بشرى للعالم.. أبحاث السرطان تتقدم بشكل هائل ومتوسط أعمار المرضى تضاعف

سرطان الثدي
في بداية تسعينيات القرن الماضي اعتُمد شعار "الشريط الوردي" للتعبير عن سرطان الثدي (غيتي)

وفقا لاستطلاع أجراه مركز الأبحاث يوجوف الدولي، ساهم تركيز الرأي العام الدولي على الوصول إلى "علاج السرطان" في إخفاء التقدم الهائل الذي أحرزه الأطباء في إطالة أعمار المرضى المصابين بالسرطان وتحويله إلى مرض يمكن السيطرة عليه على المدى الطويل.

وقال موقع معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة في تقريره إن 28% فقط من الناس يعتبرون السرطان مرضا يمكن السيطرة عليه على المدى الطويل على الرغم من أن الشخص العادي المصاب بالسرطان يعيش في الوقت الراهن أكثر من 10 سنوات.

وبينما يعتقد ربع الأشخاص فقط أن معدلات البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل بعد الإصابة بمرض السرطان تزداد كثيرا يشعر 39% بأنه يمكن علاج السرطان، أي تخفيف الأعراض دون التعرض لخطر الانتكاس.

ويعتقد معهد أبحاث السرطان الذي يتخذ من لندن مقرا له أن التركيز بشكل حصري على علاج مخاطر السرطان يتسبب في تجاهل التقدم الهائل الذي أحرزه الباحثون والذي أتاح للأشخاص المصابين بالمرض في مرحلة متقدمة العيش حياة أطول وفي صحة جيدة.

وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص المصابين بالسرطان في مرحلة متقدمة يعتقدون أنه لا يوجد علاج لمرضهم بعد فإن الباحثين في المعهد يبذلون جهودا حثيثة لتقديم علاجات مستهدفة جديدة يمكن أن تساهم في إطالة معدل حياتهم إلى حد كبير.

علاج
وأشار معهد أبحاث السرطان إلى أنه على الرغم من أن علاج السرطان سيكون دائما الهدف النهائي للمرضى والباحثين فإن الأساليب الجديدة للعلاج تقدم حاليا الأمل في السيطرة على الأمراض المتقدمة حتى على المدى الطويل.

وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط أعمار مرضى السرطان تضاعف تقريبا على مدى عقد من الزمن، حيث حسنت الأدوية الجديدة والعلاجات المختلطة والمناعية السيطرة طويلة المدى على المرض.

وأشار المعهد إلى أن كريسي مورتيمر من ديفون كانت تبلغ من العمر 61 عاما عندما اكتشفت إصابتها بسرطان الدم النخاعي المزمن قبل 10 أعوام.

وعموما، عاشت كريسي بشكل جيد على الرغم من إصابتها بمثل هذا المرض بفضل إيماتينب، وهو أحد أوائل علاجات السرطان.

وفي هذا الصدد، قالت كريسي -التي تبلغ حاليا 71 عاما والتي تمكنت من مواصلة العمل فضلا عن تطوعها لدعم اللاجئين- "أخبروني أنني مصابة بالسرطان، لقد حدث كل ذلك بسرعة، ولم يكن لدي الوقت الكافي لمعرفة ما كان يحدث لي وما الذي يعنيه التشخيص بالنسبة لمستقبلي، ولقد استخدم الأطباء علاجا يستهدف خلايا السرطان، وما زلت أخضع للعلاج نفسه حتى اللحظة". 

10 سنوات
وأضافت كريسي "لم أكن أظن مطلقا أن السرطان هو من الأمراض التي يمكن علاجها، لكن مرت 10 سنوات على اكتشاف إصابتي به، وأنا أعيش بشكل جيد جدا حيث ما زلت أعمل يوما واحدا في الأسبوع، وأكرس الكثير من وقتي لدعم أسرة لاجئة محلية، بالإضافة إلى ممارسة الكثير من اليوغا".

وقالت "أدرك أنني أعيش مع مرض السرطان، لكن ذلك لا يمنعني من أن أعيش حياتي، وما زال هناك الكثير الذي أريد القيام به، وآمل أن يتم اكتشاف وتطوير علاجات جديدة". 

وفي عام 2005 شخصت باربرا ريتشي لاينز من برمنغهام بسرطان الثدي، وبعد مرور ثمانية أعوام على تلقيها العلاج لم تعد تخضع للعلاج النشط ولم يظهر السرطان من جديد، لذلك مكنها العلاج الناجح من الاستمتاع بوقت جيد مع أحفادها.

وفي هذا الصدد، أوضحت باربارا الأثر الذي أحدثه الاختلاف في أبحاث وعلاج السرطان في حياتها، فقالت "عندما شخص الأطباء حالتي لأول مرة قيل لي إنني سأعيش على الأرجح لمدة 12 شهرا فقط، لكنني تمكنت من العيش لمدة 14 سنة أخرى، وأنا ممتنة للغاية لأنني تمكنت من العيش والاستمتاع بالوقت مع أحفادي الجدد".

وأضافت أنه "من المؤكد أن السرطان دائما ما يعود، لكنني سأستمر في عيش حياتي، وآمل أن نستمر في رؤية أدوية وعلاجات جديدة، وبغض النظر عن مدى تطور مرض السرطان سيكون الأطباء جاهزين وقادرين على التغلب على المرض، لذلك يجب ألا يكون السرطان النهاية، بل يمكن أن يكون بداية لحياة جديدة كاملة".

كأس مقدسة
في هذا الإطار، قالت الدكتورة أوليفيا روسانيز -التي ستتولى منصب رئيسة قسم الأحياء في المركز الجديد لاكتشاف أدوية السرطان- إن "علاج السرطان سيكون دائما هو الكأس المقدسة للباحثين والمرضى، ولكن التركيز حصريا على هذا الخطر يحجب التقدم الهائل الذي نحرزه لمكافحة هذا المرض، حيث أضحى مرضى السرطان في مرحلة متقدمة يتكيفون معه".

وأضافت "في معهد أبحاث السرطان يتمثل هدفنا في اكتشاف العديد من العلاجات المضادة لتطور المرض من أجل التغلب على قدرته على مقاومة الأدوية، وكنتيجة لذلك لا يمكننا علاج نسبة أكبر من المرضى فحسب، في المقابل يمكننا منح الآخرين الذين يعانون من المرض فرصة لعيش حياة أطول وأفضل". 

من جهته، أشار الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان بول وركمان إلى أن "التغلب على تحدي تطور السرطان ومقاومة العقاقير هو مفتاح التغلب على هذا المرض، ومن خلال مركزنا الجديد لاكتشاف الأدوية المضادة للسرطان نهدف إلى إيجاد طرق علاج جديدة مضادة لتطوره تسمح لنا بالسيطرة على حالات متقدمة على المدى الطويل، فضلا عن إعطاء نسبة متزايدة من المرضى فرصة للعلاج منه".

المصدر : مواقع إلكترونية