المدير السيئ كالتدخين السلبي يؤذي صحته وموظفيه

مدير ديكتاتور صحة الموظف (تصميم فني-بيكسابي)

وأكدت مجلة سانتي بلوس الفرنسية -في تقرير للكاتبة سارة آم- أن الضغط النفسي الناتج عن معاملة المدير الديكتاتور السيئة وغيره من أنماط المديرين السيئين يمكن أن تؤدي إلى إصابة الموظفين باكتئاب حاد.

وأشارت دراسة لمكتب "ستيميلوس" الفرنسي -المختص بالصحة والسلامة في مكان العمل- إلى أن المتطلبات المتعلقة بالعمل تعد الأسباب الرئيسية وراء توليد الضغط النفسي، يليها ضيق الوقت والحاجة إلى التكيف.

كما أكدت تلك الدراسة أن النساء يعتبرن أكثر عرضة للضغط النفسي مقارنة الرجال.

ونوهت الكاتبة بأن 75% من الأميركيين يعتبرون أن أرباب العمل يشكلون السبب الرئيسي وراء الإحساس بالإجهاد والضغط النفسي. ويمكن لمدير "مستبد" لا يدرك متطلبات موظفيه أن يشكل خطورة على صحة العمال تماما مثل خطورة التدخين السلبي.

والأسوأ من ذلك، إذا تواصلت حالة الضغط النفسي هذه فقد تكون لها تبعات أكثر حدة على الصحة الجسدية والعقلية للموظف. وعلى الرغم من ذلك، يفضل العديد من الأشخاص الحفاظ على وظائفهم نظرا لشح مداخيلهم المالية أو خشية أن يلتحقوا بأفواج العاطلين.

من جهته، أكد هانز سيليه المختص بعلم الهرمونات أن تواصل الإحساس بالضغط النفسي لمدة طويلة يقود مباشرة إلى حالة من الإرهاق والإنهاك.

 وأفادت الكاتبة أن الجسم يفرز الهرمونات بشكل مستمر لتخفيف حدة التوتر النفسي، حيث تتطلب هذه العملية ضخ الجسم لقدر كبير من الطاقة.

في الأثناء، يعرقل إفراط الجسم في إنتاج هرمون الكورتيزول إنتاج خلايا عصبية جديدة بالمنطقة المسؤولة عن تحديد المزاج في الدماغ، والذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الاكتئاب.

ويمكن للضغط النفسي -وفق الكاتبة- أن يتسبب في فشل الجهاز المناعي، والالتهابات الجلدية والأرق، والعديد من الأمراض الأخرى على غرار تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان.

 كيف يمكن التحكم بالضغط النفسي؟
عرضت الكاتبة عدة نصائح مهمة لعل لمواجهة الضغط النفسي من أبرزها:

  • إعداد قائمة بأهدافك اليومية وحذف أي عمل تقوم بإنجازه فور الانتهاء منه.
  • تمرن على ممارسة الذكاء العاطفي عبر التحكم في وعيك وطريقة شعورك للسيطرة على عواطفك.
  • أوقف تشغيل الحاسوب والهاتف المحمول مع نهاية اليوم ونهاية كل أسبوع لإعادة شحن طاقتك.

وتنصح سارة آم الموظفين بأنه يجب الاقتناع بأن من غير الممكن تغيير طبيعة المدير في العمل. ولكن يمكن للفرد أن يتفاعل بشكل مختلف مع ممارساته من أجل حماية نفسه.

بينما تتحدث شانتال فان دير فورست مؤلفة كتاب "الإدارة السامة" عن وجود عدة أنواع من المديرين "أغلبهم غير ودودين ولا يتحلون بالتسامح وغالبا ما تكون تصرفاتهم مسيئة للموظفين".

وقد عرضت مجلة سانتي بلوس أنواع أرباب الأعمال حسب تصنيف الأخصائية فان دير فورست:

المدير الديكتاتور
وتتحدث الكاتبة عن المدير المستبد بامتياز الذي يسعى إلى إذلال موظفيه وزعزعة توازنهم النفسي عن طريق توليد حالة من القلق الدائم لديهم.

وفي هذه الحالة، تنصح فان دير فورست بضرورة تجنب الدخول مع هذه النوعية من أرباب العمل في نقاش حفاظا على الاستقرار العاطفي.

يدير "المهمة المستحيلة"
ويبدو هذا النوع من أرباب العمل مشتتا وغير منظم في عمله حيث يكلف موظفيه بعدة مهام في آن واحد، كما أن طريقة تعامله مع فريق عمله يولد لديهم الإحساس بالظلم.

في هذه الحالة، تدعو الأخصائية الموظفين إلى تحديد مهامهم الموكلة إليهم كتابيا وعرضها عليه.

"يعشق الاستثمار"
يولد لدينا العمل تحت إمرة هذا النوع من المديرين إحساسا بالحيوية -كما تقول فان دير فورست- سرعان ما يتحول إلى شعور بالإرهاق وفقدان الثقة.

وللتعامل معه، يجب مواصلة التركيز على الأهداف التي يرنو هذا المدير إلى تحقيقها. كما يجب على الموظف أن يبقى منفتحا على أفكاره عبر طرح أسئلة دقيقة ومباشرة.

 "فائق الفعالية"
يرغب هذا النوع من أرباب العمل في التفوق ويتطلع لتحقيق النجاعة في العمل. وغالبا ما يشعر الموظف بأنه غير كفء ولا يتمتع بأي أهمية مقارنة به كمدير.

وللتعامل مع هذا النوع من المشغلين، يجب على الموظف إظهار عدم ارتياحه إزاء تصرفاته. ولهذا دعت فان دير فورست إلى أن يقترح الموظف على مديره أسلوب عمله الخاص الذي يعتمد على الجودة وليس الكمية.

"غير ودود"
يعطي المدير غير الودود انطباعا بأنه لا يحب أحدا وشديد الغضب، ولديه أحكام مسبقة بشأن موظفيه. ولذلك -تنصح الكاتبة- بأنه ينبغي على الموظف تجنب الدخول معه في سجال نظرا لأن المشغلين من هذا القبيل يعتقدون دائما أنهم على حق.

ومن المهم -كما تقول فان دير فورست- أن يحاول الموظف تحديد الممارسات التي لا يحبذها هذا النوع من المديرين، ويتحاشى ارتكابها حتى لا يستفزه.

المصدر : مواقع إلكترونية