الهند تحظر السجائر الإلكترونية.. وأميركا على الطريق مع خمسة ملايين طفل يدخنونها

هل تساعد السجائر الإلكترونية على الإقلاع عن التدخين؟
الانتشار المتزايد للسجائر الإلكترونية التي تعمل بالبطاريات أثار جدلا كبيرا بين مختصي الصحة العامة في الولايات المتحدة (دويتشه فيلله)

التحذيرات المتواترة من مخاطر السجائر الإلكترونية دفعت بعض الدول للتفكير في حظرها، لكن الهند باتت أول دولة في العالم تتخذ مثل هذه الخطوة بفرض "حظر تام" عليها، كما تعتزم الولايات المتحدة اتخاذ خطوة مشابهة، حيث قال مسؤول فيها إن خمسة ملايين طفل في الولايات المتحدة يدخنون السجائر الإلكترونية.

وأعلنت الهند حظر السجائر الإلكترونية، وسط تزايد المخاوف من المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين أجهزة النيكوتين التي لا تطلق دخانا، والمنتشرة بين المراهقين.

ووفقا لوكالة "بلومبيرغ" للأنباء، أعلنت الحكومة الهندية عقب اجتماع لها الأربعاء أنها ستحظر إنتاج السجائر الإلكترونية وبيعها.

وكان ينظر إلى هذه السجائر باعتبارها بديلا آمنا لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن تدخين السجائر المعتادة، إلا أنها أصبحت هدفا لهجوم واسع في الولايات المتحدة، خاصة لانتشارها بين الشباب.

ويظهر قرار الهند أن هذه الصناعة أصبحت تخضع لمراقبة دقيقة في دول أخرى أيضا، بعدما تسببت مؤخرا في انتشار مرض رئوي غامض تسبب في مقتل ستة أشخاص في الولايات المتحدة، فضلا عن إصابة المئات.

غرامات
وقالت وزيرة المالية الهندية نيرمال سيتارامان إن غرامات كبيرة أو عقوبة السجن لمدة تصل إلى عام واحد تنتظر كل من يصنع السجائر الإلكترونية أو يستوردها أو يصدرها أو يخزنها أو يبيعها.

وأضافت الوزيرة أن حكومة بلادها اتخذت هذا القرار كرد فعل على الآثار الضارة التي تتركها السجائر الإلكترونية على الشباب بشكل خاص، وأضافت "لقد أصبح الأمر موضة أن يجرب الشباب هذه السجائر ومن ثم يدخنونها بانتظام". وأوضحت الحكومة في تغريدة لها على تويتر أنها تأمل "تحسين مستوى الصحة العامة" بعد هذا الحظر.

يذكر أن ولايتي نيويورك وميشيغان الأميركيتين كانتا فرضتا الثلاثاء الماضي حظرا جزئيا على السجائر الإلكترونية، إذ لم يشمل سوى تلك التي تستخدم فيها سوائل ذات نكهة، مستثنية تلك التي تحتوي على نكهتي المنثول أو التبغ.

ووافق مجلس محافظي الصحة العامة والصحة العامة الثلاثاء على قانون اقترحه حاكم نيويورك أندرو كومو، ودخل حيز التنفيذ على الفور.

وفي هذا السياق، قال كومو "لا جدال في أن مصنعي السجائر الإلكترونية يستخدمون النكهات بقصد مثل العلكة أو الحلوى من أجل الإيقاع بالشباب في دائرة الإدمان"، وإن القانون جاء "ليحمي حياة عدد لا يحصى من الشباب من هذه العادات المكلفة وغير الصحية".

وتخطط الحكومة الأميركية أيضا لفرض حظر عام على السجائر الإلكترونية المنكهة. إذ دقت السلطات الصحية الأميركية ناقوس الخطر من تفشي موجة من أمراض الرئة الخطيرة التي يشتبه في أنها مرتبطة بالسجائر الإلكترونية؛ إذ سجلت حتى الآن أكثر من 450 حالة معروفة، وتوفي ستة من المرضى المصابين، في حين ما يزال كثير من الشباب يعانون من هذه الأمراض الخطيرة.

جدل
وأثار الانتشار المتزايد للسجائر الإلكترونية التي تعمل بالبطاريات جدلا كبيرا بين مختصي الصحة العامة في الولايات المتحدة، بصورة لم تحدث منذ سنوات.

واشتد الجدل لأن بعض مستخدمي الأجهزة، التي كان يعتقد أنها أكثر أمانا من السجائر العادية، أصيبوا بأمراض تنفسية غامضة وخطيرة. 

وتدخين السجائر الإلكترونية طريقة لاستنشاق النيكوتين، من دون الدخان والقطران اللذين ينتجان عن احتراق التبغ. ويحتوي جهاز التدخين الإلكتروني على بطارية تسخن سائلا يحوي النيكوتين، مما ينتج بخارا يستنشقه المدخن. 

وتأتي أجهزة التدخين الإلكتروني في تصميمات أنيقة وصغيرة بما يكفي، حيث يمكن للمدخن صغير السن -على سبيل المثال- أن يمسكها ويسحب نفسا بسرية، بعيدا عن أنظار المعلم أو الوالد. وتأتي عبوات سائل التدخين بنكهات لذيذة مثل المانجو والكريمة. 

وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر موقع تويتر "رغم أنني أفضل السجائر الإلكترونية كبديل للسجائر، فإننا نحتاج إلى التأكد من أن هذا البديل آمن للجميع!  فلنتخلص من المنتجات المزيفة في السوق، ونبعد الأطفال الصغار عن التدخين الإلكتروني"، حسب ما ذكرته وكالة أنباء بلومبيرغ. 

وتعهد ترامب "باتخاذ خطوة قوية للغاية" بعد الإبلاغ عن مئات الحالات المصابة بأمراض الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية. 

وقال نيد شاربلس، القائم بأعمال مفوض إدارة الغذاء والدواء، إن خمسة ملايين طفل في الولايات المتحدة يدخنون السجائر الإلكترونية، بينما يدخن نحو ثمانية ملايين من البالغين هذه السجائر.

وكانت إحدى النقاط الرئيسية التي يعتمد عليها بيع السجائر الإلكترونية أن استخدامها يمكن أن يساعد المدخنين على التخلص من السجائر التقليدية، وتكون عادة أقل خطورة على صحتهم. ولكن يبدو الآن أن التدخين الإلكتروني يتسبب في مرض عدد متزيد من الناس. 

المصدر : دويتشه فيله + وكالة الأنباء الألمانية