هل من الممكن الحمل بعد سن الأربعين؟ وماذا علي أن أخشى؟

أضحى إنجاب الأطفال في سن متأخرة أمرا شائعا، ويعزى ذلك إلى العديد من الأسباب، ولعل أبرزها الرغبة في بناء مسيرة مهنية ناجحة أو التأخر في الزواج أو مواجهة صعوبة في تحمل عبء مسؤوليته.

ولكن من المهم أن تعرف المرأة التي قررت أن تصبح أما بعد سن الأربعين سلبيات هذا القرار والمشاكل التي من المحتمل أن تواجهها جراء ذلك، وبالمقابل أيضا إيجابياته.

وفي تقريرها الذي نشره موقع "أف بي. ري" الروسي، قالت تياتيا طاسيا إن إنجاب طفل يجلب الكثير من البهجة والسعادة لحياة المرأة، لكن الحمل في هذه المرحلة من العمر ينطوي على الكثير من المخاطر، وبناء على هذا سنناقش الآثار الإيجابية والسلبية للحمل في سن متأخرة.

ونبدأ مع السلبيات:

1- زيادة خطر الإجهاض والعيوب الخلقية لدى الطفل
أظهرت الدراسات أنه كلما تقدم عمر الأم أثناء الحمل فإن فرصة ولادة طفل مصابة بمتلازمة داون تكون أكبر، وتزيد النسبة إذا كان عمر الأب 42 عاما فأكثر.

ومتلازمة داون هي خلل يحدث في الكروموسومات بحيث يكون الشخص حاملا 47 كروموسوما وليس 46 كما هو العدد الطبيعي، والكروموسوم الزائد يحمل الرقم 21.

2- صعوبات الحمل
مع التقدم في السن يصبح احتمال حدوث الحمل أضعف، وعندما يصل عمر المرأة إلى 32 عاما يبدأ احتمال الحمل بالتراجع بشكل كبير جراء مشاكل صحية قد تؤدي إلى تعقيد عملية إخصاب البويضة بنجاح، غير أنه في الوقت الراهن أضحى بالإمكان استخدام وسيلة التبرع بالبويضات، لكن ذلك قد يكلف مبالغ كبيرة.

3- الأمراض المزمنة
ذكرت الكاتبة أنه من بين أهم المشاكل الصحية التي قد تواجه المرأة أثناء الحمل بعد سن 45 هي احتمال الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، لذلك تصل نسبة خطورة الحمل في هذا العمر إلى 50%.

وعموما، ترتبط هذه المشكلة ليس بالعمر فقط وإنما بالتغييرات في الجسم والتي ترتبط بالعمر، بما في ذلك التغييرات الهرمونية، أو مشاكل صحية أخرى قد تزيد احتمال إجهاض الجنين.

4- هشاشة العظام
أكدت الكاتبة أن الحمل المتأخر يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام. ووفقا لإحدى الدراسات، يتضاعف احتمال إصابة النساء اللاتي أنجبن طفلا بعد سن 35 بهذا المرض بمرتين.

وتبعا لذلك، ينبغي على الأمهات إيلاء أهمية خاصة للعظام والحرص على تناول نسبة كبيرة من الكالسيوم أثناء فترة الحمل.

وهشاشة العظام عبارة عن مرض يؤدي إلى ضعف ‫العظام، وهو ما يقود لسهولة انكسارها مع أي مجهود بسيط أو حركة خاطئة، ويرتبط أكثر بالتقدم في العمر.

5- الإصابة بسكري الحمل
وهو أحد أنواع مرض السكري الذي يظهر أثناء الحمل.

ووفقا للجمعية الألمانية للسكري، فإن الإصابة بسكري الحمل قد تؤدي إلى مشاكل تتعلق بالولادة مثل الولادة المبتسرة إذا لم يتم علاجه، كما أن سكري الحمل يرفع خطر الإصابة بالسكري لدى الأم والطفل بعد الولادة على حد سواء.

أما إيجابيات الحمل في سن متأخرة فتشمل:

1- زيادة العمر المتوقع للأم
أفادت الكاتبة بأن النساء اللاتي يلدن طفلا عندما تتجاوز أعمارهن الثلاثين من المحتمل أن يتمتعن بحياة أطول.

ووفقا لدراسة سابقة، فإن من المرجح أن تعيش النساء اللاتي أنجبن آخر طفل لهن بعد سن 29 أكثر من 95 سنة، وفي حال كانت صحة الجهاز التناسلي للمرأة طبيعية بعد سن ثلاثين فقد يساهم ذلك في تباطؤ نسبة شيخوختها.

يشار إلى أنه توجد علاقة مباشرة بين الإنجاب والعمر المتوقع للمرأة، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي أنجبن أكثر من ثلاثة أطفال.

2- تحسين وظائف الدماغ
تشير الدراسات إلى أن الحمل المتأخر يساعد على تحسين صحة المرأة، ولا سيما بعد انقطاع الطمث، وذلك حسب ما توصلت إليه بعض الدراسات المختلفة التي ركزت على دراسة وظائف المخ، فعلى سبيل المثال كشفت الدراسات أن النساء اللاتي أنجبن بعد سن 35 يتمتعن بذاكرة أفضل من غيرهن، ومن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة تأثير هرموني البروجسترون والأستروجين على الدماغ.

3- قدرة أكبر على التربية
أشارت الكاتبة إلى أنه مقارنة بامرأة في سن 20 أو 30 غالبا تكون النساء البالغات من العمر 40 عاما أكثر نضجا، وفي هذه السن تكون المرأة أكثر قدرة على تربية طفلها بشكل جيد، نظرا لأن النساء فوق سن الأربعين يتمتعن بطاقة تحمل كبيرة تساعدهن على تلبية احتياجات أطفالهن.

يذكر أن احتمال الحمل في هذا العمر يصبح أضعف، لذلك يكون قرار حملهن مخططا ومدروسا بشكل جيد.

4- الاستقرار المادي
بحلول سن الأربعين تكون المرأة عادة مستقرة على الصعيد المهني، وبالتالي فهي لن تبحث عن اكتساب الخبرة بعد الوصول إلى هذه المرحلة من العمر ولن تسعى لتغيير وظيفتها.

وفي الواقع، عندما تقرر المرأة في سن الأربعين إنجاب طفل فإنها تعلم أنه سيتاح لها الوقت الكافي للاهتمام بطفلها وممارسة عملها في الوقت نفسه، واستنادا إلى ذلك لن تشعر بالقلق إزاء الطرق التي تمكنها من كسب المال لتلبية احتياجات طفلها.

5- بعد الولادة في سن متأخرة يمكن للمرأة أن تكرس نفسها لرعاية طفلها
أوضحت الكاتبة أنه عندما تتزوج المرأة وتنجب في سن مبكرة يكون من الصعب عليها التخلي عن طموحاتها وأحلامها، حيث ترغب في الاستمتاع بالحياة والسفر ناهيك عن بناء مسيرة مهنية، غير أن طفلها يكون في حاجة إلى ذلك الوقت، ناهيك عن الاهتمام المادي والمعنوي، بينما عندما تصل إلى سن الأربعين عادة ما تكون لديها ذكريات ومغامرات وتجارب رائعة، مما يعني أنها ستكرس كل وقتها لطفلها بكل سرور بعد إنجابه.

ختاما، يشار إلى أنه من المرجح أن تواجه المرأة مشاكل في الحمل في أي مرحلة عمرية، لذلك يرتبط الأمر بالأساس بصحة الأم، وإذا قررت المرأة أن تصبح أما بعد سن الأربعين فإن فرصتها في الحمل الصحي والحصول على طفل سليم لا تزال طبيعية، ولكن من المهم أن تعلم أنه يجب عليها إيلاء أهمية كبيرة لصحتها خلال فترة شبابها.

المصدر : الألمانية + الجزيرة + مواقع إلكترونية