الهبوط المفاجئ في الدخل قد يعرضك لأمراض القلب

Said سعيد - الاضطرابات القاسية في الدخل الشهري والسنوي قد تؤدي إلى رفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية - دراسة: الهبوط المفاجئ في الدَخل يعرضك لأمراض القلب

شادي عبد الحافظ

أشارت دراسة جديدة نُشرت قبل أيّام عدة في دورية "سيركيوليشن" التابعة للجمعية الأميركية للقلب، إلى أن الاضطرابات القاسية في الدخل الشهري والسنوي قد تؤدي إلى رفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وربما الوفاة بسبب ذلك.

جاءت الدراسة، التي قام بها باحثون من جامعة ميامي، لتحاول تقصّي تأثير الاضطرابات في الدخل الشخصي على صحة الجسم لفئة عمرية محددة، وهي الشباب في سن صغيرة بين 23 و35 سنة.

وأجرى الباحثون تجاربهم على 3937 فردا من أربع مدن أميركية مختلفة، وربطوا بين نسب الإصابة بأمراض الشريان التاجي خلال الفترة من 1990 إلى 2015، وبين التذبذب في الدخول السنوية لأفراد هذه العينة.

وجاءت النتائج الخاصة بالدراسة لتقول إن سقطتين أو أكثر في دخل الشاب من هذه الفئة العمرية تعرضه بنسبة كبرى من الضعف للإصابة بالسكتات الدماغية أو الذبحة الصدرية أو الفشل القلبي أو الموت بسبب تلك المشكلات الصحية، خلال 15 سنة فقط بعد أول ضربة قاسية للدخل الشخصي.

تأتي الدراسة في وقت يتصاعد فيه بتاريخ العالم التفاوت بين طبقات المجتمعات بصورة هي الأكثر قسوة منذ العام 1980، وتنتشر الاضطرابات الاقتصادية في الكثير من الدول بسبب الاضطراب السياسي العالمي عامة، والاضطراب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خاصة.

وتتفق نتائج تلك الدراسة مع أخرى سابقة لها نُشرت مطلع العام الفائت من جامعة كاليفورنيا، حيث حاول الباحثون رصد العلاقة بين حالة الركود الاقتصادي التي ضربت الولايات المتحدة في الفترة بين 2008 إلى 2010 وارتفاع نسب الإصابة بضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني.

ووجدت تلك الدراسة، التي خضع لها 4600 شخص، أن نسب الإصابة بهذه الأمراض قد ارتفعت بصورة واضحة خلال فترة الركود الاقتصادي، لكن الدراسة الأخيرة ركّزت بشكل أكبر على الفئة العمرية الأكبر من 45 عاما.

وتقدم تلك النتائج، من الدراستين، دليلا قويًا على أن الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها الشعوب ذات تأثير واضح على الصحة العامة، لكن سببه غير مفهوم بعد ويحتاج للمزيد من البحث.

ولهذا يأمل الباحثون أن تقدم تلك الدراسات يد العون للمسؤولين عن الصحة العامة، وفي أروقة الإدارات السياسية كذلك، من أجل تقييم، أو تجنب، تلك المشكلات الصحية المتوقعة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية