حذار من الحصبة.. طفل مصاب قد يصيب خمسين
ينتشر وباء الحصبة بسرعة في مناطق من العاصمة الفرنسية باريس، وسط تحذيرات من أن طفلا واحدا يمكن أن يجلب العدوى لخمسين.
صحيفة "20 مينوت" الفرنسية حذرت من الأمر وطالبت بتوسيع التغطية الوقائية التي قالت إنها الضمان الوحيد للقضاء على هذا الوباء إذا وصلت النسبة 95%.
وقالت الصحيفة إن الحصبة تنتشر بقوة في منطقة "سان ديني" في باريس، وذلك بسبب نقص التغطية الوقائية، رغم إلزامية التلقيح الوقائي، وأكدت أن 56 حالة سجلت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت أن هذه السرعة في الانتشار تبعث على القلق، لأن الشهور السابقة لم تشهد سوى معدل أربع حالات في الشهر منذ بداية العام، ولكنها أوضحت أن أي حالة وفاة بهذا الوباء لم تسجل حتى الآن.
وقالت سيلفي هوبوين طبيبة الأطفال ورئيسة الجمعية الفرنسية لطب الأطفال الإسعافي إن هذه الموجة سببها بكل بساطة أن "التلقيح ضد الحصبة غير كاف ليوفر الحماية المطلوبة".
من جانبه، دانيال فلوريت أكد الرئيس السابق للجنة الفنية المعنية بالتطعيم أنه يجب أن تصل تغطية التحصين إلى كل مكان من أجل حماية المجتمع وأولئك الذين لا يسمح وضعهم الصحي بالتطعيم كالأطفال حديثي الولادة أو الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة.
وتقول هوبوين "تغطية التلقيح ضد الحصبة تتحسن عاماً بعد عام" وتبلغ حاليا 79%. إلا أنه "لتجنب تفشي المرض من الضروري تحقيق تغطية تطعيم عالية جدا تبلغ 95%، وهو هدف لم تصله أي منطقة في فرنسا حتى اليوم".
مخاطر العدوى
وتحذر طبيبة الأطفال من أن فيروس الحصبة معد أكثر بعشر مرات من فيروس الإنفلونزا، ويمكن للمصاب بهذا الوباء أن يجلب العدوى لعشرين، أما في حالة الأطفال في الحضانة فيمكن للمريض أن يجلب العدوى لخمسين.
وتقول هوبوين إن هذا المرض ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر أو الهواء، ووصفت أعراضه بأن أكثرها شيوعا "ارتفاع في درجة الحرارة وسيلان الأنف وإدماع العينين والطفح الجلدي الذي يظهر لأول مرة في الفم وعلى الوجه والجذع وينتشر في الجسم" مشيرة إلى أن فترة العدوى طويلة.
ونبهت إلى أنه ليس دائما مرضا خفيفا، وإن كانت مضاعفاته في كثير من الأحيان ليست خطيرة، إلا أنه في الحالات الأكثر شدة يمكن حدوث مضاعفات خطيرة في الجهاز التنفسي والعصبي، خاصة أن الحصبة لا تزال مرضا مميتا.