هل تسمح لطفلك بشرب الكافيين؟

الكافيين قد يُصيب الطفل بفرط النشاط؛ لذا ينبغي على الوالدين عدم تقديم القهوة ومشروبات الطاقة للطفل، مع الإقلال من الكولا. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها. ) عدسة: dpa
الكولا تحتوي على الكافيين (الألمانية)
في خضم التركيز على مخاطر استخدام السجائر الإلكترونية واستهلاك القنب الهندي والأفيون نغفل في أغلب الأحيان عن تسليط الضوء على تأثيرات استهلاك الكافيين على الأطفال والمراهقين.

ويستهلك نحو 75% من الأطفال والمراهقين الكافيين بشكل منتظم، وغالبا ما تكون الجرعات المسموح بها نحو 25 مليغراما في اليوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والحادية عشرة، و50 مليغراما في اليوم بالنسبة للمراهقين.

ووفقا لدراسة طبية حديثة نشرت في مجلة الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، فإن كمية الكافيين الموجودة في بعض المنتجات الشائعة هي كالتالي:

الصودا (12 أوقية) نحو أربعين مليغراما، القهوة (8 أوقيات) نحو مئة مليغرام، الشاي (8 أوقيات) نحو 48 مليغراما، مشروبات الطاقة (12 أوقية) نحو 150 مليغراما.

وقد تكون الكمية الفعلية الموجودة في المشروبات التي يتم شراؤها أكثر من ذلك، وذلك وفقا لمقال لاختصاصي علم نفس الطفل ديفد ريتوي، ونشر في مجلة "سيكولوجي توداي".

سلوك
وباعتبار الكافيين مادة منبهة فإنه قد يزيد الإثارة واليقظة والسلوك الحركي لدى الشباب.

وعلى الرغم من أن بعض الدراسات كشفت عن بعض الجوانب الإيجابية في عدد من الاختبارات الإدراكية التي أجريت للأطفال عند تناول جرعات معتدلة من الكافيين فإنها تبدو جلية أكثر بالنسبة للأطفال الذين يتناولون كميات قليلة منه في الأساس.

ولكن استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين لا يخلو من بعض الجوانب السلبية، من بينها تأثيره على نمط النوم، والتقليل من الشعور بالنعاس والإرهاق، مما يحفز الجسم على تناول المزيد من الكافيين خلال اليوم لتعويض ساعات النوم القليلة خلال الليل.

وقد يكون للكافيين تأثير سلبي غير مباشر يتمثل في أن المضاف منه إلى المشروبات التي تحتوي على كمية من السكريات قد يزيد استهلاك الأطعمة السكرية الأخرى حتى لو لم تكن تحتوي على مادة الكافيين.

والإفراط في استهلاك الكافيين بمعدل أعلى من أربعمئة مليغرام في اليوم بالنسبة للمراهقين ونحو مئة مليغرام في اليوم بالنسبة للأطفال يزيد المخاطر الصحية، مثل عدم انتظام ضربات القلب والانفعال وارتفاع ضغط الدم والقلق، كما أنه يعد سببا في بعض حالات الوفاة المفاجئة على الرغم من أن هذا الأمر نادر الحدوث.

كما أظهرت بعض الدراسات تأثير استهلاك الكافيين على الجسم على المدى الطويل، حيث ربطت زيادة استهلاك هذه المادة بظهور مشاكل سلوكية في المستقبل، مثل الغضب والعدوان والسلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر واستخدام المواد المخدرة.

مشروبات الطاقة
وقد أثبتت بعض الدراسات أن مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكثير من الكافيين تمثل مشكلة في حد ذاتها، وقد يكون المراهقون المعرضون بالفعل لهذا النوع من المشاكل السلوكية هم الذين قد يسعون إلى تناول كميات كبيرة من الكافيين.

وفي الختام فإن الكافيين يعتبر آمنا بشكل عام عند تناوله بكميات قليلة أو معتدلة، في حين أن استهلاك كميات كبيرة منه يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل الصحية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين.

ومن الضروري أن يكون الآباء أكثر يقظة لمراقبة استهلاك أطفالهم للكافيين، ناهيك عن الوقت الذي يتناولون فيه المشروبات التي تحتوي على هذه المادة خلال اليوم.

المصدر : مواقع إلكترونية