باليوم العالمي للإيدز.. منظمة الصحة العالمية: اختنوا الرجال للوقاية من المرض

38 مليون شخص يعانون من مرض الإيدز copy.jpg
الغرض من اليوم العالمي للإيدز، هو حث الناس بجميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الإيدز والعدوى بفيروسه (دويتشه فيلله)

د. أسامة أبو الرب

يحيي العالم اليوم الأحد "اليوم العالمي للإيدز 2019" -والذي يحتفل به في 1 ديسمبر/كانون أول من كل عام- تحت شعار "المجتمعات المحلية تحدث أثرا"، ونستعرض في هذا التقرير أبرز المعطيات حول المرض، ومنها توصية منظمة الصحة العالمية بختان الولد والرجل للمساعدة في الوقاية من المرض.

والغرض من اليوم العالمي للإيدز، هو حث الناس في جميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الإيدز والعدوى بفيروسه وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتؤكد المنظمة أن هذا اليوم من أبرز الفرص المتاحة للشركاء من القطاعين العام والخاص لإذكاء الوعي بحالة الوباء والتشجيع على إحراز التقدم في الوقاية منه وعلاج مرضاه ورعايتهم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات وقوعه وكذلك في شتى ربوع العالم.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه في 2018‏ بلغ عدد المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري "أتش آي في" (HIV) المسبب للإيدز "متلازمة نقص المناعة المكتسب" 37.9 مليون شخص، وسجلت 1.7 مليون ‎إصابة جديدة بالفيروس، وبلغ عدد الوفيات 770 ألفا.

ومن مجموع 37.9 مليون شخص مصاب بفيروس العوز المناعي البشري في نهاية عام 2018، خضع 79% منهم للاختبار وتلقى 62% منهم العلاج، في حين تخلص 53% منهم من الفيروس دون أن يشكلوا أي خطر على الآخرين.

وقالت المنظمة إن هذا النجاح قد أسهم فيه الآلاف من العاملين الصحيين المجتمعيين وأعضاء شبكات المصابين بفيروس العوز المناعي البشري وشبكات الفئات السكانية الرئيسية (العديد منهم مصابون بفيروس العوز المناعي البشري أو متأثرون بالوباء).

أرقام
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لقي بسبب فيروس العوز المناعي البشري أكثر من 32 مليون شخص حتفهم حتى الآن.

غير أن توسيع نطاق الوصول إلى الوسائل الفعالة للوقاية من الفيروس وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به، أدى إلى جعل العدوى بهذا الفيروس مشكلة صحية مزمنة يمكن السيطرة عليها، مما يتيح للمصابين به حياة طويلة وصحية.

ويهاجم فيروس العوز المناعي البشري النظام المناعي ويضعف الدفاعات البشرية الطبيعية ضد الالتهابات وبعض أنواع السرطان. ويؤدي الفيروس إلى تدمير وتعطيل وظائف الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بالعوز المناعي تدريجيا.

وأضافت المنظمة أنه لأول مرة، شكّل الأفراد من المجموعات السكانية الرئيسية ومن يعاشرونهم جنسيا أكثر من نصف جميع حالات عدوى الفيروس الجديدة (ما يقدر بنحو 54%) في عام 2018. وفي أقاليم أوروبا الشرقية ووسط آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت هذه المجموعات أكثر من 95% من حالات عدوى الفيروس الجديدة.

وتشمل المجموعات السكانية الرئيسية الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حقنا، ونزلاء السجون وسائر الأماكن المغلقة، والعاملين في مجال الجنس وزبائنهم، والمتحولين جنسيا، كما أن هناك طيفا من المجموعات السكانية الأخرى.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد علاج لعدوى فيروس العوز المناعي البشري. ومع ذلك، فإن الأدوية الفعالة المضادة للفيروسات القهقرية يمكنها السيطرة على الفيروس والمساعدة في منع انتقاله إلى أشخاص آخرين.

في نهاية عام 2018، كان 79% من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس على علم بحالتهم. وكان ما يقدر بنحو 23.3 مليونا من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس (62% من جميع هؤلاء الأشخاص) يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، وكان كبت الفيروس وغياب مخاطر انتقاله إلى الآخرين قد تحققا في 53% منهم.

وفي الفترة بين عامي 2000 و2018، تراجعت حالات عدوى الفيروس الجديدة بنسبة 37% وتراجعت الوفيات الناجمة عنه بنسبة 45%، وتسنى إنقاذ 13.6 مليونا من الأرواح بفضل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.

الأعراض
تختلف أعراض الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري حسب مرحلة العدوى.‏ وعلى الرغم من أن الأشخاص المتعايشين مع الفيروس يكونون أكثر قدرة على العدوى في الأشهر القليلة الأولى من ‏إصابتهم، فإن العديد منهم لا يدرك حالته حتى يصل إلى المراحل المتأخرة، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ويمكن إجمال الأعراض -عموما- بالتالي:

1- في الأسابيع القليلة الأولى التي تلي العدوى الأولية، قد لا تظهر أي أعراض على المصاب أو قد تظهر عليه ‏أعراض شبيهة بالأنفلونزا تشمل الحمى أو الصداع أو الطفح الجلدي أو ألم الحلق.‏

2- مع إضعاف العدوى للجهاز المناعي تدريجيا، يمكن أن تظهر على المصاب علامات وأعراض أخرى مثل تورم العقد ‏اللمفاوية وفقدان الوزن والحمى والإسهال والسعال.‏

3- قد تظهر لدى المصاب في حال عدم حصوله على العلاج أمراض وخيمة مثل السل ‏والعدوى الجرثومية الوخيمة والسرطانات مثل الأورام اللمفية.‏

 

وتنصح منظمة الصحة العالمية بعدة أمور للوقاية من الإيدز، منها:

1- استخدام العوازل الذكرية والعوازل الأنثوية.

2- إجراء الاختبار وتقديم المشورة بشأن بفيروس العوز المناعي البشري والأمراض المنقولة جنسيا.

3- الختان الطبي الطوعي للذكور، إذ يحد الختان الطبي للذكور من مخاطر عدوى الفيروس المنقولة إلى الذكور عن طريق العلاقات الجنسية مع الجنس الآخر بنسبة تناهز 60%. وتوصي المنظمة منذ عام 2007 بالختان الطبي الطوعي للذكور بوصفه إستراتيجية وقائية إضافية. وتدعم هذه الإستراتيجية الوقائية الرئيسية 15 بلدا في شرق وجنوب أفريقيا ترتفع فيها معدلات انتشار الفيروس وتنخفض معدلات ختان الذكور.

كما يعد الختان الطبي الطوعي للذكور نهجا جيدا للوصول إلى الرجال والمراهقين الذين لا يسعون في أحيان كثيرة إلى الحصول على خدمات الرعاية الصحية. وفي نهاية عام 2018 كان 23 مليونا من المراهقين والرجال في شرق وجنوب أفريقيا قد حصلوا على حزمة خدمات تشمل الختان الطبي الطوعي واختبار الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري والتوعية بشأن الممارسة المأمونة للجنس واستخدام العازل الطبي.

4- استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لأغراض الوقاية.

5- الحد من الأضرار الواقعة على الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حقنا، عبر اتخاذ احتياطات مضادة لعدوى الفيروس مثلا عن طريق استخدام أدوات معقمة (بما في ذلك الإبر والمحاقن) عند كل حقن، وعدم تبادل أدوات الحقن ومحاليل المخدرات عند تعاطي المخدرات حقنا.

6- التخلص من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، إذ يسمى سريان الفيروس من الأم المصابة بفيروس العوز المناعي البشري إلى طفلها أثناء الحمل أو المخاض أو الولادة أو الرضاعة، الانتقال العمودي أو الانتقال من الأم إلى الطفل. وفي غياب التدخلات في هذه المراحل، قد تتراوح معدلات انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بين %15 و%45. ويمكن الوقاية شبه التامة من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بإعطاء الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية للأم والطفل كليهما في أسرع وقت ممكن أثناء الحمل وفي فترة الرضاعة.

العلاج
يمكن كبت فيروس العوز المناعي البشري باستعمال ثلاثة أو أكثر من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. ولا تشفي مضادات الفيروسات القهقرية من عدوى الفيروس ولكنها تكبت التنسخ الفيروسي في جسم الشخص وتسمح لجهازه المناعي باستعادة قوته وقدرته على محاربة العدوى، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وأوصت المنظمة عام 2016 بإعطاء العلاج المضاد للفيروسات القهقرية طيلة العمر لجميع الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري، بما في ذلك الأطفال والمراهقون والبالغون والنساء الحوامل والمرضعات، وبحلول منتصف عام 2019، كان 182 بلدا قد اعتمدت هذه التوصية بالفعل ما أسفر عن تغطية 99% من جميع الأشخاص المتعايشين مع الفيروس في العالم.

وحدّثت منظمة الصحة العالمية مبادئها التوجيهية بشأن علاج فيروس العوز المناعي البشري في عام 2018 وفي عام 2019، كي تجسد آخر التطورات العلمية. 

وتشمل المبادئ التوجيهية بشأن فيروس العوز المناعي البشري خيارات بديلة جديدة من مضادات الفيروسات القهقرية التي يمكن تحملها على نحو أفضل والتي تتسم بمزيد من النجاعة، وتتدنى معدلات التوقف عن العلاج بها، مقارنة بالأدوية التي كان يوصى بها من قبل.

وتوصي المنظمة باستعمال الأدوية القائمة على الدولوتغرافير أو جرعات صغيرة من الإفافيرنز خطوة أولى للعلاج، والرالتغرافير ودارونافير أو ريتونافير بالمرحلة الثانية من العلاج.

وقد بدأ الانتقال إلى دواء الدولوتغرافير في 82 بلدا من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويتوقع أن يحسّن استمرار العلاج وجودة رعاية المتعايشين مع الفيروس.

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية