لماذا ينتحر الأطباء؟

blogs الانتحار
الاحتراق النفسي السبب الرئيسي في إصابة الأطباء بالاكتئاب وارتفاع حالات الانتحار (مواقع التواصل)

هل أنت طبيب؟ هل تعرف صديقا أو قريبا يعمل في مهنة الطب؟ كثير منهم يعانون من متلازمة الاحتراق النفسي نتيجة الضغوط النفسية التي يمرون بها يوميا، وقد ينعكس ذلك سلبا على صحتهم العقلية وعلى أدائهم المهني، وحتى على دقة تشخيصهم للأمراض، وقد يقود ذلك للانتحار.

ووفقا للأكاديمية الوطنية للطب، فإن أكثر من نصف الأطباء الأميركيين يعانون من الإجهاد أو ما يعرف بالاحتراق النفسي، الذي يكون مرفقا بالشعور بالإرهاق العاطفي الشديد وعدم تحقيق الإنجازات الشخصية.

وأشارت الأكاديمية إلى وجود صلة بين عدم رضا الأطباء والرعاية التي قدموها للمرضى، كما أظهرت الدراسات أن الإرهاق يؤثر سلبا على أداء الأطباء المهني، ويزيد من احتمال مواجهتهم لدعاوى قضائية بتهمة سوء الممارسة الطبية، وذلك وفقا لتقرير بمجلة "سايكولوجي توداي".
 
ويعد الاحتراق النفسي السبب الرئيسي في زيادة نسبة الأخطاء الطبية وشكاوى المرضى، بالإضافة إلى إصابة الأطباء بالاكتئاب وارتفاع حالات الانتحار. وحسب إحدى الدراسات، فإن الممرضين أيضا معرضون للإصابة بالاكتئاب والاحتراق النفسي.

ما الأسباب؟
يتخذ الأطباء قرارات مصيرية طوال اليوم، مما يجعلهم يعملون تحت وطأة ضغط كبير، إذ يدرك الأطباء أنه عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات حيوية فورية، فإن ارتكاب أي خطأ يمكن أن يؤدي إلى موت المريض.
 
وعادة يركز الطلاب في كلية الطب على تطوير معارفهم مثل حفظ المعلومات، ودراسة الأسباب والتأثيرات، وبناء المهارات؛ لهذا السبب، ليس لديهم الوقت الكافي للتركيز على التطور العاطفي مثل الوعي الذاتي وكيفية مواجهة المحادثات الصعبة، والتعاطف مع المرضى.

من جهة أخرى، فإن الأطباء قد يعيشون "عقدة البطل"، فحتى تصبح طبيبا يجب عليك أن تقدم تضحيات كبيرة على مر السنين، من بينها الدراسة لمدة تتراوح بين 10 و12 سنة.

وخلال مختلف المراحل التعليمية، يكون الأطباء الأذكى في فصولهم؛ مما يجعلهم فخورين بنبوغهم وواثقين من قدرتهم على حل المشاكل؛ ونتيجة لذلك من الصعب أن يشعر المرء بالخطأ ويعيد النظر في افتراضاته وقراراته. ولكن عندما يكونون مرهقين فإنهم قد لا يكونون أذكى الأشخاص الموجودين في الغرفة، خاصة في بعض اللحظات الحرجة.

وتصيب خيبة الأمل والتشاؤم الأطباء عادة في سن الأربعين، أي بعد التغافل عن تخصيص وقت للتواصل الاجتماعي لمدة عقود من أجل ضمان حصولهم على الوظيفة المثالية. بالإضافة إلى ذلك، لا يخصص الأطباء سوى القليل من وقتهم لعائلاتهم؛ مما يؤدي إلى تزايد التوترات العائلية، التي تجعلهم يشعرون بعدم الرضا.

المصدر : الصحافة الأميركية