بكاء الطفل.. متى يبكي الرضيع؟ وكيف تتعامل معه؟ ومتى تتصل بالطبيب؟

ما أسباب بكاء الطفل؟ ومتى يبكي الرضيع؟ وكيف تتعامل معه؟ ومتى تتصل بالطبيب؟ وما مغص الرضيع؟

قبل البدء، نؤكد أن المعلومات هنا عامة وللاسترشاد فقط، فهي ليست بديلا عن استشارة الطبيب. إذا كان طفلك يبكي أو يعاني أي مشاكل أو لديك شك حول صحته، اتصل بالطبيب فورا.

بكاء الطفل

كل الأطفال يبكون، وبعضهم يبكي أكثر من غيرهم. البكاء هو طريقة طفلك ليخبرك أنه بحاجة إلى الراحة والرعاية، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS).

أحيانا يكون من السهل معرفة ما يريدونه، وأحيانا لا يكون الأمر كذلك.

أكثر أسباب بكاء الرضيع شيوعا هي:

  • الجوع
  • حفاض متسخ أو مبلل
  • التعب
  • يريد العناق
  • غازات
  • السخونة الشديدة أو البرودة الشديدة
  • الشعور بالملل

الرضاعة الطبيعية توفر #الرضاعة_الطبيعية :breast-feeding: خط دفاع قوي ضد جميع أشكال سوء تغذية الأطفال، وهو بمثابة اللقاح الأول لـلاطفال منظمة الصحة العالمية

أكثر وقت يبكي فيه الرضيع؟

قد تكون هناك أوقات من اليوم يميل فيها طفلك إلى البكاء كثيرا ولا يمكنه الراحة، الوقت الأكثر شيوعا يكون في وقت مبكر من المساء.

متى تكون ذروة بكاء الرضع؟

يميل الرضع الذين يبكون إلى الوصول إلى الذروة في عمر 7 أسابيع تقريبا، ثم يتراجعون تدريجيا.

بكاء الطفل المستمر

لماذا يبكي طفلك باستمرار؟ هناك عدة أسباب يمكن أن تجعل الطفل يبكي بشكل مفرط، مثل:

المغص Colic

قد يكون البكاء المفرط علامة على إصابة طفلك بما يسمى مغص الرضيع "المغص الثلاثي" (Colic). يتفق الجميع على وجود المغص، لكن لا أحد يعرف سبب ذلك.

يعتقد بعض الأطباء أنه نوع من تقلصات المعدة. يبدو البكاء بائسا ومكتئبا، ويتوقف للحظة أو اثنتين، ثم يعاود مرة أخرى، مما يشير إلى أنه قد يكون ناتجا عن موجات من آلام المعدة.

يمكن أن يستمر البكاء لبضع ساعات. قد يكون هناك القليل مما يمكنك فعله باستثناء محاولة تهدئة طفلك وانتظار مرور البكاء.

المرض

إذا كان طفلك يبكي باستمرار ولا يمكنك مواساته أو تشتيت انتباهه، أو لا يبدو البكاء كبكاء طبيعي، فقد يكون ذلك علامة على أنه مريض.

قد يكون الرضيع مريضا كذلك إذا كان يبكي ولديه أعراض أخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة؛ فإذا كانت هذه هي الحالة، فاتصل بطبيبك.

اتصل بالطوارئ واطلب سيارة إسعاف إذا كان طفلك:

  • لديه نوبة (seizure) أو تشنج
  • ذا بشرة زرقاء أو مرقطة أو رمادية أو شاحبة للغاية
  • يتنفس بسرعة أو يصدر صوت في أثناء التنفس، أو يبدو أنه يتنفس بصعوبة
  • يعاني ارتفاعا في درجة الحرارة
  • يعاني من طفح جلدي أحمر أرجواني في أي مكان بالجسم، قد يكون هذا علامة على التهاب السحايا
  • عمره أصغر من 3 أشهر ولديه حمى
  • يصرخ فجأة بشكل لا يطاق بعد أن ظل هادئًا بشكل عام خلال الأشهر الأولى من الحياة، مع نوبات قليلة من البكاء اليومي
  • يتقيأ
  • يعاني ضعف الحركة أو قلتها
  • لا يشرب أو يشرب القليل جدا لأكثر من 8 ساعات

لا تهز طفلك

بغض النظر عن مدى شعورك بالإحباط، يجب ألا تهز طفلك أبدا؛ فالاهتزاز يحرك رأسه بعنف ويمكن أن يسبب تلفا في الدماغ.

بكاء الرضيع بالليل بدون سبب

قد يكون بكاء الرضيع في أثناء النوم علامة على أنه يعاني من كابوس أو "رعب ليلي" (night terrors). قد يعاني الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنا الذين يبكون في أثناء النوم، خاصة في أثناء الحركة في السرير أو إصدار أصوات أخرى، من الذعر الليلي.

تحدث الكوابيس في أثناء النوم الخفيف، أو نوم "حركة العين السريعة" (Rapid eye movement REM). من ناحية أخرى، يحدث الذعر الليلي عندما يصبح الطفل مضطربا للغاية في أثناء مراحل النوم الأعمق. تزداد احتمالية بكاء الأطفال من نوبات الذعر الليلي في وقت مبكر من الليل، وذلك وفقا لتقرير في موقع "ميديكال نيوز توداي" (medicalnewstoday).

يعد الذعر الليلي نادرا نسبيا ويحدث عادة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عاما، على الرغم من أنه أبلغ عن نوبات الذعر الليلي المحتملة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا. تزداد احتمالية حدوث الذعر الليلي إذا كان الطفل مريضا أو محروما من النوم.

أسباب بكاء الطفل الرضيع الذي عمره 3 أشهر أو أصغر

  • الجوع
  • حفاضات متسخة
  • التعب
  • النعاس
  • الشعور بالملل
  • النفخة
  • بحاجة إلى التجشؤ
  • يشعر بالبرد أو السخونة
  • بحاجة إلى الحب والحنان
  • يشعر بألم
  • مريض

أسباب بكاء الطفل الرضيع الذي عمره أكبر من 3 أشهر

  • الطفل غاضب
  • يعاني من قلق الانفصال عن الأم (خاصة في أثناء الليل) ويستخدم البكاء وسيلة للتعبير عن تلك المشاعر.
  • آلام التسنين

هل بكاء الطفل مفيد؟

بكاء الطفل وسيلة لتواصله مع الأهل، وهو بذلك يخبرهم أن هناك أمرا ما؛ فيجب على الأهل الانتباه لهذه الرسائل وفحص ما الذي يزعجه.

مغص الرضيع

بعض الأطفال يبكون أكثر من غيرهم. الطفل الذي يبكي أكثر من 3 ساعات في اليوم، أكثر من 3 أيام في الأسبوع لمدة 3 أسابيع على الأقل، قد يكون مصابا بمغص الرضيع، ويعرف أيضا باسم المغص الثلاثي. عادة، يبدأ عندما يبلغ عمر الطفل 2-5 أسابيع وينتهي في الوقت الذي يبلغ فيه الطفل 3 إلى 4 أشهر.

يحدث المغص لكثير من الأطفال حديثي الولادة. من الصعب رؤية طفلك يبكي كثيرا، لكن المغص لا ينتج عن أي شيء فعله أو لم يفعله أحد الوالدين. والخبر السار هو أن الأطفال يتغلبون على المغص، وذلك وفقا لموقع "كيدز هيلث" (kidshealth).

التعامل مع المغص الثلاثي

يقول طبيب الأطفال الألماني هانز يورغين نينتفيش إن صراخ الأطفال الرضع المتكرر غالبا ما يرجع إلى إصابتهم بما يسمى بـ"مغص الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة"، والذي يظهر في صورة الإصابة بآلام شديدة في البطن ونوبات انتفاخ خلال أول 3 أشهر من عمر الطفل بصفة خاصة.

وأضاف البروفيسور نينتفيش -وهو عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولونيا- أن نحو 80% من الأطفال الرضع يعانون نوبات انتفاخ عادية لا تشكل خطورة عليهم، ولكن قد تتسبب هذه النوبات في الإصابة بآلام شديدة لدى 10% إلى 15% منهم، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بتقلصات "نوبات مغص".

وأردف الطبيب أنه عادة ما تبدأ الإصابة بنوبات الانتفاخ بعد أسبوعين من الولادة، وغالبا ما تتراجع عندما يبلغ الطفل 3 أشهر، بينما تتوقف تماما لدى 90% من الأطفال عند بلوغهم 9 أشهر.

ومن الأعراض المميزة لهذا المغص أنه غالبا ما يتسبب في صراخ الأطفال في التوقيت نفسه يوميا، ولا سيما في وقت متأخر من فترة بعد الظهيرة أو في المساء، مع العلم بأنه من الممكن أن تستمر هذه التقلصات لمدة بضع دقائق فقط وقد تستغرق 3 ساعات.

وتابع نينتفيش أنه عادة ما يصعب تهدئة الطفل خلال نوبات المغص هذه، وغالبا ما يتلون وجهه بالأحمر القرمزي من شدة الصراخ، ويقوم أيضا بشد ساقيه الصغيرتين تجاه بطنه وقبض يديه بإحكام محاولا تهدئة نفسه بذلك.

‫وشدد الطبيب الألماني على ضرورة أن يقوم الأهل بعرض طفلهم على طبيب مختص عند استمرار التقلصات ونوبات الانتفاخ، وذلك لاستبعاد احتمالية الإصابة بأي أمراض أخرى.

وأكد طبيب الأطفال أنه يمكن للأهل مساعدة طفلهم وتقليل متاعبه من خلال إبقائه في وضعيه قائمة دائما أثناء إطعامه، وتقديم الطعام للطفل في صورة حصص صغيرة على عدة مراحل، إذ يمكن بذلك تيسير عملية الهضم على الطفل.

كما أن تدليك البطن باليدين أو بواسطة زجاجة دافئة يساعد في تهدئة الجهاز الهضمي لدى الطفل. وفي بعض الأحيان، يسهم أيضا إقلاع الأم المرضع عن أنواع معينة من الأطعمة في تحسين حالة الطفل والحد من متاعبه. لذا ينبغي على الأمهات المرضعات أن يختبرن إذا ما كان ابتعادهن عن تناول الفواكه الحمضية مثلا أو التوابل اللاذعة يؤثر على الرضيع أم لا؟

البكاء وسيلة للتواصل بين الرضيع والعالم

نتيجة عدم قدرة الرضيع على التعبير بالقول أو بالمحاكاة أو بالإيماءات الواضحة، يُعد البكاء الوسيلة التي يعتمدها للتواصل مع محيطه ليُخبره أنه بحاجة إلى شيء ما، فماذا يعني بكاؤه؟

من المؤكد أن جميع الأمهات الشابات، حتى اللاتي يُعتبرن الأكثر لطفا وتفهما، قد شعرن بنوع من السخط أمام بكاء أطفالهن. فما الذي يُريد الطفل قوله عن طريق البكاء، رغم أن كل الأمور تبدو على ما يرام؟

ورغم أنه من المستحيل معرفة ما الذي يُفكر فيه رضيعك بشكل محدد حين يبكي بحرقة، فإنه من الممكن أن تكون لنوبات البكاء معان عديدة.

وقبل تفسير مختلف أنواع البكاء، لا بد من التذكير بأنه من الطبيعي أن يبكي الرضيع. ويُعتقد أن الطفل السليم، الذي ليس لديه أي احتياجات خاصة ولا يُعاني أي آلام جسدية أو نفسية، يبكي بضع ساعات على امتداد اليوم.

ويُعد هذا الأمر طبيعيا لأن البكاء هو سبيل الرضيع الوحيد للتعبير عن نفسه. فعندما يكبر ويكتشف طرقا أخرى للتواصل مع محيطه، تقل نوبات بكائه تدريجيا، باستثناء فترات نمو الأسنان، وذلك وفقا لتقرير للكاتبة جين دمبيار في موقع "قناة كانال في".

من المهم أن تفهم الأم أن مولودها الجديد لا يبكي بسبب تغير مزاجه فحسب، فهناك دائما سبب يُفسر بكاءه، بالتالي، هو لا يفعل ذلك بغرض التلاعب بالأم. ولا يعتمد الرضيع هذا الأسلوب إلا في فترات لاحقة، خاصة بين عمر 12 شهرا وسنتين.

‪في معظم الأحيان يبكي الطفل لأنه جائع‬ (بيكسابي)
‪في معظم الأحيان يبكي الطفل لأنه جائع‬ (بيكسابي)

وهذه هي أنواع بكاء الطفل:

بكاء الجوع

في معظم الأحيان يبكي الطفل لأنه جائع. في الواقع، عليه أن يعتاد على أن إطعامه لن يكون بواسطة الحبل السري، كما كان الحال في أثناء الحمل.

تظهر نوبات بكاء الطفل بسبب الجوع خلال فواصل زمنية منتظمة، عندما تختفي آثار الشبع المتعلقة بآخر عملية رضاعة تلقاها. وفي حال لم تُلبَّ حاجة الطفل، ستتعالى صيحاته الصاخبة، الأمر الذي يعكس غضبه العميق. وتنتهي هذه النوبات عادة عندما ترضعيه.

انعدام الشعور بالراحة

يبكي الرضيع حين لا يشعر بالراحة، أي عندما يشعر بالبرد الشديد أو بالحرارة المرتفعة، أو حين تتسخ حفاضاته، أو تكون ملابسه ضيقة جدا. بعبارة أخرى، يبكي صغيرك حين يكون في وضع غير مريح. وإذا كان قد أكل لتوه، فتأكدي من عدم وجود سبب آخر يُضايقه.

عادة ما تكون نوبات البكاء المرتبطة بانعدام الشعور بالراحة عبارة عن نوع من "الانتحاب" الهادئ أو الصراخ العالي. وفي بعض الأحيان، يكفي تغيير وضعية الطفل أو حمله بين ذراعيك، لوضع حد لهذه الأزمة.

بكاء التعب

يكون الرضيع مشغولا طيلة يومه، ذلك أنه يقوم باكتشافات عديدة وعليه التأقلم مع محيطه الجديد الذي يعيش فيه. لهذا السبب، في نهاية أيام الاستكشاف هذه، غالبا ما يُعبر الرضيع عن تعبه بواسطة البكاء. وينطبق هذا الأمر خاصة على الأيام التي تكون مليئة بالمشاعر الفياضة، إذ تسهم زيارة الأقارب والنزهات الخارجية في شعور الرضيع بالتعب أكثر من المعتاد.

ومن السهل توقع نوبات البكاء المرتبطة بالتعب، لأن الطفل يكون شديد الحركة، ويتثاءب ويفرك عينيه قبل ذلك.

‪عادة ما تكون نوبات البكاء المرتبطة بانعدام الشعور بالراحة عبارة عن نوع من
‪عادة ما تكون نوبات البكاء المرتبطة بانعدام الشعور بالراحة عبارة عن نوع من "الانتحاب" الهادئ أو الصراخ العالي‬ (بيكسابي)

بكاء الحاجة إلى الحنان

يحتاج الطفل إليك، فهو يحب أن تدلليه وتحمليه بين ذراعيك ويكون على اتصال جسدي معك. وأحيانا، يبكي الرضيع لمجرد أن تحتضنيه. من ناحية أخرى، يحتاج بعض الأطفال الرضع، أكثر من غيرهم، إلى المداعبة والحمل والسلوى.

بكاء الحاجة إلى التحريك

يعبر الأطفال عن أنفسهم بواسطة الدموع حين يحتاجون إلى التحريك والتسلية. وسيتحسن الوضع بمجرد تطور استقلاليتهم، أي عندما يصبحون قادرين على الدوران على بطونهم أو ظهورهم أو يتمكنون من أخذ لعبهم بأنفسهم أو الجلوس والتحرك.

بكاء المرض

إذا بدأ الرضيع بالبكاء، فقد يكون ذلك بسبب مرضه. وتكون نوبات البكاء المرتبطة بمشكلة صحية شديدة الإلحاح.

وفي حال لم تتمكني من وضع حد لبكاء رضيعك باستعمال الوسائل المعتادة وإذا تخللت فترات صمت مريبة نوبات بكائه الغريبة والمتكررة (الأمر الذي يجعلك تشعرين بالقلق من حالته الصحية)، فلا تترددي في استشارة طبيب الأطفال.

بكاء المغص

يُعاني الكثير من الرضع من المغص، الذي يعود نسبيا إلى مشكلة مرتبطة بالمعدة. وإذا بكى الطفل بعد الأكل، وترافق ذلك مع التواءات وانتفاخ بطنه، فمن المرجح أنه يُعاني من المغص. في هذه الحالة، احملي رضيعك بين ذراعيك وقومي بتهدئته، كما يُوصى بتدليك بطنه برفق.

ساندي طفلك

يقول البعض إنه في حال لم يكن لدى الرضيع أي سبب للبكاء، سيكون من الأفضل عدم الانتباه لبكائه، خوفا من تحويله إلى طفل مدلل.

لكن، لا تُصدقي مثل هذه النصائح. فإذا أخذت دموع رضيعك على محمل الجد وأوليته الاهتمام الذي يُريده، فإنك لن تجعلي منه حتما طفلا مزاجيا. في المقابل، سوف تشجعينه على تطوير علاقة قائمة على التعلق والثقة المتبادلة بينكما.

المصدر : الجزيرة + الألمانية + منظمة الصحة العالمية + مواقع إلكترونية