كيف تقي نفسك من حروق وسائل التدفئة؟

معظم المصابين بالحروق الجلدية بالسوائل هم من صغار السن من الأطفال أو من كبار السن وذلك بسبب عدم قدرتهم على إبعاد أنفسهم بالسرعة الكافية عن مصدر الماء الحار أو السوائل الحارّة عند تعرَض أجسادهم لها ، المصدر: مؤسسة حمد الطبية
معظم المصابين بالحروق الجلدية بالسوائل من الأطفال أو كبار السن (مؤسسة حمد الطبية)

تزامنا مع موجة البرد التي يتوقع أن تشهدها المنطقة خلال الأسابيع القادمة، التي تنخفض خلالها درجات الحرارة إلى ما دون 15 درجة مئوية في بعض المناطق؛ أصدر برنامج حمد للوقاية من الإصابات التابع لمؤسسة حمد الطبية في قطر قائمة بأفضل الممارسات التي يمكن اتباعها لضمان الدفء والأمان خلال فصل الشتاء.

وقال مدير برنامج حمد للوقاية من الإصابات الدكتور رفائيل كونسونجي إن الإصابات نتيجة استخدام وسائل التدفئة تشمل حروقا جلدية بالسوائل، وحروقا ناجمة عن التماس الكهربائي والمدافئ المنزلية، والحروق الخطيرة الناجمة عن حوادث الحريق التي تحدث داخل المنازل.

وأشار الدكتور كونسونجي -في بيان صادر عن مؤسسة حمد الطبية وصل للجزيرة نت– إلى أن الحروق التي يتعرض لها الأفراد والناجمة عن التماس الكهربائي تحدث نتيجة الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة الكهربائية، في حين أن الحروق الجلدية بالسوائل تحدث عند الاستحمام بالماء الحار والطبخ باستخدام السوائل الحارّة.

وقال "من الملاحظ أن معظم المصابين بالحروق الجلدية بالسوائل هم من الأطفال أو كبار السن، وذلك بسبب عدم قدرتهم على إبعاد أنفسهم بالسرعة الكافية عن مصدر الماء الحار أو السوائل الحارّة عند تعرَض أجسادهم لها، وبسبب رقّة طبقة الجلد لديهم وحساسيتها للحرارة، لدرجة أنهم قد يصابون بهذه الحروق خلال ثوان من ملامسة السوائل الحارة لأجسامهم".

‪يجب تحديد أماكن يحظر تواجد أو لعب الأطفال فيها بالمنزل‬ (مؤسسة حمد الطبية)
‪يجب تحديد أماكن يحظر تواجد أو لعب الأطفال فيها بالمنزل‬ (مؤسسة حمد الطبية)

شهادة جودة
وينصح برنامج حمد للوقاية من الإصابات عند استخدام المدافئ الكهربائية أو غير الكهربائية بالتأكد من شراء المدفأة الكهربائية أو غير الكهربائية من متجر معروف وموثوق، وأن تحمل هذه المدفأة علامة (UL) أو ما يعادلها من شهادات الجودة العالمية والمطابقة للمواصفات القياسية الدولية ذات العلاقة، وإبقاء المدفأة الكهربائية على مسافة متر واحد على الأقل من المواد القابلة للاشتعال مثل الستائر وأغطية الطاولات والبطانيات وأغطية الأسرّة.

كما يتعين توصيل المدافئ الكهربائية بالقبس الكهربائي بصورة مباشرة، وليس عن طريق وصلة سلكية، حيث إن استخدام الوصلات السلكية، خاصة تلك المزودة بعدة مخارج، يعمل على زيادة الحمل الكهربائي، الذي يؤدي بالتالي إلى احتراق صهيرة الأمان (الفيوز)، أو إلى حدوث ما هو أسوأ من ذلك بكثير وهو حريق بسبب تزايد الحرارة وانصهار الوصلة السلكية.

ويجب إبقاء المدفأة الكهربائية على مسافة متر واحد على الأقل عن المنطقة التي يتواجد فيها الأطفال، ويستحسن وضع المدفأة في منطقة لا يصل إليها الأطفال دون الرابعة من العمر، مع تثقيف وتعليم الأطفال بأن المدفأة الكهربائية مصدر للحرارة الشديدة، وأن ملامستها تتسبب في الإصابة بالحروق.

ويجب إبقاء المدافئ الكهربائية بعيدة عن الممرات والأماكن التي تكثر فيها حركة الأطفال، كما يجب التأكد من أن أنظمة التوقيت الأتوماتيكية (تايمر) في المدافئ الكهربائية تعمل بصورة جيدة، واستخدام هذه الأنظمة للحد من التشغيل المتواصل للمدفأة بكامل قدرتها، وذلك للحيلولة دون تزايد حرارة المدفأة لدرجة حدوث حريق، والتأكّد من إطفاء المدفأة عند مغادرة الغرفة لتلافي وقوع حريق.

وأشار الدكتور رفائيل كونسونجي إلى خطورة القيام بحمل الأطفال والمشروبات الساخنة في آن واحد، حيث إن ذلك من الأخطاء الشائعة التي تكثر فيها حوادث الحروق للأطفال، وينصح باستخدام الأكواب المزوّدة بالأغطية للتقليل من فرص إراقة السوائل الحارّة والتسبب في إصابة الأطفال.

وللوقاية من الإصابة بالحروق بالمياه والسوائل الحارة ينصح بعدم ترك الأطفال، خاصة الذين لم يبلغوا عامهم الأول، في الحمام دون إشراف مباشر من قبل البالغين، حيث يجب البقاء على مقربة منهم طوال الوقت؛ وذلك لتجنب مخاطر إصابتهم بالحروق الخطيرة أو حتى الغرق عند الاستحمام.

وعند استحمام الأطفال يجب التحقق من خلط الماء الساخن بالماء البارد جيداً لضمان تجانس وتوحيد درجة حرارة الماء، ويجب الانتباه إلى أن عدم خلط المياه الحارة والباردة قد يبقي بعض الماء حاراً؛ مما يسبب إصابة الأطفال بالحروق، كما يجب التحقق من أن درجة حرارة المياه الممزوجة لا تتجاوز 45 درجة، وينبغي تحسّس ملاءمة درجة حرارة هذه المياه بواسطة اليد قبل استخدامها، وعدم ملء حوض الاستحمام (البانيو) بالماء أثناء تواجد الطفل داخله والتحقق من درجة حرارة الماء بصورة متكررة قبل وضع الطفل في الحوض.

ويجب مراعاة أن درجة حرارة الماء يمكن أن تتغير أثناء تدفقها من صنبور الماء الحار، مما قد يسبب الحروق، خاصة لدى الأطفال.

ويتعين إبقاء الأطفال خارج المطبخ أثناء طهي الطعام، خاصة عندما تحتوي عملية طهي الطعام على سوائل حارة أو عند تحضير الشاي والقهوة، ويجب تحديد أماكن يحظر تواجد أو لعب الأطفال فيها في المنزل.

وعند نقل الأوعية التي تحتوي على الأطعمة أو المشروبات الساخنة يجب التحقق من عدم وجود الأطفال في الطريق، والتحذير بشكل لفظي وواضح بخطر الإصابة بالحروق التي قد تنجم عن الأطعمة أو المشروبات الساخنة التي تحتويها هذه الأوعية.

المصدر : الجزيرة