مخاوف تفشي إيبولا بالكونغو بعد هروب مصابين

A slide is pictured during a briefing for World Health Assembly (WHA) delegates on the Ebola outbreak response in Democratic Republic of the Congo at the United Nations in Geneva, Switzerland, May 23, 2018. REUTERS/Denis Balibouse
التفشيات السابقة لفيروس إيبولا في الكونغو الديمقراطية منذ عام 1976 (رويترز)

يحرص مسؤولو الصحة في الكونغو الديمقراطية على احتواء تفشي وباء إيبولا القاتل -الذي انتشر بالفعل في منطقة حضرية- قبل أن يزداد الوضع سوءا، لكن السيطرة على الفيروس ربما أصبحت أكثر صعوبة.

وقد أعلنت بعثة "أطباء بلا حدود" في مدينة مبانداكا الكونغولية أن ثلاثة مرضى بفيروس إيبولا قد غادروا الحجر الصحي في المستشفى واندمجوا بعامة السكان.

ووفقا لمنظمة الإغاثة غادر أحد المرضى يوم الأحد قبل وقت قصير من تسريحه، ولا يزال حيا، والاثنان الآخران غادرا يوم الاثنين ليلا، حيث توفي أحدهما خارج الحجر الصحي والآخر أعيد إلى المستشفى ومات فيه.

ويأتي الآن التحدي المتمثل في تحديد الناس الذين قد يكون المرضى احتكوا بهم بمجرد خروجهم من المستشفى، في المدينة التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة.

وكان هناك 58 حالة مؤكدة ومحتملة ومشتبه فيها من الإيبولا، و27 حالة وفاة، وذلك حتى يوم الثلاثاء الماضي. ويمكن أن يزيد هذا العدد بشكل كبير إذا انتشر المرض على نطاق واسع في مدينة كبيرة.

كما أن معرفة من تعرض للإصابة بالفيروس أمر حيوي أيضا لفعالية لقاح إيبولا الجديد الذين تم نشره في الكونغو. ويعتمد الاستخدام الملائم للقاح على تحديد هوية كل شخص قد يكون احتك بفرد مصاب، ثم الانتقال إلى الخارج فيما يسميه الخبراء "حلقات" من الأشخاص تتضمن احتكاكات بالاحتكاكات.

انعدام الثقة بين المرضى والأطباء غالبا ما يكون السبب في أن مرضى إيبولا سيحاولون التملص من العلاج، وهو ما يمكن أن يكون مرعبا عندما يقتضي الأمر عزلهم عن عائلاتهم

والفكرة هي أن يتم تحصين أولئك الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس بسرعة قبل أن يصبحوا مصابين وينشروه بأنفسهم. وحتى هذا الأسبوع ذكرت منظمة الصحة العالمية أن 628 من حالات الاحتكاك هذه قد تم تسجيلها في الكونغو.

يشار إلى أنه عندما ضرب إيبولا غرب أفريقيا عام 2014، كان من العقبات التي أعاقت الاستجابة الطبية عدم الثقة بين المجتمعات المتعاملة مع تفشي المرض والممارسات الدينية، مثل غسل جثث الموتى، مما أدى إلى انتشار المرض المعدي الذي ينتقل عبر السوائل الجسدية. وقد ساعد التواصل المجتمعي مع الزعماء الدينيين بشكل خاص على التعريف بمقتضيات السلامة المناسبة.

غير أن انعدام الثقة بين المرضى والأطباء غالبا ما يكون السبب في أن مرضى إيبولا سيحاولون التملص من العلاج، وهو ما يمكن أن يكون مرعبا عندما يقتضي الأمر عزلهم عن عائلاتهم ويكون التعامل فقط مع المهنيين الطبيين الذين يرتدون البزات الواقية.

المصدر : واشنطن بوست