أردوغان يعلن الحرب على السجائر الإلكترونية

أردغان يعلن الحرب على السجائر الإلكترونية زاهر البيك – أنقرة قبل أيام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يسمح أبدا لشركات السجائر الإلكترونية بتصنيع منتجاتها في تركيا وحث الأتراك على شرب الشاي بدلا من ذلك. فما هو واقع السجائر الإلكترونية في تركيا، ما بين شعب –يرى البعض- أنه يرغبها ورئيس يكافحها. "خدعوني فقالوا: السيجارة الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين".. بهذه العبارة استهل الشاب التركي بيرول ايشيك حديثه للجزيرة نت، مستطردا وعلامات الندم على وجهه "كان التدخين من أغبى الأشياء التي عملتها في حياتي". ايشيك بدأ التدخين مبكرا وهو في عمر 17 عاما، محاولا تقليد والده كما يقول، وبعد تخرجه من الجامعة، أي بعد عدة سنوات من التدخين قرر ترك الدخان بسبب معاناته منه ولهاثه حين الجري وصعوده اليومي الى شقته في الطابق الرابع. محاولة ايشيك ترك التدخين باءت بالفشل الى أن نصحه أصدقاؤه تدخين السجائر الإلكترونية بذريعة أنها غير ضارة وتساعده على ترك التدخين تماما، فأخذ بتدخينها مستمتعا بنكهاتها المتنوعة التي جذبته حتى أدمن تدخينها على مدى ثلاث سنوات. وبعد أن ساءت حالته الصحية، جرى ادخاله إلى قسم العناية المركزة حيث سحبت من رئتيه أربعة لترات من السوائل، والآن هو بصحة جيدة ويمارس التمارين الرياضية المختلطة والملاكمة ويقوم بالتأمل في بداية ونهاية التمرين، وفق قوله، مضيفا "قد ساعدني هذا فعلا على التركيز، وقد أخرج القيام باللكم والرفس مقدارا مهما من الطاقة العصبية التي تكونت عندي بعد ترك التدخين". احصاءات
أردوغان صرح بمؤتمر لمناهضة التدخين في إسطنبول أنه لن يسمح لشركات السجائر الإلكترونية بالتصنيع (الأناضول)

زاهر البيك-أنقرة

قبل أيام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يسمح أبدا لشركات السجائر الإلكترونية بتصنيع منتجاتها في تركيا وحث الأتراك على شرب الشاي بدلا من ذلك. فما هو واقع السجائر الإلكترونية في تركيا، ما بين شعب يرى بعضه أنه يرغبها ورئيس يكافحها؟

"خدعوني فقالوا: السيجارة الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين".. بهذه العبارة استهل الشاب بيرول إيشيك حديثه للجزيرة نت، مستطردا وعلامات الندم على وجهه "كان التدخين من أغبى الأشياء التي عملتها في حياتي".

بدأ التدخين في عمر 17 عاما، محاولا تقليد والده كما يقول، وبعد تخرجه من الجامعة، أي بعد عدة سنوات من التدخين قرر ترك الدخان بسبب معاناته منه ولهاثه حين الجري وصعوده اليومي إلى شقته في الطابق الرابع. 

محاولة ايشيك ترك التدخين باءت بالفشل إلى أن نصحه أصدقاؤه بتدخين السجائر الإلكترونية بذريعة أنها غير ضارة وتساعده على ترك التدخين تماما، فأخذ بتدخينها مستمتعا بنكهاتها المتنوعة التي جذبته حتى أدمن تدخينها على مدى ثلاث سنوات.

وبعد أن ساءت حالته الصحية، جرى إدخاله قسم العناية المركزة حيث سحبت من رئتيه أربعة لترات سوائل، والآن هو بصحة جيدة ويمارس التمارين الرياضية المختلطة والملاكمة ويقوم بالتأمل بداية ونهاية التمرين، وفق قوله، مضيفا "قد ساعدني هذا فعلا على التركيز، وقد أخرج القيام باللكم والرفس مقدارا مهما من الطاقة العصبية التي تكونت عندي بعد ترك التدخين".

إحصاءات
بحسب تقارير وزارة الصحة فإنه منذ إقرار قانون منع التدخين بالأماكن العامة والمغلقة عام 2009، أقلع 141 ألف مواطن عن التدخين، وقل استهلاك السجائر بمعدل 13 مليار سيجارة مقارنة بالفترة التي سبقت قرارات المنع.

ووفقا لإحصائيات مركز الإحصاء، فإن نسبة المدخنين لسنة 2016 لمن فوق 15 سنة بلغت %26.5، ونسبتهم من الذكور في نفس العام للفئة العمرية 35-45 سنة49.8% في حين بلغت نسبة المدخنات لنفس الفئة العمرية 19.9%. 

أما استهلاك السجائر الإلكترونية، فقد بلغت نسبة المستهلكين لها من النسبة العامة للمدخنين عام 2010 حوالي 16% من المدخنين، وقد زادت إلى حوالي 28.7% بحلول 2016. وهذا دليل على زيادة استهلاك السجائر الإلكترونية ومحاولة العديد من فئة المدخنين الاستعاضة بها عن السجائر التقليدية، وفق مختصين.

ومع أن التدخين غير محظور قانونا فإن شراء أو توزيع السجائر الإلكترونية يعد مخالفا للقانون، ومع ذلك يشتري كثيرون السجائر الإلكترونية من موزعيها عبر الإنترنت.

إجراءات الدولة
كان أردوغان قد صرح بأنه لن يسمح لشركات السجائر الإلكترونية بتصنيع منتجاتها في تركيا، وحث مواطنيه على شرب الشاي بدلا من ذلك.

وقال في مؤتمر لمناهضة التدخين في إسطنبول الأحد الماضي "طلبوا منا مكانا وتصريحا لإنتاج السجائر الإلكترونية فلم نمنحهم ولن نفعل".

يقول طه عودة أوغلو المحلل السياسي المقرب من الحكومة أن الرئيس معروف بكرهه للسجائر ومكافحته للتدخين حتى أن منظمة الصحة العالمية منحته الجائزة العالمية لمكافحة التدخين عام 2010 تقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها للتقليل بشكل ملحوظ من أعداد المدخنين عبر حملات وطنية في مقدمتها التطبيق الحازم لحظر التدخين بالمناطق العامة المغلقة، وهو ما رفع تركيا لقائمة البلدان الرائدة بمكافحة التدخين عالميا.

وقال أوغلو للجزيرة نت "اتخذت الحكومة الحالية إجراءات إضافية للتقليل من التدخين من بينها حظر السجائر الالكترونية ورفع أسعار منتجات التبغ وحظر التسويق لها عبر وسائل الإعلام وتنظيم حملات توعية وجوائز تحفيزية للمقلعين".

ولفت إلى أن الحكومة تطرح المشكلة والحل في آن واحد، فالدولة مثلا تتكفل بعلاج المرضى الذين يقررون الإقلاع عن التدخين سواء كانوا يملكون تأمينا صحيا أم لا، كما تتكفل وزارة الصحة بتوزيع المرضى على الهيئات الصحية حيث يجهز المرضى بمادة دوائية مجانية تكون بديلا عن النيكوتين.

حالات مرضية
باسل ترزي الطبيب بمستشفى هاجيتبه الحكومي بالعاصمة أنقرة أكد أنه في السنوات الخمس الماضية أُنجز 570 بحثا علميا عن مستخدمي السجائر الإلكترونية بالدول الغربية والولايات المتحدة. وقد أثبتت تسبب الدخان المنبعث من السجائر الإلكترونية بالتهابات القصبة الهوائية والحويصلات الهوائية والغشاء المبطن لخلايا الأنف والبلعوم والجهاز التنفسي العلوي.

كما تساهم السجائر الإلكترونية في زيادة مخاطر الإصابة بالربو بين الفئات العمرية الصغيرة والأطفال، كما تتسبب الحرارة المنبعثة باحتقان البلعوم وخلايا الفم واللسان بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على اللثة والأسنان. 

ولفت الطبيب إلى أن احتوائها على النيكوتين يساهم بصورة كبيرة في زيادة الإدمان، ويصيب المستهلكين في حال الابتعاد عنها بحالات نقص النيكوتين المتمثلة بأوجاع الرأس والغثيان والضعف العام. 

أما مساهمتها في الإصابة بسرطان الرئة والجهاز التنفسي، فقال للجزيرة نت "سُجّل العديد من حالات السرطان الفموي والتنفسي لكن لم يثبت بصورة مباشرة أن المسبب الرئيسي لها هو السجائر الإلكترونية، وهذا يعود لحداثة استخدامها وصعوبة تشخيص السرطانات على المدى القريب".

وأرجع ترزي سبب الإقبال عليها لسهولة شرائها عبر التجارة الإلكترونية، وتوفر العديد من أنوعها بأسعار زهيدة. 

المصدر : الجزيرة + رويترز