الرموش الصناعية.. ما مخاطرها الصحية؟

الرموش الصناعية من بيكسابي
الرموش الصناعية الطويلة قد تؤدي إلى التهاب الجفون (بيكسابي)

عيون النساء ذات الرموش الطويلة والكثيفة تبدو أكثر جاذبية وجمالا، وهو ما يدفع الكثيرات لاستعمال الرموش الصناعية التي تزداد انتشارا، لكن ذلك قد يلحق الأذى بالعين. فما مخاطر هذه الرموش غير الطبيعية؟

يزداد انتشار الرموش الصناعية الطويلة والإقبال عليها في مراكز التجميل، لكن الأمر ليس بسيطا ويحتاج وقتا وصبرا، إذ يجب لصق كل رمش صناعي على حدة فوق الرمش الطبيعي بواسطة مادة لاصقة خاصة، ويتم تطويل الرموش لتبدو وكأنها طبيعية.

وتحتاج هذه العملية لوقت طويل نسبيا، فرموش الجفن العلوي فقط يتراوح عددها بين 150 و250 رمشا، وبالتالي فإن معالجتها قد يستغرق حتى ثلاث ساعات!

بعد الانتهاء من لصق الرموش الصناعية، يجب أن تبقى جافة لمدة 24 ساعة على الأقل حتى تثبت وتلتصق جيدا، مما يعني عدم وصول الماء أو العرق إليها أو أن تبتل بأي طريقة كانت.

لكن الوصول إلى النتيجة المرجوة ليست مضمونة دائما، فقد لا تبدو العين أكثر جاذبية وجمالا مع الرموش الصناعية الطويلة، أو قد تؤدي إلى التهاب الجفون.

وتقول البروفسورة كريستيانا بايرل، مديرة مستشفى الأمراض الجلدية في مدينة فيسبادن الألمانية، إن هذا الالتهاب يسبب ألما وحكة شديدة في العين، ويكون مزعجا جدا.

وتضيف أن الرموش الصناعية يمكن أن تؤدي إلى الحساسية والأكزيما في المنطقة المحيطة بالعين، وإلى تورم الجفنين العلوي والسفلي لفترة مؤقتة.

وظيفتها الحماية
وبصرف النظر عن الجانب الجمالي للرموش، فإن الوظيفة الأساسية لها هي حماية العين من الغبار والعرق والريح وغيرها من العوامل الجوية، فهي بمثابة حاجز وقائي للعين بالدرجة الأولى.

أما دورة نموها فتتراوح بين أربعة أشهر وستة، وتبقى ما بين 100 و150 يوما ثم تتساقط، ولينمو غيرها من جديد، لكن ربما ليس بالكثافة التي تتمناها المرأة، فتلجأ إلى الرموش الصناعية.

وتصنع الرموش الصناعية من الحرير أو ألياف صناعية، أو قد يتم استخلاصها من فرو حيوان المنك، وهو من فصيلة ابن عرس.

أما تكلفة أول عملية تطويل للرموش، فتتراوح ما بين 150 و220 يوروا (170 و249 دولارا) في ألمانيا. بعد بضعة أسابيع تتساقط بعض الرموش الصناعية مع تساقط الطبيعية، وبالتالي يجب تعويضها وملء الفراغات التي تركتها، وهذه تكلف نحو 60 يوروا.

وعدا عن هذه الطريقة، يمكن استخدام الرموش الصناعية المؤقتة التي يمكن وضعها ذاتيا وإزالتها فيما بعد، دون الحاجة للذهاب إلى مركز تجميل.

كذلك يمكن معالجة الرموش القصيرة أو غير الكثيفة بواسطة مادة "بوستاغلاندين" التي تساعد على نمو الرموش. وتدخل هذه المادة في تركيبة "المستحضرات التي تستخدم في معالجة أمراض العين مثل الرمد"، بحسب اختصاصية الأمراض الجلدية كريستيانا بايرل.

أعراض جانبية
لكن لدى حقن مادة يدخل في تركيبها "البوستاغلاندين" التي يمكن أن تساعد في تكثيف ونمو الرموش، فإن لها أعراض جانبية قد تؤدي لالتهاب العين واحمرارها، لذا يستخدم الأطباء إلى جانب تلك الحقن أدوية مضادة للالتهابات.

وتحذر بايرل من الاستخدام المتكرر والطويل لهذه الحقن، لأنها قد تؤدي إلى التهابات خطيرة "ذات عواقب وخيمة"، ويتغير لون قزحية العين "لفترة طويلة جدا، وربما تبقى دائما" ولو أنها حالات نادرة.

وربما قد تكون المخاطر الصحية والأعراض الجانبية للرموش الصناعية والأساليب الأخرى لإطالة الرموش وتكثيفها، غير كافية لبعض النساء للتخلي عن الفكرة وزياد جمال العيون وجاذبيتها، لذلك يجب التفكير بالأمر ودراسته جيدا واستشارة الاختصاصيين وخاصة لمن يعانين من مشاكل في العين أو من الحساسية. كما أن العروض الرخيصة ليست مغرية دائما لأنها قد تكون على حساب النوعية والجودة.

المصدر : دويتشه فيله