السيجارة الإلكترونية

السيجارة الإلكترونية أداة يتم استعمالها لاستنشاق النيكوتين الذي يكون سائلا ويجري تسخينه ويتحول إلى بخار، وتأتي في عدة أشكال، ويرى البعض أنها وسيلة قد تساعد في الإقلاع عن التدخين، ويراها آخرون مضرة مثل السجائر التقليدية.

وتحتوي السيجارة الإلكترونية على بطارية تقوم بتسخين سائل يستنشق المدخن بخاره، ولها العديد من الأشكال التي تتطور مع الزمان، كما يختلف حجمها بحسب قدرة البطارية.

السيجارة الإلكترونية

السيجارة التقليدية

آلية العمل

البطارية

بالاحتراق الذي يبدأ من مصدر خارجي مثل ولاعة أو كبريت

المحتوى

مادة النيكوتين السائل

أوراق التبغ التي تحتوي على النيكوتين، والقطران، ومواد تضيفها شركات التبغ

صورة الاستنشاق

النيكوتين يسخن ويتحول إلى بخار (vapor) يستنشقه المدخن

النيكوتين يدخل الجهاز التنفسي في صورة دخان (smoke)

هل السيجارة الإلكترونية أقل ضررا من التقليدية؟
بداية، قد يكون هذا الافتراض صحيحا، إذ إن السيجارة الإلكترونية تحذف العديد من المواد المضرة الموجودة في السجائر، وهناك دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أظهرت أن السموم الموجودة في السجائر التقليدية أكثر من الإلكترونية بنسبة قد تتراوح بين تسع و450 ضعفا.

في المقابل، فإن هناك معطيات تشير إلى أن للسيجارة الإلكترونية والنيكوتين الموجود فيها مخاطر صحية، كما أن دراسة نشرت في "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين" أظهرت أن الإلكترونية تحتوي على تركيز من مادة الفورم ألدهايد، وهي مادة مسرطنة، تصل إلى 15 ضعف التقليدية.

هل تساعد السيجارة الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين؟

حتى الآن تقول الدراسات إن للسجائر الإلكترونية دورا صغيرا في الإقلاع عن التدخين، أو أنه لا يوجد لها دور. وفي الواقع فإن السيجارة الإلكترونية قد تقود الشخص للانخراط في التدخين.

فبالنسبة للشخص الذي لا يدخن من الأصل فإن تجربته السيجارة الإلكترونية قد تؤدي إلى إدمانه النيكوتين الذي يسبب الإدمان، وقد يقود هذا في مرحلة لاحقة إلى انتقاله للسجائر العادية.

ومع أن البعض رحبوا بالسيجارة الإلكترونية ورأوا فيها وسيلة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين وتقليل مضاعفاته، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات حول هذا الموضوع.

معطيات متعارضة

ما زالت المعطيات متعارضة في ما يخص السيجارة الإلكترونية؛ فمثلا في وقت قالت فيه دراسة إن بخار السجائر الإلكترونية يزيد خطر الالتهاب الرئوي المميت لدى المسنين، قال خبراء -في المقابل- إنه يجب تشجيع المدخنين على التحول إلى السجائر الإلكترونية لجني فوائد صحية جمة.

وأجرى الدراسة المذكورة باحثون من جامعة كوين ماري لندن، وشملت فئرانا وبشرا، ووجدت أن التأثير الضار لهذه السجائر الإلكترونية شمل النوع الذي يحتوي على النيكوتين والخالي منه أيضا.

ووجدت الدراسة أن دخان السجائر الإلكترونية قد يكون مضرا بدرجة التبغ التقليدي نفسها أو حتى غازات عوادم السيارات، وذلك عبر التسبب في التصاق البكتيريا الضارة بالمجاري التنفسية، مما يزيد خطر حدوث التهاب في الرئة.

وعلى الطرف المناقض، قال خبراء بريطانيون في مجال الصحة العامة إن استخدام السجائر الإلكترونية لا يشكل سوى نذر يسير من المخاطر الصحية للتدخين، ويجب تشجيع المدخنين على التحول إليه لجني فوائد صحية جمة.

وفي مراجعة للأدلة المتعلقة بمخاطر السجائر الإلكترونية، أوصت إدارة الصحة العامة في إنجلترا بإجرائها، قال الخبراء إن هذا النوع من السجائر قد يساعد بالفعل نحو عشرين ألف مدخن بريطاني وربما أكثر على الإقلاع عن التدخين سنويا.

وجاء في التقرير أنه كان هناك "قدر كبير من سوء الفهم العام" بشأن النيكوتين، إذ يدرك أقل من 10% من الراشدين أن الأغلبية العظمى من المخاطر لا يسببها ذلك المركب العضوي.

وذكر أن الأدلة لا تدعم المخاوف من أن السجائر الإلكترونية مدخل إلى تدخين التبغ بين الشبان.

وقال جون نيوتون أستاذ ومدير قسم تحسين الصحة بإدارة الصحة العامة في إنجلترا "مراجعتنا الجديدة تعزز نتيجة مفادها أن السجائر الإلكترونية لا تشكل سوى قدر بسيط من مخاطر التدخين، إذ تقل أضرارها عنه بنسبة 95%، ولها مخاطر ضئيلة على المارة".

وجاء تقرير إدارة الصحة العامة في إنجلترا بعد بحث للأكاديميات الأميركية للعلوم والهندسة والطب بشأن السجائر الإلكترونية، وبعد تلخيص بيانات من مئات الدراسات العلمية، قال ذلك البحث أيضا إن السجائر الإلكترونية أقل ضررا على الأرجح من السجائر التقليدية.

بضاعة

وتثير السيجارة الإلكترونية الكثير من الجدل بين كونها وسيلة صحية للتخلص من التدخين أو بضاعة تجارية يعمل منتجوها على تحسينها باستمرار للفوز برضا الزبائن، وتنتشر السيجارة الإلكترونية بشكل أكبر بين الشباب.

ويتزايد عدد المدخنين الشباب الذين يلجؤون للسيجارة الإلكترونية لعدة أسباب، من بينها ما يُروج عنها من أنها أقل ضررا من السيجارة العادية من الناحية الصحية.

وأظهر استطلاع للرأي، شمل أكثر من 26 ألف شخص في 27 دولة أوروبية، أن الشباب هم أكثر الفئات استخداما للسيجارة الإلكترونية، وتشير البيانات إلى أن أكثر من 29 مليونا من مواطني دول الاتحاد الأوروبي استخدموا السيجارة الإلكترونية عام 2012، ولو على سبيل التجربة. ونشرت مجلة "فوكوس" الألمانية تقريرا رصدت فيه تشكيك الخبراء في جدوى السجائر الإلكترونية.

وتذهل الزيادة الكبيرة في حجم وأنواع السجائر الإلكترونية المعروضة عبر شبكة الإنترنت العلماء، الذين يحاولون رصد الآثار الصحية لها؛ ففي الفترة بين أغسطس/آب 2012 ويناير/كانون الثاني 2014 ظهرت عبر شبكة الإنترنت عشرة طرازات جديدة شهريا بنحو 240 مذاقا مختلفا.

ويرى الخبراء أن هذا يوضح أن منتجي السجائر الإلكترونية لم يعد يعنيهم في المقام الأول تقديم "البديل الصحي للسجائر التقليدية"، ولكن تقديم منتجات ترضي الأذواق المختلفة للمستهلك.

المصدر : دويتشه فيله + رويترز + غارديان + مواقع إلكترونية