لدغات الثعابين.. مأساة منسية تؤرق أفريقيا

Looking at the world with different eyes- - IZMIR, TURKEY - APRIL 03: Combination of two photographs shows the close-up of an eye of the snake on April 03, 2018 in Izmir, Turkey. Snakes use a heat-sensing system and detect the temperature changes to hunt down their prey with their special designed temperature-sensitive eyes. Each of the millions of different animal species on the earth have different eyes with different functions according to the conditions. Each of these eyes is unique and perfect on its own.
أكثر من مليونين ونصف مليون شخص في جميع أنحاء العالم يتعرضون للدغات الأفاعي كل عام (الأناضول)

ما زالت لدغات الحيات والثعابين مأساة بالنسبة للأفارقة، وهي مشكلة ليست مأخوذة على محمل الجد حتى الآن، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية.

وسردت الصحيفة في هذا السياق بعض القصص الحزينة، كمأساة الأختين تشيبشير (ثمانية أعوام) وشقيقتها الصغيرة (عامان)، فقد شُلت الأولى من جانبها الأيمن وفقدت الأخرى حياتها جراء لدغة ثعبان سام هاجمهما بعد أن كانتا نائمتين في منزلهما، كما يروي والدهما.

ويلخص مجهود والد الفتاتين المسكين -الذي حاول إنقاذ حياتهما فلم تسعفه البنية التحتية والطبية لبلده، إلا في إنقاذ إحداهما بشق الأنفس؛ كل الصعوبات التي يعانيها سكان القارة الفقيرة.

بعد كارثي
ولخصت الصحيفة هذه الصعوبات في الفقر وغياب التدابير الوقائية وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية وعدم توفر مضادات السموم، واعتبرت أن هذه الأسباب مجتمعة تعطي لهذه المشكلة بعدا كارثيا، ويرى مدير مركز بيوكين المتخصص في الأفاعي السامة في واتامو على الساحل الكيني أن هناك إهمالا أو تغاضيا عن خطورة هذه المشكلة.

ويتعرض للدغات الأفاعي كل عام أكثر من مليونين ونصف مليون شخص في جميع أنحاء العالم، معظمهم في المناطق المدارية والفقيرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي تقول إن ما بين 81 و138 ألفا من هؤلاء يموتون، في حين يعاني أربعمئة ألف من إعاقات دائمة.

ويعتبر الساحل الكيني موطنا لبعض الثعابين السامة الأكثر خطورة في العالم، كالمامباس الأسود والأخضر والكوبرا الباصقة، كما هي الحال في المناطق الريفية والمناطق الفقيرة الأخرى في أميركا اللاتينية وأفريقيا والهند.

وتطرح هذه الثعابين مشكلة حقيقية تتعلق بالصحة العامة، تجاهلها مسؤولو الصحة لفترة طويلة، ولكن هناك أملا في تغير الوضع، وقد يشكل عام 2019 منعطفا في مكافحة الأفاعي والوقاية من لدغاتها في البلدان الضعيفة أو متوسطة الدخل.

إستراتيجية شاملة 
وتم اتخاذ خطوة مهمة عام 2017، عندما سجلت منظمة الصحة العالمية تحت ضغط نحو عشرين دولة ومنظمة -كمنظمتي أطباء بلا حدود والصحة للعمل الدولية- ومبادرة سنيكبايت العالمية، لدغات الثعابين والأفاعي على قائمة الأمراض المهملة.

وفي 21 فبراير/شباط الماضي كشف خبراء منظمة الصحة العالمية عن إستراتيجية شاملة للاستجابة لحالات الإصابة بالسم، تهدف إلى خفض عدد الوفيات والإعاقات إلى النصف بحلول عام 2030، وسيبدأ تطبيقها في مايو/أيار القادم.

وسيتم توفير خمسمئة ألف من مضادات السموم الفعالة لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سنويا بحلول عام 2024، ثم يتم توفير ثلاثة ملايين منها سنويا على مستوى العالم بحلول عام 2030.

كما تنوي منظمة الصحة العالمية إعادة هيكلة سلسلة إنتاج مضادات السموم، ويضم البرنامج أيضا جزءا يتعلق بتوعية السكان، والدور الحاسم الذي يجب أن يلعبه العاملون في مجال الصحة، إذ أوضحت دراسة أجريت أواخر عام 2017 في كينيا أن أغلب المشرفين على المراكز الصحية يفتقرون للتدريب على الرعاية الصحية لضحايا اللدغات السامة.

المصدر : الصحافة الفرنسية