ورم أو كتلة في منطقة الرقبة.. هل هو سرطان؟

عندما يلاحظ الشخص ورما في عنقه فقد يشعر بالقلق، وأول ما يتبادر إلى ذهنه عادة هو مرض السرطان، فما الأمور التي تسبب ظهور كتل في منطقة الرقبة؟

هناك العديد من الأسباب غير الخبيثة التي تسبب هذه الكتل؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي العدوى أو كيس (cyst) أو ورم حميد benign tumor (أورام حميدة) إلى تشكل كتلة في الرقبة، وذلك وفقا لتقرير في موقع "ستيب تو هيلث" الأميركي.

وأضاف الموقع أن السبب الرئيسي للكتلة في الرقبة هو تورم العقد اللمفاوية swollen lymph nodes، وهي هياكل مستديرة تشكل جزءا من الجهاز المناعي تتوزّع في جميع أنحاء الجسم؛ فهي تساعد الجسم على التعرف على العدوى ومكافحتها، وتميل إلى الانتفاخ في كثير من الأحيان، لكن هذا الوضع عادة يكون شائعا ومؤقتا.

وأورد الموقع أن تضخم العقد اللمفاوية يمكن أن يحدث لأسباب مختلفة، ومنها:

1- عدوى مثل نزلة البرد أو التهاب الحلق، وهذا شائع جدا، خاصة عند الأطفال.

2- داء كثرة الوحيدات (Mononucleosis) وخراجات الأسنان والتهاب اللوزتين.

3- التهاب العقد اللمفاوية.

4- الأمراض الجهازية مثل فيروس نقص المناعة (الإيدز) والسل.

ويمكن أن تسبب بعض الاضطرابات المناعية تورما في الرقبة، وذلك نتيجة تورم الغدد الليمفاوية، تماما مثل الالتهابات. وأبرز هذه الأمراض التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض يجعل الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تجعل بعض الأدوية العقد اللمفاوية أكبر، وقد يتشكل ورم في الرقبة بسبب كيس (وهو فجوة مملوءة بسائل) أو مشكلة في الغدة اللعابية. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أن ذلك قد يكون أيضا بسبب السرطان. ورغم أنها قد تكون عقدة لمفاوية سرطانية، فإنها قد تكون أيضا ورما من بنية مجاورة قد انتشرت أو حتى نُقيلة من ورم بعيد.

استشارة الطبيب
في حالة ظهور كتلة في رقبتك فمن الضروري أن تزور الطبيب لإجراء الفحوصات الطبية والاختبارات اللازمة التي من شأنها أن تشخص الحالة التي لديك. بالإضافة إلى الاختبارات التكميلية، يمكن أن تساعد عدة علامات على توجيهك في ما يتعلق بطبيعة هذه الكتل.

عادة يكون الورم الناعم والمؤلم مؤشرا على الإصابة بعدوى، لكن هذه الكتل تختفي عادة بعد فترة، وقد يتسبب تضخم العقد اللمفاوية في حساسيتها، أما إذا كانت الكتلة صلبة وغير متحركة وغير مؤلمة؛ فقد تكون ورما.

يمكن أن تُسبب الأورام أيضا أعراضا أخرى مثل فقدان الصوت (بحة في الصوت) أو صعوبة في البلع. وإذا كانت لديك كتلة في عنقك لا تزول وتتسبب أيضا في أي من الأعراض التي ذكرت أعلاه، فاستشر طبيبك في أسرع وقت ممكن.

الاختبارات التشخيصية
بإمكان العديد من الاختبارات التوصّل إلى تشخيص طبي. مع ذلك، إذا كان المريض شابا فمن غير المرجح أن يكون الورم هو السبب. وقد لا تكون هذه الاختبارات ضرورية في العادة إذا كانت هناك علامات تعفن ظاهرة. وبالمثل، يُقيّم المختصون تماسك الكتلة وإذا كانت مؤلمة.

يطلب عادة المختصون من المرضى الخضوع لفحص للدم، فضلا عن تصوير الصدر بالأشعة السينية. عند وجود علامات تحذير أو عوامل خطر الإصابة بالسرطان.

ويمكن إجراء اختبارات أكثر دقة، مثل الخزعة، التي يُستخرج خلالها جزء من الكتلة للفحص. من جهة أخرى، يمكن للأطباء طلب اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، كما أن الموجات فوق الصوتية مفيدة في بعض الأحيان.

لذلك لا ينبغي تجاهل الأسباب التي من شانها أن تؤدي إلى ظهور الكتل على مستوى الرقبة، إذ إن الطبيب وحده قادر على أن يحدد ماهية هذه الكتل وما إذا كانت بحاجة إلى العلاج.

وبغض النظر عن الأعراض الأخرى التي ظهرت لديك، وإن لاحظت ظهور كتل على رقبتك أو وراء أذنك فإن من الأفضل لك زيارة الطبيب فورا.

المصدر : مواقع إلكترونية