ما أفضل وضعية للنوم يتخذها المصاب بفيروس كورونا؟

ما أفضل وضعية للنوم يتخذها المصاب بفيروس كورونا؟ (شترستوك)
مما تعلمه الأطباء عن "كوفيد-19" أن المصابين بالفيروس عرضة بدرجة أكبر للإصابة بالجلطات وأن أدوية سيولة الدم يمكن أن تفيد المرضى (شترستوك)

ما الوضعية الأفضل التي على مرضى فيروس كورونا المستجد اتخاذها لتقليل الحاجة لوضعهم على أجهزة التنفس الصناعي، وماذا تعلمنا عن الفيروس حتى الآن، وهل ستعود الحياة إلى طبيعتها؟

الأجوبة في هذا التقرير…

خلال الأشهر الستة التي انقضت منذ بدأ فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض "كوفيد-19″، ينتشر في مختلف أنحاء العالم تعلم الأطباء في المستشفيات الكثير عن كيفية معالجة المصابين بالمرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة وينتج عن الإصابة بالفيروس.

ومما تعلمه الأطباء عن "كوفيد-19" أن المصابين بالفيروس عرضة بدرجة أكبر للإصابة بالجلطات وأن أدوية سيولة الدم يمكن أن تفيد المرضى.

كما أنه بخلاف الجهاز التنفسي والرئتين، من الممكن أن يهاجم فيروس كورونا أعضاء كثيرة أخرى في الجسم منها القلب والكبد والكليتان والدماغ.

ومن الأمور اللافتة التي توصل إليها الأطباء أن النوم على البطن لتخفيف الضغط على الرئتين قد يلغي الحاجة لوضع المرضى على أجهزة التنفس.

ويبدو أن أفضل الأدوية الواعدة حتى الآن هي:

  • عقار ريمديسيفير المضاد للفيروسات.
  • ديكساميثازون وهو عقار ستيرويدي يعالج الالتهابات التي تطرأ على الجسم عند الإصابة بكوفيد-19.
  • بلازما الدم التي يتبرع بها المرضى ممن تكونت لديهم أجسام مضادة جراء الإصابة بالفيروس.

بالمقابل، ما زالت هناك بعض النقاط الغامضة، مثل أي الأدوية ستحقق نتائج إيجابية مع مرضى بعينهم، وما المدة التي يحتاجها مرضى "كوفيد-19" للتعافي، وما آثار الإصابة بالعدوى على المدى البعيد؟

متى ظهر أول مرة؟

حتى الآن، تشير معطيات العلماء إلى أن أول ظهور لفيروس كورونا المستجد كان في ديسمبر/كانون أول 2019 بالصين.

ولكن دراسة حديثة لم تنشر بعد توصلت إلى أن الفيروس كان موجودا في مياه الصرف الصحي في برشلونة في إسبانيا في مارس/آذار 2019، وهو اكتشاف إذا تم تأكيده، سيظهر أن العامل الممرض ظهر في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقا، وذلك وفقا لتقرير لكارل زيمر ورافائيل مايندر في "نيويورك تايمز".

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ألبرت بوش، الأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة بجامعة برشلونة "برشلونة مدينة يرتادها الشعب الصيني في مجال السياحة والأعمال، لذلك ربما حدث ذلك في مكان آخر، وربما في الوقت نفسه".

ويدرس بوش الفيروسات في مياه الصرف الصحي منذ أكثر من 40 عامًا.

بالمقابل، فإن خبراء مستقلين راجعوا النتائج قالوا إنهم يشككون في الادعاء، كما أكدوا أن الدراسة كانت معيبة.

وأشار العديد من الخبراء غير المشاركين في البحث إلى مشاكل في الدراسة الجديدة التي لم تخضع بعد للمراجعة النقدية من قبل خبراء خارجيين والتي تحدث قبل نشرها في مجلة علمية محكمة.

هل ستعود الحياة إلى طبيعتها؟

قال العالمان الأميركيان الدكتور أميتاي إيتزيوني أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، والدكتورة روث ب. إيتزيوني عالمة الإحصاء الحيوي بمركز فريد هاتشنسون لمكافحة السرطان، إن الناس تحلم بأنها بمجرد أن يتم تطعيمها لكورونا وتصبح محصنة، سيستطيعون مرة أخرى الانطلاق مع غيرهم من آلاف الأشخاص لتشجيع فريقهم الكروي، ودعوة أكبر عدد يريدونه من الناس لحضور حفلات الزفاف وغيرها.

وذكر العالمان في تقريرهما الذي نشرته مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأميركية ونقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن بيل غيتس يقول إنه حتى "إذا تمكنت أفضل علاجاتنا من خفض حالات الوفاة بأقل من 95%، سنظل في حاجة للقاح قبل أن نعود إلى حياتنا الطبيعية".

ومع ذلك، يتعين مراعاة أنه حتى إذا ثبت أن اللقاح فعال وآمن، سوف يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل إنتاجه بكميات كبيرة واستخدامه بسبب التحديات التي يمثلها إنتاج المليارات من اللقاحات.

ويقول العالمان إن الخبراء الطبيين يتوقعون أنه "لن يكون هناك لقاح كاف لعدة سنوات على الأقل، حتى في ظل الجهد غير المسبوق لإنتاج مليارات الجرعات. ومن المحتمل أنه ستكون هناك حاجة لتطعيم حوالي 70% من سكان العالم، أو 5 مليارات و600 مليون شخص لبدء تكوين مناعة القطيع وإبطاء انتشار الفيروس".

ولكي ينجح اللقاح، سوف يتعين أن يوافق معظم الناس على تطعيمهم، فعندما تم إنتاج لقاح شلل الأطفال عام 1955، تم القضاء على شلل الأطفال في الولايات المتحدة. ومع ذلك استمر الأمر حتى 1979 للتأكد من عدم وجود حالات شلل أطفال جديدة.

أما في أنحاء العالم فقد احتاج الأمر لجهود غير عادية دعمتها منظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية لإقناع الناس في الدول النامية بسلامة اللقاح وإقناعهم بالتطعيم. وما زال شلل الأطفال يمثل تهديدا في بعض الأماكن.

ويقول العالمان إيتزيوني إنه حتى إذا تم تطعيم الجميع في العالم -وهي مهمة ضخمة للغاية- لن تكون لدينا بعد مناعة القطيع التي نتطلع إليها، لأن كثيرا من اللقاحات ليست فعالة كما تتطلب مثل هذه المناعة.

مناعة القطيع

وتحتاج مناعة القطيع إلى أن يصل عدد السكان الذين لديهم مناعة لما يتراوح بين 70 إلى 90% من إجمالي السكان. وبالنسبة لفيروسات مثل الإنفلونزا، كان التطعيم فعالا فقط في منع 40 إلى 60% من السكان من الإصابة بالإنفلونزا.

وأخيرا، فإن كثيرا من الفيروسات تتحور أي تغير تركيبها الجيني. وذكرت بعض التقارير الأخيرة أن فيروس كورونا يتحور، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه قد يحتاج إلى تغيير في اللقاحات، حسب نوع التحور الذي لدينا.

ولذلك وفقا لتقرير العالمَين إيتزيوني فإنه في جميع الأحوال من الأفضل أن ندرك أن فيروس كورونا سوف يبقى معنا طوال سنوات وأن نقبل واقع أن العيش في ظل مختلف إجراءات السلامة وكذلك عمليات الاختبار وتتبع المخالطة، سيظل معنا حتى في حالة توفر تطعيم على نطاق واسع.

المصدر : الألمانية + الجزيرة + رويترز + نيويورك تايمز