الحرب وانعدام الأمن وراء الأمراض النفسية في أفغانستان

مرضى نفسيون يتلقون العلاج في مستشفى الأمراض النفسية في العاصمة الأفغانية
في العاصمة الأفغانية كابل يوجد المستشفى الوحيد الذي يقدم علاجا للذين يعانون من أمراض نفسية على مستوى البلد (الجزيرة)

حميد الله محمد شاه-كابل 

أعلنت وزارة الصحة الأفغانية أن 47% من السكان في أفغانستان البالغ عددهم نحو 32 مليون نسمة، يعانون من أمراض نفسية.

ویقول مسؤول وحدة الصحة النفسية في الوزارة بشير سروري إن نتائج التقييم الأول تبين أن هذه الأمراض توجد بأشد أشكالها في 26% من هؤلاء المرضى وتعطّل أنشطتهم اليومية، مشيرا إلى ازدياد عدد المصابين بهذه الأمراض خلال السنوات الأخيرة.

واستغرق إجراء المسح الطبي عامين حيث ابتداء من عام 2016، وهذه أول مرة في تاريخ أفغانستان يتم فيها إجراء مسح حول الصحة النفسية.

ويقول الطبيب النفسي غل صميم إن الاضطرابات النفسية لها تكلفة كبيرة، سواء بالنسبة للأفراد أو المجتمع، مضيفا أن هناك عبئا كبيرا لاضطرابات الصحة النفسية في أفغانستان، بسبب الصدمة الاجتماعية العميقة التي نتجت عن الصراع المسلح، إضافة إلى الكوارث الطبيعية والبطالة والفقر الحاد وعدم توفر الخدمات الطبية.

وكشف مسح أجرته وزارة الصحة الأفغانية أن أكثر من 84% من سكان البلاد عاشوا صدمات نفسية أثرت على استقرارهم النفسي، كما أن الإصابة بمتلازمة ما بعد الصدمة في أفغانستان هي الأعلى مقارنة بمناطق توتر أخرى.

ويرى مختصون في الأمراض النفسية أن الحرب سبب رئيسي في تدهور الصحة النفسية للكثيرين في أفغانستان، إضافة إلى مشكلة النزوح وفقدان الأقرباء في الهجمات الانتحارية والاشتباكات بين القوات الأفغانية ومسلحي طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية. ويعتقد مسؤولون في وزارة الصحة أن الحرب والتهجير وفقدان الأقرباء في الحروب من أسباب شيوع هذه الأمراض.

ويوجد في العاصمة الأفغانية كابل المستشفى الوحيد الذي يقدم علاجا للذين يعانون من أمراض نفسية على مستوى البلد، وتنوي الحكومة إحداث وحدة علاج الأمراض النفسية في المستشفيات، ولكن مشكلة نقص الأطباء المتخصصين عقبة رئيسية حيث يوجد في أفغانستان 115 طبيبا نفسيا.

وحسب مسؤول بالوزارة فإن الحكومة خططت لتدريب كوادر صحية، وتم تدريب 65% من الذين يعملون في القطاع الصحي للتعامل مع هذه الحالات، ولكن التقرير يقول إن التدريب الأساسي في مجال الصحة النفسية للكوادر الطبية قليل جدا، و23% من الوحدات الصحية تقدم هذه الخدمات ولكنها بسيطة جدا ولا تلبي حاجات المرضى.

ووفقا للتقرير فإن هناك حاجة إلى تحسين جودة الرعاية على مستوى البلاد، وتدريب أكبر عدد من الكوادر الطبية حتى يتمكنوا من تشخيص اضطرابات ما بعد الصدمة بشكل صحيح.

المصدر : الجزيرة