رفع الأثقال يفيد قلبك

تتجاوز فوائد ممارسة تمارين رفع الأثقال مجرد بناء العضلات، إذ إنها تقلل أيضا من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

فقد توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن ما يعادل ساعة أو أقل من تمارين رفع الأثقال أسبوعيا، قد تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

واكتشف العلماء -من خلال تقييم ما يقرب من 12600 بالغ على امتداد أكثر من عقد من الزمن- أن ممارسة القليل من تمارين القوة أسبوعيا ترتبط بالتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 40% و70%. في المقابل، لم يقلل الإفراط في ممارسة تمارين رفع الأثقال من هذه المخاطر.

وقد أفاد الدكتور ألون جيتيج اختصاصي القلب في مستشفى ماونت سيناي في يونكيرس بنيويورك، بأن تمارين القوة لا تساعد على الحصول على جسم جميل على الشاطئ فحسب بل لها فوائد صحية واضحة، وذلك وفقا لتقرير في موقع "هيلث 24".

فوائد
وقال جيتيج -الذي لم يشارك في الدراسة- إن تمارين القوة تؤثر بشكل مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية، ورفع الأثقال يحفز تقلص العضلات ليساعد على تقويتها وبنائها، وكذلك تمارين القوى الأخرى مثل تمارين الضغط والمعدة والاندفاع.

وأوضح مؤلف الدراسة داك تشول لي -وهو أستاذ مشارك في علم حركة الإنسان في جامعة أيوا- أن رفع الأثقال كان حكرا على الرياضيين سابقا، وهو ما يفسر قلة الدلائل على فوائده الصحية، وخاصة على القلب.

وأضاف أن الناس على علم بفوائد الجري على نظام القلب والأوعية الدموية، لكن فوائد رفع الأثقال على القلب لم تتم دراستها في السابق.

وفي بحث آخر، وجد لي وزملاؤه أن ما يعادل أقل من ساعة من رفع الأثقال أسبوعيا قد تقلل أيضا من خطر ارتفاع نسبة الكولسترول والمتلازمة الأيضية، وهي أعراض مرتبطة بمرض السكري؛ وقد نُشرت هذه التقارير في مجلة "مايو كلينيك بروسيدينغز".

تمارين القوة
ومن أجل دراسة القلب والسكتة الدماغية، تابع الباحثون حوالي 12600 مشارك متوسط أعمارهم 47 سنة خضعوا لفحصيْن سريريْن على الأقل بين سنتي 1987 و2006، إذ تكفل المشاركون بمراقبة مستويات تمارين القوة التي بلغوها، ثم اهتم الباحثون بإجراء فحوص لمتابعة التغييرات بعد مرور خمس سنوات أو عشر.

وأشارت النتائج إلى أن فوائد تمارين القوة على القلب وخطر السكتة الدماغية لا تشمل التمارين الهوائية مثل المشي أو الجري.

كما كشفت الدراسة من خلال مقارنة ما تم التوصل إليه بنتائج المشاركين الذين لم يمارسوا تمرينات القوة، أن المشاركين الذين مارسوا التمارين من مرة إلى ثلاث مرات أسبوعيا ولمدة 59 دقيقة، قد قلت نسبة الخطر لديهم بمقدار 70%.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تثبت قدرة رفع الأثقال على منع الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، فإن وجود ارتباط حقيقي بين الأمرين وارد جدا.

وذكر لي أنه "على الرغم من عدم فقدان الوزن بفضل تمارين القوة، فإن هذه الأخيرة مفيدة للقلب بالفعل. وفي حين يعتقد الناس أن فوائد ممارسة الرياضة لا تظهر إلا من خلال فقدان الوزن، فإن الحقيقة ليست كذلك".

في المقابل، أعرب جيتيج عن ضرورة توخي الحذر بشأن هذه النتائج، لأن الفوائد تظهر بمستويات أعلى بكثير مما نتوقعه من تدريب القوة.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ جيتيج أن معظم المشاركين كانوا من الذكور البيض الذين جاؤوا طواعية إلى المركز، مما دفعه للتساؤل عما "إذا كانت بعض الصفات البشرية تجعل هؤلاء الناس في صحة جيدة منذ البداية"، كما أوضح أنه لم يتفاجأ من اكتشاف الفوائد المرتبطة برفع الأثقال.

التأقلم مع التمارين
ويتفق كل من جيتيج ولي على أن اختيار روتين لرفع الأثقال يجب أن يكون آمنا لأي شخص يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الكلى. مع ذلك، يجب استشارة الطبيب أولا.

وأضاف جيتيج -وهو أيضا أستاذ مساعد في مدرسة إيكان للطب في ماونت سيناي بنيويورك- أنه ينصح مرضاه بفائدة هذا البحث الذي يقترح أن تمرين القوة تدريب جيد بشكل عام وله فوائد أكثر مما كنا نعتقد سابقا.

بينما اقترح لي أن عدم امتلاكك الأثقال ليس بمشكلة، حيث يمكن استبدالها بحقائب التسوق الثقيلة مما يوفر الفوائد ذاتها.

المصدر : مواقع إلكترونية