بعد تجاهل الحكومة تحذيرات متتالية.. مستشفيات بريطانيا تخوض معركة قاسية ضد كورونا

تكافح المستشفيات في المملكة المتحدة للتعامل مع الطفرة الجديدة من فيروس كورونا بعد تجاهل الحكومة التحذيرات المتتالية خلال العام الماضي بضرورة الاستعداد مسبقًا للارتفاع المتوقع في عدد الإصابات بحلول الشتاء.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الجمعة إن أدلة تشير إلى أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المكتشفة أواخر العام الماضي قد ترتبط بمعدل وفيات أعلى.

وأضاف جونسون في إفادة صحفية "علمنا اليوم أنه إضافة إلى أن السلالة الجديدة أسرع انتشارا، فإنه يبدو الآن أنها قد ترتبط بمعدل وفيات أكبر". وظهرت السلالة الجديدة لأول مرة في لندن وجنوب شرق إنجلترا أواخر العام الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني إن كل الأدلة الحالية تظهر أن اللقاحين المتاحين ببريطانيا للوقاية من الفيروس لا يزالان يتمتعان بفعالية في الوقاية من السلالتين.

وكان المحرر السياسي لتلفزيون "آي تي في" (ITV) البريطاني روبرت بيستون قال على تويتر اليوم الجمعة إن سلالة فيروس كورونا المكتشفة في إنجلترا الشهر الماضي قد تكون فتاكة بدرجة أكبر بناء على ما توصلت إليه إحدى المجموعات الاستشارية العلمية التابعة للحكومة، لكنه نبه إلى أن البيانات في هذا الصدد لا تزال محدودة.

وقال بيستون إن المجموعة الاستشارية التابعة للحكومة خلصت إلى أن السلالة "قد تكون أشد فتكا بعض الشيء مقارنة بالسلالة الأساسية".

ونقل بيستون عن نيل فيرجسون البروفيسور في إمبريال كوليدج (Imperial College) وعضو المجموعة قوله إن من المحتمل أن "السلالة الجديدة ببريطانيا تزيد خطر الموت لكن الشكوك لا تزال كبيرة". ولم يتسن الوصول لوزارة الصحة البريطانية للتعقيب.

وحدد بيان بيستون زيادة في خطر الوفاة بالسلالة الجديدة بنسبة 1.3%، لكنه أوضح أن فحوصا بعينها فقط هي التي تحدد أي السلالات التقطها المريض.

خدمات مرهقة

وقال الكاتب بنجامين مولر، في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية، إنه مع اكتشاف طفرة جديدة معدية أكثر من الفيروس يضاف تحد جديد لهيئة الخدمات الصحية البريطانية المرهقة، ويقول العاملون في قطاع الصحة إن فشل الحكومة في التأهب لموجة انتشار الوباء في الشتاء جعلهم يعودون إلى اعتماد التدابير الميؤوس منها أكثر من أي وقت مضى.

وذكر الكاتب أنه تم إرسال مئات الجنود لنقل المرضى والتجهيزات الطبية إلى المستشفيات في لندن. وقد توفقت مراكز زراعة الأعضاء عن إجراء العمليات الجراحية المستعجلة. وعاد الأطباء إلى الحد من مستوى الأكسجين المقدم للمرضى لتخفيف الضغط عن نظام أنابيب الأكسجين.

وفي محاولة لتوفير المزيد من الأسرة للمرضى، بات الممرضون مجبرين على نقل الحالات الحرجة إلى أقسام كوفيد-19 المجهزة حديثا في منتصف الليل، في حين أنه بالكاد يوجد طاقم كاف للاعتناء بالحالات المقيمة.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للأطباء والممرضين هو أن الحكومة البريطانية والنظام الصحي في البلاد، الذي لا يزال يعاني من مخلفات موجة الربيع الماضي من الوباء، قد فشلا في الاستجابة لسلسلة التحذيرات في الأشهر التالية بشأن الحاجة إلى وضع خطة لموجة العدوى المحتملة في الشتاء، وهو ما ترك المستشفيات غير مستعدة للتعامل مع الأعداد المرتفعة من المرضى الوافدين.

وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من أن المملكة المتحدة كانت متقدمة على الولايات المتحدة وبقية البلدان الأوروبية في سباق التطعيم ضد الفيروس وفي مؤشرات تباطؤ عدد الإصابات، فإن معدل الوفيات آخذ في الارتفاع ويستمر المرضى في التوافد على المستشفيات المكتظة، وللمرة الثانية خلال سنة يكافح العاملون في قطاع الصحة لإنقاذ الأرواح.

هذه المرة، قال العاملون في الصفوف الأمامية ضد الوباء إن العلامات التحذيرية كانت أكثر وضوحًا. ومع ذلك، انتظرت الحكومة حتى الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري لإعلان الإغلاق الشامل للبلاد مرة أخرى، في وقت كان فيه النظام الصحي في المملكة المتحدة على شفا أزمة.

وما زاد الطين بلة أن العديد من العاملين في القطاع الطبي قد تقاعدوا منذ الربيع، بينما تردد آخرون للتطوع مرة ثانية للعمل في أقسام العناية المشددة، أو يأخذون إجازات مرضية عندما يتم استدعاؤهم للعمل هناك، في حين يعاني الممرضون العاملون في أجنحة كوفيد-19 من الضغوط الجسدية والنفسية.

المصدر : رويترز + نيويورك تايمز