آثاره هائلة.. العلم يقترب من اختيار جنس الجنين قبل ولادته

A pro-life campaigner holds up a model of a 12-week-old embryo during a protest outside the Marie Stopes clinic in Belfast October 18, 2012. The first private clinic offering abortions opened in Northern Ireland on Thursday, making access to abortion much easier for women in both Northern Ireland and the Republic of Ireland. REUTERS/Cathal McNaughton (NORTHERN IRELAND - Tags: HEALTH SOCIETY RELIGION)
العلماء حاولوا إيجاد طريقة لتقسيم الخلايا التناسلية سعيا لتحديد جنس الجنين ولكنهم فشلوا (رويترز)

نجح العلماء في فصل الكروموسومين "إكس" و"واي" اللذين يحملهما الحيوان المنوي واللذين يحددان جنس الجنين، وذلك في دراسة قد تكون لها آثار "هائلة" على اختيار جنس الحيوانات والبشر.

وفي تقريرها بمجلة "نيوزويك" الأميركية، تطرّقت الكاتبة كاشميرا غاندر إلى نتائج هذه الدراسة وانعكاساتها، وذكرت أن الحيوانات المنوية تحمل الكروموسومين "إكس" أو "واي"، مما يساعد في تحديد جنس الجنين لدى أغلب الثدييات. وبما أن هذه الكروموسومات تتقاسم البروتينات ذاتها ما يجعل الجنين ينمو بشكل طبيعي، فإنه لا توجد مؤشرات واضحة تساعد على التمييز بينهما.

طوال سنوات، حاول العلماء إيجاد طريقة لتقسيم هذه الخلايا التناسلية إلى أنواع مختلفة، لأن هذا الأمر من شأنه أن يساعد على اختيار جنس الأجنة بالنسبة للحيوانات والبشر، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.

ولكن مؤلفي ورقة بحثية نُشرت في الدورية العلمية "بلوس بيولوجي" ذكروا أنهم وجدوا علامات تكشف ما إذا كان الحيوان المنوي يحمل الكروموسوم "إكس" أو "واي" لدى الفئران.

وقد وجد العلماء بروتينا في الكروموسوم "إكس"، واستخدموه لفصله عن الخلايا التناسلية التي تحمل كروموسوم "واي"، ومن ثمّ اعتمدوا على تقنية لإنشاء مخلّفات تكون موجودة في جنس واحد. 

وأشار المشارك في هذه الدراسة البروفيسور ماسايوكي شيمادا من جامعة هيروشيما، إلى إمكانية استخدام أبحاثهم مستقبلا في مجالات عديدة، بما في ذلك مزارع الألبان.

الجدير بالذكر أن الخبراء الذين شاركوا في البحث كانوا متحمسين للنتائج التي تم التوصل إليها، لكنهم شدّدوا على ضرورة إجراء المزيد من التجارب على أنواع أخرى.

وفي تصريح له لمجلة "نيوزويك"، قال الأستاذ المحاضر في علم الوراثة الجزيئي والتكاثر بجامعة "كينت" بيتر إيليس إنه "إذا أمكن محاكاة هذه الدراسة، خاصة بالنسبة لأنواع أخرى غير الفئران، فإن تبعاتها ستكون هائلة على التلقيح الاصطناعي والتلقيح بالمساعدة بالنسبة للحيوانات والبشر على حد سواء".

وأضاف إيليس أنه يُحتمل أن يُسمح بتحديد جنس الجنين في المستقبل، ولكنه أكّد أنه "ما زال مجرد تخمين في الوقت الحاضر، وينبغي إجراء المزيد من الاختبارات".

بدوره، أكد للمجلة أستاذ علم الوراثة بجامعة نيوكاسل ديفد إليوت الذي لم يشارك في الدراسة أنها "ستمنحنا فهما أوسع لكيفية تكوّن الحيوانات المنوية".

وأشار إليوت إلى أنه إذا كانت الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسومين "إكس" و"واي" لديها نفس الاختلافات، فإنه "نظريا يمكن فصلها أيضًا بطريقة مماثلة. ومع ذلك، فإن المستقبلات الموجودة في الحيوان المنوي تختلف في أحيان كثيرة من نوع إلى آخر، الأمر الذي لا يجعلنا نتأكد من نجاح هذه التجربة مستقبلا، ناهيك عن وجود الكثير من المسائل الأخلاقية وتلك المتعلقة بالسلامة التي ينبغي حلها قبل تطبيقها على البشر".

المصدر : نيوزويك