لمن ستكون الأولوية في الحصول على لقاح كورونا؟

انطلقت عملية لوجستية ضخمة لنقل ملايين الجرعات من لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech)  المضاد لـ"كوفيد-19″ المخزّنة في حرارة تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر، إلى أنحاء الولايات المتحدة تمهيدا للمباشرة الاثنين بحملة تلقيح ضد الوباء، فلمن ستكون الأولوية؟

وتعكس ضخامة العملية مدى خطورة الأوضاع في الولايات المتحدة حيث يُتوقّع أن تتخطى حصيلة وفيات "كوفيد-19" 300 ألف شخص.

والأحد انطلقت من مصنع فايزر في مدينة كالامازو في ولاية ميشيغان قافلة شاحنات محمّلة بجرعات من اللقاح مخزّنة في صناديق خاصة يتّسع كل منها لـ4 آلاف و725 جرعة، متّجهة إلى مراكز شركتي "يو بي إس" (UPS) و"فيديكس" (FedEx) المكلّفتين بتوزيع اللقاحات على المناطق. وحسب فايزر ستعمل 20 طائرة يوميا على نقل اللقاحات تمهيدا لتوزيعها في أنحاء البلاد.

وتهدف العملية اللوجستية إلى تسليم الدفعات الأولى من اللقاح إلى كل المستشفيات ومراكز الرعاية التي طلبتها في غضون 24 ساعة ومباشرة حملة التلقيح.

وسيتم فورا تسليم نصف الجرعات المتوفرة البالغ عددها 6.4 ملايين، في حين سيترك النصف الآخر لموعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.

والأحد أعلن مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ردفيلد في بيان أن "التلقيح يفترض أن يبدأ الاثنين".

أين تقف في طابور التلقيح؟

يوجد أكثر من 330 مليون شخص في الولايات المتحدة، لكن فايزر تقول إنها تتوقع إرسال 25 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2020، أو ما يكفي لتطعيم نحو 12.5 مليون أميركي، حيث سيحتاج كل متلقٍّ إلى جرعتين، وذلك وفقا لتقرير في موقع سي نيت.

وفيما يأتي الفئات التي سيكون لها الأولوية في التطعيم:

كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية

ذكرت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأحد أن كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية سيتم تطعيمهم في غضون أيام، وسيكون الرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين في الحكومة من بين أول من سيحصل على لقاح فايزر ضد فيروس كورونا .

العاملون في مجال الرعاية الصحية ومقيمو دور المسنين

سيكون العاملون في مجال الرعاية الصحية، والمقيمون في دور رعاية المسنين، والموظفون العاملون في مجال الرعاية الصحية ممن هم في الخطوط الأمامية من المعرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بفيروس كورونا، بما في ذلك ما يقارب 20 مليون طبيب وممرض وفني مختبر في الولايات المتحدة، على رأس القائمة وفقًا للتوصيات التي نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ووفقًا للإرشادات، ينبغي أن يكون الموظفون والمقيمون في مرافق الرعاية طويلة الأجل مثل دور رعاية المسنين جزءًا من الدفعة الأولى من التطعيمات.

وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتلقيح من يبلغون 16 عاما فما فوق، وبإعطاء الأولوية لنزلاء مراكز رعاية المسنين (3 ملايين شخص) ولموظفي القطاع الصحي (21 مليون شخص).

العاملون الأساسيون

يوفر نحو 87 مليون عامل أميركي السلع والخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان للبقاء على قيد الحياة. لا يستطيع معظمهم العمل من المنزل وتتطلب العديد من الوظائف التفاعل مع الجمهور ، لذا فإن الحماية من "كوفيد-19" بين هؤلاء السكان سيكون لها تأثير مضاعف في جميع أنحاء البلاد مع تقليل الانقطاعات الحرجة للخدمة.

الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية

هناك 100 مليون شخص أو نحو ذلك يعانون ظروفا تعرضهم لخطر كبير للإصابة بالمرض أو الوفاة جراء "كوفيد-19″، مثل مرضى الرئة والسرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".

كبار السن

خطر حدوث مضاعفات خطرة نتيجة "كوفيد-19" يزداد مع تقدم العمر. وتوصي اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين (The Advisory Committee for Immunization Practices) بأن يكون ما يقارب 53 مليون بالغ في الولايات المتحدة ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر من بين أول من يتلقون التطعيم.

أكثر من ضحايا القتال بالحرب العالمية الثانية

وقال الكاتب نيكولاس كريستوف -في تقرير في نيويورك تايمز- إن عدد الأميركيين الذين لقوا حتفهم بسبب كوفيدـ19 في غضون 9 أشهر يعدّ أكثر من عدد ضحايا القتال بالحرب العالمية الثانية على مدى 4 أعوام. لقد تجاوز عدد القتلى بسبب الفيروس 292 ألف شخص، في حين بلغت حالات الوفاة بهذه الحرب الكونية 291 ألفا و557 شخصا.

و في بعض الأحيان، يموت عدد أكبر من الأميركيين بسبب الفيروس خلال يوم واحد مقارنة بأولئك الذين لقوا حتفهم بهجمات بيرل هاربر أو أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

ولكن لا يمثل الفيروس "الأيام الأشد فتكا" بالتاريخ الأميركي، ففي أكتوبر/تشرين الأول 1918، مات أكثر من 6 آلاف مواطن بسبب الإنفلونزا الإسبانية في المتوسط يوميا لمدة شهر، حيث كان ذلك في كتلة سكانية أصغر بكثير.وشدد الكاتب على ضرورة الاحتفال، حيث يوجد لقاح جديد من شركة فايزر فعال بنسبة 95%، يليه مباشرة لقاح من مودرنا. وبحلول الصيف القادم "يجب أن نكون
قادرين على الخروج من عزلتنا ومعانقة بعضنا البعض مرة أخرى.

في المقابل، لن يكون مئات الآلاف منا موجودين بحلول ذلك الوقت". يتوقع معهد القياسات الصحية والتقييم أن أكثر من 500 ألف أميركي سيموتون بسبب فيروس كورونا بحلول نهاية مارس/آذار. ويتوقع أن تنقذ اللقاحات حياة 25 ألفا بحلول ذلك الوقت.

في المقابل، يمكن أن يُنقذ استخدام القناع على نطاق أوسع هذه الفترة المزيد من الأرواح. يعادل رفض ارتداء القناع اليوم القيادة في حالة سكر. ورغم أن احتمالات قتل شخص ما منخفضة، فإن رفض ارتداء الأقنعة بشكل جماعي هذا العام سيتسبب في قتل عدد أكبر بكثير من الأميركيين مقارنة بالقيادة تحت تأثير الخمر.

المصدر : الصحافة الأميركية + الفرنسية + رويترز + نيويورك تايمز