لماذا يعرف سرطان المبيض بالقاتل الصامت؟

صورة لسرطان المبيض - Ovarian cancer on CT scan - الموسوعة
صورة مقطعية لمبيض مصاب بالسرطان (غيتي)

تعود تسمية سرطان المبيض بالقاتل الصامت إلى اكتشاف العديد من النساء إصابتهن به بعد بلوغه مراحل متقدمة يستحيل معها العلاج.

ويرتبط تأخر اكتشاف الإصابة بهذا المرض أساسا إلى تجويف الحوض الكبير، مما يجعل الورم يستغرق وقتا طويلا ليصبح كبيرا بما يكفي لظهور أعراض المرض أو مؤشراته.

وقالت كورين ميلر في تقريرها على موقع "سيلف"، إن المرض عادة ما ترافقه بعض الأعراض المزعجة التي تشير إلى وجود خطب ما. لكن لسوء الحظ، قد لا تظهر أية أعراض في المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان المبيض.

وللموقع ذاته، صرح إيلويس تشابمان ديفيس الطبيب المتخصص في علم الأورام النسائية بمستشفى "نيويورك بريسبيتيريان" والأستاذ بكلية ويل كورنيل الطبية، بأن سرطان المبيض يُعرف باسم "القاتل الصامت" لأن العديد من النساء لا يعانين من أعراضه إلا بعد انتشاره على نطاق واسع في الجسم. فتجويف الحوض كبير نوعا ما، لذا قد يستغرق الأمر وقتا قبل أن يصبح الورم كبيرا بما يكفي للتسبب في ظهور الأعراض.

ووفقا لجمعية السرطان الأميركية، يجعل ذلك نسبة اكتشاف وتشخيص حالات الإصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة لا تتعدى 20%.

عموما، يحيل اكتشاف الإصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة إلى أن الورم موجود في المبيضين أو في قناتي فالوب (وهو المكان الذي تبدأ فيه العديد من سرطانات المبيض بالنمو). وللأسف، ترتبط صعوبة اكتشاف هذا المرض في وقت مبكر ارتباطا وثيقا بكونه أكثر الأمراض المميتة.

وأضافت الكاتبة ميلر أن المشكلة لا تكمن فقط في ظهور الأعراض عادة مع بلوغ سرطان المبيض مراحل متقدمة جدا، بل وحتى عندما تظهر في وقت مبكر، إذ غالبا ما تكون مبهمة مما يدفعنا إلى تجاهلها.

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور ديفيس أنه حتى إذا عانت سيدة ما من أعراض الإصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة، فقد تراها عادية. ويعد ذلك منطقيا عندما تنظر إلى الأعراض الأكثر شيوعا لسرطان المبيض في المراحل المبكرة، مثل:

  • الانتفاخ.
  • الشعور بألم في منطقة الحوض أو المعدة.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالشبع بسرعة.
  • كثرة التبول.

 ونقلت الكاتبة عن الدكتورة شانون ويستن الطبيبة والأستاذة المساعدة بقسم الأورام النسائية والطب التناسلي في مركز "أم.دي أندرسون" للسرطان، أن ظهور هذه الأعراض عشوائيا لا يعني أن عليكِ القلق بشأن سرطان المبيض.

وتوضح جمعية السرطان الأميركية أن هذه الأعراض قد تصبح مثيرة للقلق عندما تصبح دائمة. وفي حال ظهورها أكثر من 12 مرة في الشهر، يتوجب عليكِ حينها زيارة الطبيب.

وعلى الرغم من أن الأعراض المذكورة هي أكثر أربع علامات شائعة لسرطان المبيض في المراحل المبكرة، فإن هناك أعراضا أخرى أقل شيوعا، مثل:

وحسب ما أفادت به جمعية السرطان، يمكن أن تعيش قرابة 94% من المصابات بالمرض لفترة تزيد عن خمس سنوات إذا اكتشفت الإصابة به مبكرا. ويمكن أن ترتفع فرص الكشف المبكر من خلال إجراء فحص على الحوض والرحم، كما يجب إخبار طبيبكِ عن أية أعراض غريبة تعانين منها.

ولسوء الحظ، ليس هناك اختبار فحص معياري لاكتشاف سرطان المبيض. لكن واحدا من أكثر الاختبارات شيوعا لفحص هذا المرض يتمثل في إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، لفحص المبيضين وقناتي فالوب والرحم.

مع ذلك، وحتى إذا ما التقطت الموجات فوق الصوتية نمو كتلة داخل المبيض، فذلك لا يخبرك هل الورم خبيث أم حميد.

وهناك خيار آخر شائع ألا وهو إجراء فحص دم لقياس كمية بروتين "125-CA"، ذلك أن الكثير من المصابات بسرطان المبيض لديهن مستويات مرتفعة من هذا البروتين في الدم.

في المقابل، قد يكون ارتفاع مستويات هذا البروتين نتيجة للإصابة بالتهاب في بطانة الرحم أو الحوض. لذلك، لا يوصي الأطباء عادة بإجراء هذه الفحوصات.

وتنصح الكاتبة أنه إذا كنتِ معرضة لخطر الإصابة بسرطان المبيض (بسبب تاريخ عائلي لهذا المرض أو رلسطان الثدي)، فمن الضروري أن تتحدثي إلى طبيبك حول الخيارات المتاحة أمامك.

وأضاف الدكتور ديفيس أن طبيبك يمكن أن يطلب منك إجراء الفحوصات التي ذكرت آنفا، ويُحتمل أن يجعلك تخضعين أيضا للفحص الجيني.

المصدر : مواقع إلكترونية