كيف تتغلب على حساسية الربيع؟

يعاني الكثيرون من تهيج العين والأنف والجلد في الربيع بسبب انتشار حبوب اللقاح والأتربة في الهواء، وتسبب تلك الحالة إزعاجا للكثيرين وشعورا بعدم الراحة والإصابة بالصداع والإرهاق. فما سبب تلك الحساسية؟ وما رأي الخبراء فيها؟

وينتج هذا النوع من الحساسية كرد فعل مقاوم من الجسم، خاصة الجهاز المناعي، لمحاربة المواد التي لا يتعرف عليها مثل الأتربة وحبوب اللقاح المنتشرة في الهواء؛ إذ تنتجها الأشجار والأعشاب المختلفة في فصل الربيع لعمليّة التلقيح، وتنتقل تلك المواد للجسم عن طريق اللمس أو التنفس، مما يسبب أعراضا غير مريحة لكثيرين.

ويوضح الخبراء في موقع "ويب ميد" المعني بالشؤون الصحية أن الأعراض الأكثر انتشارا بين مرضى الحساسية في فصل الربيع تتنوع بين التهاب في العين وشعور بالتهيج مع الخروج إلى الهواء الطلق، بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في حك الأنف وتهيج البلعوم واحتقان الحلق والأنف والعطاس، فضلا عن احمرار الجلد والطفح الجلدي والرغبة في الحكة.

والسبب العلمي هو أن البكتيريا تقوم بتحفيز الجهاز المناعي على إفراز مواد كيميائية في الجسم تسمى الهيستامين، ومن خلاله تظهر أعراض حساسية الربيع.

ويقول جيمز سوبليت رئيس لجنة البيئة الداخلية للحساسية والربو والمناعة بأميركا إن ثلثي الأشخاص المصابين بأي نوع من الحساسية لديهم حساسية على مدار السنة لأشياء مثل الغبار أو العفن أو الحيوانات الأليفة.

ويفترض البعض أن لديهم حساسية من القطط، على سبيل المثال، لكن الاختبار قد يكشف أنه في الواقع شيء آخر، كما يعاني كثيرون من ردود فعل متأخرة لمسببات الحساسية، مما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة، فربما يتعرض الشخص لأحد مسببات الحساسية لكن الأعراض لا تظهر عليه إلا بعد مرور وقت طويل قد يصل إلى ست ساعات.

‪ثلثا الأشخاص المصابين بأي نوع من الحساسية لديهم حساسية على مدار السنة لأشياء مثل الغبار أو العفن أو الحيوانات الأليفة‬ (دويتشه فيلله)
‪ثلثا الأشخاص المصابين بأي نوع من الحساسية لديهم حساسية على مدار السنة لأشياء مثل الغبار أو العفن أو الحيوانات الأليفة‬ (دويتشه فيلله)

المزاج

وربما يربط البعض سوء الحالة المزاجية بتغير فصول السنة أو الإصابة بالحساسية، فعلى حسب ما أوضحه بول مارشال اختصاصي علم النفس العصبي بمركز هينيبين كاونتي الطبي في مينيابوليس، فإن بعض الدراسات أظهرت أن هناك زيادة بنسبة 50٪ في خطر الإصابة بالاكتئاب لدى من يعانون من الحساسية.

وتظهر عادة تغيرات المزاج المرتبطة بالحساسية بصورة أعراض اكتئاب معتدلة، مثل الشعور بالحزن، والسبات العميق والإرهاق، كما يقول مارشال.

ويرى بعض الأشخاص أنهم أكثر عرضة للبكاء خلال موسم الحساسية، وهو ما يؤكده الخبراء، إذ إن الحساسية قد تزيد الأعراض سوءًا لدى الشخص المصاب بالاكتئاب.

وينصح الخبراء في موقع "ريدرز دايجيست" المهتم بشؤون الصحة والجسم باتباع خطوات بسيطة للتقليل من أعراض حساسية الربيع، ومن أهم الطرق الوقائية لتجنب تلك الحساسية، هي الحد من الخروج إلى المتنزهات والحدائق في فترة الربيع بقدر الإمكان، نظرا لما تسببه حبوب اللقاح من أعراض حساسية للأنف والعين والجلد.

ويوضح مايكل بلايس من مركز العلوم الصحية بجامعة تينيسي الأميركية أنه لا يجب اللجوء إلى أي نوع من بخاخات الأنف بدون وصف الطبيب، إذ إن مضادات الاحتقان التي لا تستلزم وصفة طبية لها تأثير ضئيل للغاية من حيث الفعالية، ومن الأفضل لك الحصول على تلك التي يمكن الحصول عليها بوصفة طبيب.

ويرى الخبراء أنه على من يعاني بشكل مستمر من حساسية الربيع أن يأخذ جرعات محددة من حقن مضادات الحساسية قبل فصل الربيع، لكن إذا كانت لديهم أعراض مستمرة على مدار العام، فينصح بتناولها بشكل مستمر، لأن نتائجها جيدة على المدى الطويل.

‪حبوب اللقاح تنتشر في فصل الربيع‬ (الألمانية)
‪حبوب اللقاح تنتشر في فصل الربيع‬ (الألمانية)

حماية
وإذا اضطر المصاب للخروج ينصح بارتداء قبعة ونظارة لحماية العين والأنف من حبوب اللقاح التي يحملها الهواء، إضافة إلى إغلاق زجاج نوافذ السيارات عند ركوبها وتشغيل مكيف الهواء، الذي يفضل استبداله سنوياً، إضافة إلى تزويد نوافذ الغرف بشبكة لحجب حبوب اللقاح.

كما يمكن إجراء تغييرات بسيطة في المنزل، لكنها قد تحدث فرقاً مهماً، فإغلاق جميع النوافذ يمنع حبوب اللقاح من الدخول إلى المنزل، ويمكن الاستعانة بمكيفات الهواء لتبريد المنزل، حسب ما يوضحه موقع "ويب ميد".

المصدر : دويتشه فيله