرة بين سلالة "دلتا" (Delta) من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" والفيروس الأصلي الذي ظهر أول مرة في الصين؟ ولماذا تتحور الفيروسات؟ وهل اللقاحات المستخدمة حاليا فعالة ضد متغير دلتا من "كوفيد-19″؟ وكيف يمكننا منع ظهور السلالات الجديدة؟

وجهنا هذه الأسئلة للدكتور محمد عطا حندوس رحال، وهو أستاذ مساعد في وايل كورنيل للطب، وطبيب استشاري أول، وحاصل على البورد الأميركي، أجاب عن الأسئلة في تصريحات خاصة للجزيرة نت.

ما الفرق بين قوة أو قدرة سلالة "دلتا" (Delta) من فيروس كورونا وقوة الفيروس الأصلي الذي ظهر أول مرة في الصين؟

تتميز سلالة "متغير" دلتا بقابلية انتقاله المتزايدة، وارتباطه الأفضل بخلايا المستقبل (خلايا البشر)، والتهرب من المناعة بسهولة أكبر.

وكان الحمل الفيروسي لأول اختبار إيجابي لعدوى دلتا أعلى بنحو 1260 مرة من السلالات التي تسببت في الوباء في أوائل عام 2020 في الصين، وهذا يشير إلى معدل تكاثر أسرع وشيك للفيروس ومزيد من العدوى لمتغير دلتا في المرحلة الأولية من العدوى.

د. محمد عطا حندوس رحال: توفير لقاح "كوفيد-19" لسكان العالم أمر بالغ الأهمية في ضمان مناعة القطيع (الجزيرة)

كانت قيمة رقم التكاثر الأساسي لسلالة "كوفيد-19" الأصلية الموجودة في ووهان 2.4-2.6، ورقم التكاثر الأساسي -رمزه (R0) وينطق "آر نات" (R-naught) أو "آر زيرو"- يشير إلى متوسط ​​عدد الأشخاص الذين يتوقع أن ينقل الشخص المصاب المرض إليهم؛ فإذا إذا كان لفيروس معين (R0) يساوي 3، فهذا يعني أن كل شخص مريض سينقل المرض إلى 3 أشخاص آخرين.

أظهرت البيانات الصادرة أن قيمة رقم التكاثر الأساسي هي (4-5) لسلالة "ألفا" (Alpha) و(5-8) لسلالة دلتا؛ وهذا يعني أن الشخص المصاب بمتغير دلتا من "كوفيد-19" يمكنه نقل العدوى إلى 8 أشخاص، كما يشير أيضا إلى أن متغير دلتا يمكن أن يكون قابلًا للانتقال مرتين أكثر من سلالة "كوفيد-19" الأصلية.

تعني هذه البيانات أن متغير دلتا من كورنا أكثر عدوى من الجدري الذي قيمة رقم التكاثر الأساسي له من 3.5 إلى 4.6.

أعراض سلالة دلتا من فايروس كورونا

لماذا تتحور الفيروسات؟

الفيروسات كثيرا ما تتغير بمرور الوقت، بخاصة تلك التي تحتوي على الحمض النووي الريبي (RNA) كمادة وراثية، وتتوافق فيروسات مثل فيروس كورونا المستجد -واسمه العلمي "سارس كوف 2" (SARS-Cov-2)- والإنفلونزا مع المعايير.

عندما ينتشر الفيروس على نطاق واسع ويسبب المرض، فإن احتمال تحور الفيروس يزيد؛ فكلما زادت فرص انتشار الفيروس زاد تكاثره، وزادت فرص تعرضه للتغييرات، وعندما يحدث خطأ أثناء عملية النسخ هذه، فإنه يؤدي إلى حدوث طفرة، وأغلب الطفرات الفيروسية لها تأثير ضئيل أو معدوم في قدرة الفيروس على تفاقم المرض. ومع ذلك، فأماكن وجود الطفرات في المادة الوراثية للفيروس قد تؤثر في خصائص الفيروس، مثل الهرب المناعي أو الانتقال.

أعراض سلالة دلتا بلس مـن فـيـروس كـورونــا

 ويقدر أن فيروس "كوفيد-19" يمكن أن يصنع أكثر من مليار إلى 100 مليار نسخة من نفسه عندما يصيب الفرد، وخلال هذه العملية السريعة للنسخ المتماثل، ستكون هناك بعض الأخطاء التي تتجلى في شكل طفرات داخل المادة الجينية للفيروس.

هل اللقاحات المستخدمة حاليا فعالة ضد متغير دلتا من "كوفيد-19″؟

يمكن ملاحظة اختلافات متواضعة في فعالية اللقاح مع متغير دلتا مقارنة بمتغير ألفا بعد إعطاء جرعتين من اللقاح.

من الأهمية بمكان أن نذكر أن الأفراد الذين تم تطعيمهم بالكامل لا يزالون قادرين على حمل متغير دلتا، ويمكن أن ينقلوه إلى الأفراد غير الملقحين، لذلك من المهم أن يتبع الأشخاص الذين تم تطعيمهم التدابير الاحترازية.

كيف يمكننا منع ظهور المتغيرات الجديدة؟

لا يزال وقف الانتشار من المصدر أمرا أساسيا، فيجب اتباع الاحتياطات المستخدمة بانتظام منذ بداية الوباء بدقة؛ وتشمل هذه التدابير التباعد الجسدي، وتجنب الأماكن المغلقة أو الزحام، وارتداء قناع أو واق للوجه وتنظيف اليدين بنحو متكرر.

ما رسالتكم؟

يتميز متغير دلتا بقابلية انتقاله المتزايدة والتجنب المحتمل لجهاز المناعة، وبتقليل كمية قابلية انتقال الفيروس، ستكون احتمالات ظهور متغير جديد منخفضة. إن توفير لقاح "كوفيد-19" لسكان العالم أمر بالغ الأهمية في ضمان مناعة القطيع.

والدكتور محمد عطا حندوس رحال هو استشاري أول وكبير في طب الأطفال الأكاديمي العام في سدرة للطب، وهو أيضا رئيس لجنة الصيدلة والعلاجات ونائب رئيس مراجعة المجلس المؤسسي في سدرة للطب.

نشر العديد من الدراسات في المجلات الطبية، وتم تقديم عمله في أكثر المؤتمرات الدولية المرموقة لطب الأطفال مثل المؤتمر والمعرض الوطني للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وكذلك جمعية طب الأطفال الكندية، تلقى تدريبه في جامعة إلينوي بكلية شيكاغو الطبية ومستشفى ماونت سيناي، وحصل على شهادة البورد الأميركي لطب الأطفال والمجلس الأميركي للتخصصات الطبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات