مليار شخص ضحايا المخدرات عالميا

midan - مخدرات
المخدرات تكلف البشرية خسارة كبيرة في الأرواح تتجاوز ما خلفته الحربان العالميتان من ضحايا (غيتي)

يحتفل العالم اليوم الثلاثاء باليوم العالمي لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها تحت شعار "الإصغاء إلى الأطفال والشباب هو الخطوة الأولى لمساعدتهم على نمو صحي وآمن"، وسط أمل بأن تتضافر جهود الأسرة الدولية في الحد من انتشار تعاطي هذه الآفة التي اجتاحت مجتمعات كثيرة، وأدخلت فئات مجتمعية كبيرة في دوامة الإدمان والضياع.

ويهدف هذا الاحتفال العالمي، الذي يدعمه كل عام الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم، إلى زيادة الوعي بالمشكلة الرئيسية التي تمثلها المخدرات، وإلى قامة مجتمع دولي خال من استخدام هذه الآفة، لا سيما أن تعاطيها أصبح من أكبر المشاكل التي تهدد المجتمعات.

ووفقا لبعض الدراسات تكلف المخدرات البشرية خسارة كبيرة في الأرواح تتجاوز ما خلفته الحربان العالميتان من ضحايا.

ومما يزيد من أهمية هذا الاحتفال تزايد عدد المدمنين كل عام مع زيادة أنواع المخدرات بمختلف أشكالها، حيث لم تعد مشكلة الادمان شأنا محليا فقط، بل باتت تشكل تهديدا حقيقيا وجديا لكافة المجتمعات بلا استثناء.

كما امتدت تأثيرات هذه السموم لتهدد الاستقرار العالمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع المجتمعات مما استوجب تكاتف جميع الهيئات الدولية والمنظمات العالمية لإيجاد حلول لاستئصال هذا الخطر الداهم.

وتم تخصيص هذا اليوم من شهر يونيو/حزيران من كل عام لتوعية المجتمعات بالإدمان وأضراره، وكيفية التعرف على أعراضه والعلامات التي تظهر على المتعاطي، والتبصير بما يجب اتباعه لتفادي الوقوع في هذا الخطر الكبير، وكيفية الوقاية من انتشاره عن طريق التنشئة الاجتماعية السليمة، وتلبية احتياجات الشباب في وقت مبكر.

وأشارت التقارير الدولية الحديثة إلى أن حجم التجارة العالمية في المخدرات والعقاقير الممنوعة تجاوز 800 مليار دولار سنويا، وهو ما يزيد على مجموع ميزانيات عشرات الدول النامية والفقيرة، وهذا الرقم هو ما تم رصده عمليا وهو ما لا يزيد عن ثلث الحجم الفعلي لهذه السوق الممنوعة، فضلا عن تجارة الخمور الاعتيادية التي لا يتم تصنيفها دوليا تبعا للمخدرات الممنوع تداولها مثل الحشيش والأفيون.

وتشير تقارير المؤسسات الصحية العالمية إلى وقوع أكثر من مليار إنسان في تعاطي المخدرات وإدمانها. ويمثل الشباب النسبة الغالبة من ضحايا تعاطي هذه الآفة مما يكلف الدول ما يزيد عن 150 مليون دولار سنويا في برامج علاج الإدمان والتوعية بخطورتها.

من تأثيرات المخدرات فقدان الشهية والضعف وقلة النشاط ونقص المناعة، إضافة الى تشنجات وصعوبة في لفظ الحروف وأيضا حدوث اضطرابات كالتهابات الجهاز التنفسي وتلف الكبد وتضخمه، وتعطيل الجهاز الهضمي، وحدوث التهابات في خلايا الدماغ العصبية والتأثير على الذاكرة والحواس الأخرى

العقل والجسد
والمخدرات مواد تؤثر على العقل والجسد البشري بشكل سلبي، فهي مواد مذهبة للعقل تجعل من يتناولها في حالة من اللاوعي وعدم الإدراك، وتجعل الشخص عرضة للهلوسة.

وتقسم المخدرات إلى نوعين: الأول مصدره طبيعي كالحشيش، والأفيون، والتبغ، والفطور المهلوسة، والثاني غير الطبيعي يتم إنتاجه بشكل مصنع من النباتات، كالهيروين، والكوكايين وغيرها.

وتحتوي المخدرات على مكونات طبيعية وعناصر كيميائية ومواد مهلوسة، تؤدي إلى الإدمان من خلال تأثيرها على وظائف الجسم وعلى الجهاز العصبي، مثل مركبات المورفين إضافة إلى الماريغوانا، ونبات الخشخاش، والتبغ، والقنب، وتأتي على أشكال كثيرة، مثل الحبوب، والحقن، والبودرة، والطوابع، والمعجون.

وتعمل على تشنج وتعطيل قدرة الخلايا العصبية على القيام بوظيفتها لفترة معينة من الزمن، وإذا زادت نسبة الجرعة التي يتم تناولها عن حدها الذي يستطيع الجسم مقاومته فإن ذلك يؤدي إلى موت فوري.

وهناك آثار سلبية عديدة للمخدرات على كافة جوانب الحياة وعلى صحة الشخص الذي يتعاطها، ومن هذه التأثيرات حدوث العديد من الأعراض كفقدان الشهية والضعف وقلة النشاط ونقص المناعة، إضافة الى تشنجات وصعوبة في لفظ الحروف وأيضا حدوث اضطرابات كالتهابات الجهاز التنفسي وتلف الكبد وتضخمه، وتعطيل الجهاز الهضمي، وحدوث التهابات في خلايا الدماغ العصبية والتأثير على الذاكرة والحواس الأخرى.

كما يحدث تعاطي هذه السموم اضطرابا في ضربات القلب ويتسبب في عدم انتظامها، كما يؤثر على مشاعر المدمن، حيث إنه يتسبب في تقلب المزاج، ويجعل الفرد منطويا ومنعزلا ويدخل في حالة من الكآبة والحزن والعصبية مما يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية.

المصدر : وكالة الأنباء القطرية (قنا)