تشكيك بفعالية فحص "مضاد البروستات المحدد" بتقليل وفيات السرطان

شكل 20: تصنيف كليسون لسرطان البروستات، من كتاب " حقائق عن السرطان" للدكتورة مي الأرناؤوط، والصادر عن منظمة المجتمع العلمي العربي بالتعاون مع دار الربان للنشر.
تصنيف كليسون لسرطان البروستات (من كتاب حقائق عن السرطان والصادر عن منظمة المجتمع العلمي العربي)

شككت دراسة حديثة في جدوى فحص "مضاد البروستات المحدد" في تقليل الوفيات نتيجة الإصابة بسرطان البروستات، ودعا الباحثون إلى إيجاد فحوص أكثر فاعلية للكشف المبكر عن سرطان البروستات.

ومولت الدراسة مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، ونشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية.

وفي فحص مضاد البروستات المحدد "Prostate specific antigen PSA"، تؤخذ عينة من دم الشخص وتقاس هذه المادة التي تفرز طبيعيا من البروستات وتوجد بتركيز منخفض في الدم، لكنها ترتفع في حالات معينة مثل سرطان البروستات والتهاب البروستات وتضخم البروستات.

ويعتبر تركيز مضاد البروستات المحدد طبيعيا إذا كان يعادل أو أقل من 4 نانوغرامات لكل ملليتر، أما إذا تجاوز ذلك فإن الطبيب يأخذ خزعة من أنسجة البروستات ويفحصها للتأكد من وجود أو عدم وجود نمو سرطاني.

وشملت الدراسة أربعمئة ألف رجل في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 50-69، وقارنت بين 189386 رجل أجري لهم فحص مضاد البروستات المحدد لمرة واحدة مع 219439 لم يخضعوا للفحص.

وبعد 10 سنوات من المتابعة ظهر سرطان البروستات لدى 4.3%% من المجموعة الأولى، و3.6% من المجموعة الثانية. لكن كان لدى المجموعتين النسبة نفسها من الوفاة بسرطان البروستات، وهي نسبة 0.29%.

ويأتي التركيز على نسبة الموت لأن سرطان البروستات يختلف من حالة لأخرى، ففي بعض الحالات يكون السرطان شرسا ويتطور بسرعة وينتشر، وفي حالات أخرى يتطور ببطء ولا يظهر أعراضا وقد يعيش المصاب دون الحاجة لعلاج.

والنقطة المهمة هي تحديد نوع سرطان البروستات لاختيار العلاجات الملائمة، وتحديد ما إذا كان من الأفضل ترك الورم دون تدخل إذا كان محصورا ولا يتطور أو ينتشر أو له أعراض.

وهذه الدراسة تشير إلى ضرورة البحث عن طرق أخرى لتشخيص سرطان البروستات مبكرا، وتحديد نوعه ومدى شراسته، وذلك لتوجيه العلاج الملائم للشخص، وعدم تعريضه لعلاج غير ضروري إذا لم يكن بحاجة له.

المصدر : تلغراف