كورونا.. هل أوصت إدارة الطيران الصينية مضيفي الطائرات بارتداء حفاظات؟

هل أوصت إدارة الطيران المدني في الصين مضيفي الطائرات بارتداء حفاظات؟ وهل يمكن لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 الانتقال عبر البراز وفي الحمام؟

هناك الكثير من الإشاعات والقصص المختلقة حاليا التي تنتشر في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حول كوفيد-19، ولذلك قبل أن نناقش أي قصة يجب أن نتحقق منها.

بداية، هذه القصة صحيحة، إذ أصدرت إدارة الطيران المدني في الصين فعلا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إرشادات جديدة لصناعة الطيران في البلاد، والتي تشرف عليها.

والوثيقة بعنوان "الإرشادات الفنية للوقاية من الأوبئة ومكافحتها لشركات الطيران، الإصدار السادس"، وتتضمن نصائح حول أفضل ممارسات النظافة التي يجب تنفيذها على الطائرات وفي المطارات.

وهذا رابط الوثيقة، باللغة الصينية.

وتحتوي الوثيقة على اقتراح بأن يرتدي أفراد مثل المضيفين حفاظات يمكن التخلص منها؛ حتى لا يحتاجوا إلى استخدام الحمام.

كما ذكرت الوثيقة أنه "يوصى بأن يرتدي أفراد طاقم الطائرة حفاظات يمكن التخلص منها، وتجنب استخدام المراحيض إلا في ظروف خاصة لتجنب مخاطر العدوى".

الأمر ليس من فراغ

مراحيض الطائرة يمكن أن تحتوي على الكثير من الجراثيم، وفي أغسطس/آب الماضي أصيبت امرأة مسافرة من إيطاليا إلى كوريا الجنوبية بفيروس كورونا أثناء رحلتها، وتمت الإشارة إلى الحمام -وهو المكان الوحيد الذي لم تكن فيه المرأة ترتدي الكمامة- كمصدر محتمل لإصابتها، وذلك وفقا لتقرير نشرته سي إن إن (CNN).

فيروس كورونا والمرحاض

وكانت دراسة -نشرت في مجلة "فيزياء السوائل" (Physics of Fluids) في يونيو/حزيران الماضي- دقت جرس إنذار من احتمال انتقال فيروس كورونا عبر الحمام.

وقال الباحثون إن الانتقال الفموي البرازي (Fecal–oral transmission) يعد وسيلة انتقال شائعة للعديد من الفيروسات، بما في ذلك فيروس سارس كوف 2 (الاسم العلمي لفيروس كورونا).

وأضافوا أن منع مسار انتقال العدوى عن طريق البراز إلى الفم -الذي يحدث بشكل شائع عند استخدام المرحاض- يعد أمرا ذا أهمية أساسية في منع انتشار الفيروسات.

وقالوا إن التجربة اليومية توضح أن تنظيف المرحاض يولد اضطرابا قويا داخل فتحة المرحاض، ودرسوا إذا كان هذا التدفق المضطرب الناجم عن التنظيف قد يؤدي إلى طرد جزيئات الهباء الجوي التي تحتوي على فيروسات.

وكانت النتائج مثيرة للقلق، حيث لوحظ انتقال كبير لجزيئات الفيروس إلى أعلى، مع وصول 40 إلى 60% من الجسيمات فوق مقعد المرحاض، مما يؤدي إلى انتشار الفيروس على نطاق واسع.

ووقتها قدم الباحثون النصائح التالية لتقليل خطر انتقال فيروس كورونا عبر المرحاض:

1- نظف مقعد المرحاض قبل استخدامه، إذ يمكن أن تكون هناك جزيئات فيروس عائمة قد استقرت على سطحه من شخص آخر مريض.

2- أنزل غطاء المرحاض لأسفل قبل الشطف، مما قد يمنع انتقال الفيروس.

3- اغسل يديك بعناية بعد التنظيف، لأن جزيئات الفيروسات قد تكون موجودة على زر التدفق ومقبض الباب.

ويوضح الرسم الآتي 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا، ولمعرفة القائمة التفصيلية لأعراض عدوى كورونا اضغط على هذا الرابط.

9 من أبرز أعراض عدوى كورونا (الجزيرة)

هل يمكن للشخص الإصابة بكورونا من البراز؟

أبلغ عدد من الدراسات عن العثور على الحمض النووي الريبي من فيروس كورونا في عينات البراز من مرضى كوفيد-19، كما أصيب بعض هؤلاء المرضى بالإسهال، مما يشير إلى أن الفيروس قد أصاب الأمعاء؛ ويمكن أن يأتي الحمض النووي الريبي أيضًا من ابتلاع اللعاب أو سوائل الجهاز التنفسي المحتوية على الفيروس. وذلك وفقا لتقرير لجوسلين كايزر في سبتمبر/أيلول الماضي في موقع الرابطة الأميركية لتقدم العلوم (American Association for the Advancement of Science).

ووجدت بعض الدراسات أيضا وفرة من الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا في حمامات المستشفيات.

ولكن هناك دليلا محدودا على أن الحمض النووي الريبي الفيروسي في البراز يأتي من فيروسات حية ومعدية، وليس فقط المواد المتبقية من الفيروسات "الميتة" أو المدمرة. وأبلغ عدد قليل فقط من المختبرات عن استنبات فيروسات حية من عينات براز مريض كوفيد-19.

ولذلك قد يكون من غير الواضح إذا كان فيروس كورونا في البراز يمكن أن يسبب كوفيد-19، وما احتمالية حدوث عدوى.

الإسهال

وفي فبراير/شباط الماضي، قال باحثون إن الإسهال قد يكون طريقا لانتقال العدوى بفيروس كورونا، بعد نشر دراسة تشير إلى أن المصابين بالمرض يعانون من اضطرابات بالجهاز الهضمي، وذلك في تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأفاد مقال لباحثين صينيين -نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (جاما)، بأن 14 من أصل 138 مريضا جرت دراسة حالتهم في مستشفى بووهان أصيبوا بإسهال وغثيان قبل يوم أو يومين من ظهور الحمى والاضطرابات التنفسية.

وعانى أول أميركي شخصت إصابته بالمرض كذلك من إسهال ليومين، واكتشف الفيروس لاحقا في برازه. ووثقت مجلة "ذا لانسيت" (The Lancet) الطبية أيضا حالات مماثلة في الصين، لكنها غير منتشرة كثيرا.

وقال الأستاذ في جامعة ساوثهامبتون ويليام كيفيل -في تعليق لمجلة "ميديا سنتر" بالمملكة المتحدة- "من المهم الإشارة إلى أنه قد أبلغ عن العثور على فيروس كورونا المستجد في براز مرضى يعانون من عوارض معوية غير عادية، مثل سارس الذي عثر عليه في البول، مما يشير إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل أيضا عبر البراز".

ولا يشكل هذا الاحتمال مفاجأة بالنسبة للعلماء، لأن كورونا ينتمي لنفس عائلة الفيروس المسبب لمرض سارس، وقد انتقلت عدوى سارس عن طريق البراز إلى مئات الأشخاص في مجمع سكني في هونغ كونغ عام 2003.

وانتشر الفيروس حينها عن طريق البخار الساخن الخارج من غرف الاستحمام، الذي وصل إلى عدة شقق عبر الهواء.

وبناء على الأبحاث "يمكن أن تنتقل عدوى فيروس كورونا المستجد (…) عبر البراز"، كما أفاد المهندس البيولوجي في جامعة كاليفورنيا جياو لياو، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الفرنسية + سي إن إن + مواقع إلكترونية