"الموت جوعا أو مرضا".. زيادة أسعار الأطباء تثير غضب التونسيين

امال الهلالي - تردي المنظومة الصحية بالمستشفيات العمومية دفعت بالتونسيين للتوجه للقطاع الخاص /الجزيرة - "الموت جوعا أو مرضا "...الزيادة في تعريفة الأطباء تثير غضب التونسيين
أثارت الزيادة في أسعار الفحوص الطبية جدلا بين التونسيين عبر الشبكات الاجتماعية (الجزيرة)
 آمال الهلالي-تونس

تجلس الأم فاطمة السعدي ببهو قاعة الانتظار بإحدى عيادات أطباء الاختصاص بتونس العاصمة، حاملة ابنها بين ذراعيها، ومنتظرة دورها بفارغ الصبر، وهي التي قررت عدم الذهاب مجددا للمستشفيات الحكومية بسبب ما وصفته بتردي خدماتها الصحية.

وفي حديثها للجزيرة نت بيّنت أن قلقها يتضاعف بين حيرة على ابنها المريض، ومخاوف من عدم القدرة مجددا على تأمين ثمن العلاج بعد إقرار عمادة الأطباء الزيادة في أسعار تعريفة أطباء القطاع الخاص.

وجاء قرار عمادة الأطباء ليشعل غضب الشارع، ويثير جدلا بين الأطباء والمرضى وصل مداه إلى شبكات التواصل الاجتماعي، في وقت تبرأت فيه وزارة الصحة من مسؤوليتها عن هذه الزيادة.

ونشرت عمادة الأطباء التونسيين بشكل رسمي عبر صفحتها على فيسبوك الزيادات الجديدة لثمن الفحص الطبي الذي شمل أطباء القطاع الخاص.

وارتفع سعر الفحص الطبي لطبيب العائلة من 35 دينارا (11 دولارا) إلى 45 دينارا (أكثر من 14 دولارا)، وطبيب الاختصاص من 50 دينارا (16 دولارا) إلى 70 دينارا (23 دولارا).

زيادة طبيعية وغير ملزمة
واستنكر الكاتب العام لعمادة الأطباء نزيه الزغل في حديثه للجزيرة نت ما أسماه بالهجوم الشرس على الأطباء مباشرة بعد إقرار الزيادة الجديدة في الفحوص الطبية.

وأكد أن الزيادة تجري دوريا كل ثلاث سنوات، مبررا ذلك بارتفاع أسعار المواد الطبية في ظل انخفاض قيمة الدينار التونسي وغلاء إيجار العيادات، ولفت بالمقابل إلى أن التعريفات الجديدة ليست ملزمة للأطباء بل اختيارية.

مقابل ذلك، عبرت منظمة الدفاع عن المستهلك في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، عن رفضها لما وصفته بـ"القرار الانفرادي" الذي اتخذته عمادة الأطباء، محذرة من تداعيات ذلك على القدرة الشرائية للمواطن ومن انهيار منظومة التأمين الصحي.

احتجاج وتنديد
ودعت المنظمة عمادة الأطباء للتراجع الفوري عن هذه الزيادة التي وصفتها بغير القانونية، داعية التونسيين لعدم الالتزام بهذه الزيادات والتوجه للقضاء.

وانتقلت الزيادة في أسعار الفحوص الطبية إلى حديث التونسيين عبر الشبكات الاجتماعية، ولم تخل من طابع النقد بأسلوب الكوميديا السوداء.

ودعت الصحفية شفيقة النصراوي في تدوينة ساخرة التونسيين إلى العودة للمداوة بـ"الطب الرعواني" (الطب الشعبي).

وانتقد رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان جاد هنشيري سلوك التونسيين في المستشفيات العمومية وأطبائها مقابل توجههم للقطاع الخاص والمصحات الخاصة.

في المقابل انتقد الدكتور أبو لبابة مخلوف الدور الحالي الذي تقوم به عمادة الأطباء، مؤكدا أن خيارات العمادة لا تمثله.

المصدر : الجزيرة