سر فرق إصابات كورونا بين أوروبا وأفريقيا.. و10 دول بالقارة السمراء تواجهه بلا أجهزة تنفس صناعي

من داخل مستشفى الحميات بالعباسية أحد مقرات الحجر الصحي لمرضى كورونا
مصر أجرت نحو 90 ألف فحص لفيروس كورونا (مواقع التواصل)

د. أسامة أبو الرب-الدوحة، أحمد عبدالله-أديس أبابا

تُطرح أسئلة حول تسجيل إصابات واسعة بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 في أوروبا والعكس في أفريقيا، فهل هناك أسباب واضحة لهذا التفاوت في عدد الضحايا والوفيات؟

إذ بلغ مجموع الوفيات بفيروس كورونا في أوروبا 122 ألفا و171 وفاة من بين مليون و360 ألفا و314 إصابة، في حين سجلت أفريقيا 1361 وفاة من بين 29 ألفا و981 إصابة، وذلك وفقا لحصيلة أعدت اعتمادا على بيانات جمعتها مكاتب وكالة الأنباء الفرنسية من السلطات الوطنية المختصة ومن منظمة الصحة العالمية، وذلك حتى الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش يوم السبت.

وتشكل الإصابات في أفريقيا قسما صغيرا جدا من عدد الحالات حول العالم، والذي يقترب من ثلاثة ملايين.

في البداية طرح تفسير محتمل لهذه الفروق، وهو أن درجة الحرارة تعيق حياة فيروس كورونا، ولذلك فإن أعداد الإصابات أقل في أفريقيا، خاصة جنوب الصحراء الكبرى، مقابل الجو الأبرد في أوروبا.

ولكن، حتى اللحظة ليس من الواضح كيف سيتفاعل فيروس كورونا مع الطقس الحار في أفريقيا. في المقابل، كانت منظمة الصحة العالمية قالت إن من الخطأ الاعتقاد أن فيروس كورونا سيختفي خلال فصل الصيف "مع ارتفاع درجات الحرارة".

في الواقع، إن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن قارة أفريقيا قد تشهد تسجيل ما يصل إلى عشرة ملايين حالة إصابة بين ثلاثة وستة أشهر، وفقا لإحصاءات أولية لانتشار المرض.

نقص الفحوص
ووفقا لمعطيات، فإن نقص الفحوص قد يكون سبب تسجيل القليل من الإصابات في أفريقيا مقارنة مع أوروبا بأنظمتها الصحية القوية، إذ صرح مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها جون نكينجاسونج -الخميس- بأن الوضع الخاص بالفحوص في أنحاء القارة "محبط للغاية".

وقال "حتى هذا الأسبوع في القارة التي يقطنها 1.3 مليار نسمة تم إجراء نحو 415 ألف تحليل للمرض فقط"، وحث الحكومات على توسيع نطاق إجراء الفحوص، وأضاف أن الهدف هو فحص عشرة ملايين شخص في أنحاء القارة.

في المقابل، ووفقا لموقع ورلد ميتيرز، فإن ألمانيا وحدها أجرت أكثر من مليوني فحص للكشف عن فيروس كورونا، وإيطاليا نحو مليون وسبعمئة ألف، وإسبانيا أكثر من تسعمئة ألف فحص، والمملكة المتحدة أكثر من ستمئة ألف، وفرنسا أكثر من 450 ألفا.

هذا التفسير يبدو منطقيا، وقد يفسر أنه حتى في قارة أفريقيا نفسها فإن الدول التي تحظى بأنظمة صحية جيدة مثل المغرب والجزائر ومصر سجلت أعلى الأرقام في القارة، لأنها تتمكن من إجراء الفحوص المطلوبة للكشف عن المرضى؛ فمثلا أجرت مصر –وفقا للموقع السابق- نحو تسعين ألف فحص.

في المقابل، فإن هناك دولا أفريقية تعاني حتى من نقص أجهزة التنفس الصناعي لعلاج مرضى كوفيد-19، حتى أن نكينجاسونج كان صرح بأن هناك عشر دول أفريقية (لم يحددها) تواجه المرض من دون جهاز تنفس صناعي واحد.

أخطار محدقة
فالمشهد الصحي بسبب وباء كورونا في أفريقيا ينذر بأخطار محدقة، في ظل ضعف البنى التحتية لأغلب المؤسسات الطبية، إلى جانب قلة الفرق الطبية التي باتت هي الأخرى معرضة للإصابة بالفيروس.

ويرى الكاتب والصحفي الإثيوبي حالي يحيي حالي أن "القدر لا يزال لطيفا بقارة أفريقيا، وحتى الآن تتفاوت نسب تأثير الوباء في المناطق الجغرافية الخمس للقارة، ومن حيث الإمكانات الاقتصادية والصحية أفريقيا ضعيفة جدا مقارنة بأوروبا".

وقال "في كل الأحوال التفاؤل أمر ضروري لتستمر الحياة، وتعزيز الروح الإيجابية للمواطن الأفريقي التي تعد داعما نفسيا مهما في مواجهة هذا الوباء".

وهناك مخاوف من أن يؤدي تزايد أرقام الإصابات بجائحة كورونا في أفريقيا إلى كوارث مدمرة في القارة، في ظل تدني الأوضاع الصحية، ونقص المستلزمات الطبية، وانخفاض مستوى الرعاية الصحية الذي يرجع بشكل كبير إلى تدهور الظروف الاقتصادية والأمنية في كثير من المناطق.

كما أن توسع جائحة كورونا بين دول القارية الأفريقية سيفرض مرة أخرى تعبئة جديدة للبنية الطبية المنهكة بتبعات أمراض أخرى، مثل الملاريا.

فمع توقف حركة النقل وإعاقة توزيع الناموسيات والأدوية؛ يواجه نحو أربعمئة ألف إنسان خطر الموت بسبب الملاريا هذا العام في أفريقيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وذكرت المنظمة أن عدد الوفيات بسبب الملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قد يصل إلى 770 ألفا هذا العام، أو "ضعف ما كان عليه عام 2018″، في وقت يوافق فيه السبت القادم اليوم العالمي لمكافحة هذا المرض، الذي يصيب الأطفال بشكل خاص، عكس فيروس كورونا المستجد.

المصدر : الجزيرة + وكالات