هل أخطأ باسم يوسف بدعوته للحمية النباتية؟

باسم يوسف

خلال شهر رمضان الماضي عاد الدكتور باسم يوسف لجمهوره مع برنامج "بلانت بي" (plant B)، الذي روج فيه للحمية النباتية، وهو أمر لقي ردودا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هل فعلا الحمية النباتية هي الأفضل كما يزعم يوسف؟

قناة بلانت بي على اليوتيوب سجلت أكثر من سبعة ملايين مشاهدة لحلقات برنامج يوسف -وهو إعلامي مصري مشهور ومقدم برامج ساخر- مع أكثر من ثلاثمئة ألف مشترك في القناة.

على الموقع الإلكتروني لبرنامج بلانت بي على الإنترنت كتب الدكتور باسم يوسف "لقد تغيرت أنظمتنا الغذائية بشكل جذري على مدار الثلاثين عاما الماضية".

وأوضح "ابتعدت تلك الأنظمة عن الأطعمة المغذية والرائعة التي أمدتنا بها الطبيعة بعد أن سيطر على عاداتنا الغذائية النظام الغذائي الأميركي المكون من الأطعمة المعالجة، الخضراوات والفاكهة المعدلة وراثيا وكثير من السكر والدهون والملح".

وأضاف يوسف "تسبب كل هذا في ازدياد أمراض السمنة في الشرق الأوسط بنسبة 75% وانتشار مرض السكري بنسبة 9%، وارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بأمراض القلب بنسبة 50%".

ونوه بأن "الخبر السار هو أنه بما أن بعض أنواع الطعام تسبب لنا أمراضا عديدة، فتغيير نوعية الطعام يمكنها علاج هذه الأمراض والقضاء عليها. أنا هنا لأخبرك أنك تمتلك خيارا آخر. الخلل ليس في جيناتك، كما أنك لم تولد لتكون كسولا أو مريضا أو زائد الوزن ولا أن تشعر بالخجل من جسدك.. من الواضح أن النظام الغذائي الأميركي لا يعمل.. هيا بنا نستبدل به النظام الغذائي النباتي الكامل".

وفي البرنامج استضاف باسم يوسف خبراء وأطباء تكلموا عن مخاطر النظام الغذائي الحيواني.

وعلى الموقع هناك "قصص" لأشخاص اتبعوا النظام النباتي الكامل، مثل عماد شاكر الذي خفض وزنه من 167 كيلوغراما إلى ثمانين كيلوغراما، ونينا ووراندا نيلسون اللتان تمكنتا من الحد من حب الشباب عبر اتباع النظام النباتي.

ما الحمية النباتية؟
الحمية النباتية هي نظام غذائي يعتمد أكل الأطعمة النباتية فقط. وينقسم النباتيون إلى قسمين رئيسين، قسم لا يأكلون أي شيء من الحيوانات أو الألبان ومشتقاتها بل يعتمدون النباتات فقط، بينما يتناول القسم الثاني الأسماك ومنتجات حيوانية مثل الحليب والبيض وغيرهما.

والبعض يلتزم الحمية النباتية لتخفيف مخاطر التعرض لأمراض معينة، في حين قد يتبعها آخرون لأسباب فلسفية تتعلق برفضهم قتل كائن حي لأكله.

وفي مقابل الرأي المؤيد للنظام الغذائي النباتي الذي قدمه الدكتور باسم يوسف في برنامجه بلانت بي، وعبر الموقع الإلكتروني للبرنامج لقصص نجاح لأشخاص حسنوا صحتهم عبر اتباع النظام الغذائي النباتي، كانت هناك ردود معارضة وتستند أيضا إلى معطيات طبية قوية، وتجارب شخصية.

أحد أبرز الردود كانت من اختصاصي الباطنة والكلى الدكتور محمد منصور، الذي قال في فيديو على قناته باليوتيوب إن النماذج التي قدمها باسم يوسف في برنامجه لأشخاص ناجحين ونباتيين، هم ليسوا ناجحين لأنهم نباتيون، ولكنهم ناجحون وهم نباتيون (أي لا توجد علاقة سببية بين كون الشخص نباتيا وأن يصبح ناجحا). وهناك نماذج كثيرة لأشخاص فاشلين وهم نباتيون، وأشخاص ناجحين وهم يأكلون اللحوم.

ولفت الدكتور منصور إلى عدة نقاط منها:

1- من الخطأ القول إن اللحوم والسمك والجمبري والكوارع تضعف القدرة الجنسية عند الرجل.

2- ومن الخطأ استشهاد الدكتور باسم يوسف بدراسة يقول إنها تظهر أنه بعد احتلال هتلر للنرويج انخفضت الوفيات بأمراض القلب، لأن هتلر منع النرويجيين من أكل اللحوم، بينما ما حصل في الواقع أن كثيرين من النرويجيين ماتوا صغارا نتيجة الحرب أو الجروح الناجمة عن الحرب، وأن الشباب نتيجة انخراطه في الحرب أصبح أقل وزنا وأكثر لياقة.

4- من الخطأ القول إن 30% من سكان العالم نباتيون.

5- من الخطأ ما مرره باسم يوسف في البرنامج من أن الحمية النباتية هي رحمة بالحيوانات، بينما الواقع هو أن الحيوان سيموت في النهاية، وسيموت بإحدى طريقتين: إما بالذبح بطريقة رحيمة مثل ما يفعل المسلمون وأيضا ما تفعله الدول المحترمة، أو بالافتراس من قبل حيوانات أخرى، وتظهر فيديوهات الافتراس كيف أن الحيوانات يتم افتراسها حية من حيوانات أخرى (بطريقة شنيعة وبشعة)، وبالتالي فأنت عندما تذبح هذه الحيوانات -وفق التعاليم الإسلامية أو وفق ما تفعل الدول المحترمة- فأنت ترحمها.

 

 

 

 

من جهته، قال الدكتور محمد الناظر -في فيديو على قناته على اليوتيوب- إنه جرب النظام الغذائي النباتي، ولكن مع اتباعه لهذا النظام حصل عنده انخفاض قوي جدا في العملية الجنسية والانتصاب، وقد أرجع ذلك إلى انخفاض مأخوذ السعرات الحرارية لديه مقابل نظامه الحياتي النشيط.

حجج ولكن

عموما يقدم مؤيدو النظام الغذائي النباتي حججا عدة منها:

1- تقليل مخاطر التعرض للنوبة القلبية والسرطان والسكتة الدماغية.

2- تقليل التعرض للجراثيم الموجودة في الأطعمة الحيوانية.

3- توفير مزيد من الطعام للفئات المعرضة للمجاعات، إذ إن كثيرا من مواد الزراعة يتم إطعامها للأبقار والدواجن بغرض أكل لحومها.

4- إنقاذ الحيوانات من التعرض للاحتجاز ثم الذبح في المزارع.

سلبيات
ووفقا لتصريحات سابقة لمارغريت مورلو عضوة الاتحاد الألماني للنظم الغذائية وعلم التغذية بمدينة آخن، فإن الاستغناء التام عن تناول الأطعمة الحيوانية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنقص في بعض العناصر الغذائية، وبخاصة عنصرا الحديد والكالسيوم وفيتامينا "بي 12″ و"د".

ونبهت مورلو إلى أنه إذا لم يحقق الأشخاص النباتيون التوازن في غذائهم فيمكن أن يصابوا بإنهاك مزمن نتيجة نقص عنصر الحديد، أو بكسور العظام نتيجة نقص عنصر الكالسيوم. وشددت على ضرورة أن يستشير هؤلاء الطبيب المختص بصورة دورية للتحقق مما إذا كان يتم إمدادهم بالعناصر الغذائية اللازمة بشكل طبيعي.

وقد تشمل سلبيات النظام الغذائي النباتي التالي:

1- الانتقال إلى نظام التغذية النباتية يؤدي لظهور بعض الأعراض مثل الشعور بالنفخة وعسر في الهضم. ولتخفيف هذه الأعراض ينصح خبراء التغذية بالانتقال تدريجيا وببطء.

2- تغيير في حاسة التذوق: الزنك هو عنصر غذائي مسؤول عن العديد من الوظائف في الجسم، بما في ذلك حاسة التذوق.

ومن يرغب باعتماد التغذية النباتية عليه الحصول على كمية كافية من الزنك في غذائه لكي لا تتأثر حاسة التذوق لديه. ووفقا لموقع "غيزوندهايت هويته" الألماني، فإن البقوليات والمكسرات تصعب من امتصاص الزنك، مما يعني أن الاعتماد على البقوليات مصدرا للبروتين، قد يؤدي إلى انخفاض نسبة الزنك في الجسم.

 

 

 

 

3- الحاجة إلى وقت أطول لاستعادة النشاط بعد ممارسة الرياضة: يحتاج الجسم من أجل هضم البروتينات النباتية لوقت أطول من البروتينات الحيوانية، مما يعني أن الأشخاص النباتيين والرياضيين منهم بشكل خاص، يحتاجون إلى وقت أطول لاستعادة نشاطهم بعد التدريبات، مقارنة بأولئك الذين يأكلون اللحوم.

4- كثير من النباتيين يعانون من نقص الحديد ومعادن أخرى، مما يعني أن على النباتيين تعويض نقص الحديد والمعادن الأخرى بتناول الفيتامينات والمعادن.

المصدر : الألمانية + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي