التصلب المتعدد ينهي حلم الفلسطيني عبد اللطيف

منذ صغره، راود حلم الدراسة في تركيا، ودخول كلية الهندسة، خيال الفلسطيني، محمد عبد اللطيف، وهو ما نجح في تحقيقه. وبعد إتمامه لدراسة الهندسة الصناعية، من جامعة "أنقرة"، في تركيا، تمكّن عبد اللطيف من الحصول على فرصة عمل جيدة في أحد مصانع إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليبدأ شق طريقه في الحياة. وفي ذروة شعوره بالرضا عما نجح في إنجازه، رغم التحديات الكثيرة التي واجهته، داهمه مرض نادر، حاول مقاومته بكل ما يستطيع، لكن الغلبة كانت في النهاية، لذلك الداء. ويقول عبد اللطيف في حديث مع وكالة الأناضول:" درست في تركيا تخصص الهندسة الغذائية، وبحمد الله حصلت على شهادة البكالوريوس". وأضاف:" حلمي في الدراسة في تركيا تحقق، لكن عقب انتهاء دراستي ثم حصولي على فرصة عمل جيدة في دولة الإمارات، اصطدمت بمرضي الذي لم أجد له علاجا بعد وأصبحت أسيرا له".
عبد اللطيف: حلمي في الدراسة بتركيا تحقق لكن عقب انتهاء دراستي ثم حصولي على فرصة عمل جيدة اصطدمت بمرضي (الأناضول)

منذ صغره راود حلم الدراسة في تركيا ودخول كلية الهندسة خيال الفلسطيني محمد عبد اللطيف، وهو ما نجح في تحقيقه ولكن الحلم لم يستمر.

وبعد إتمامه دراسة الهندسة الصناعية في جامعة أنقرة بتركيا تمكن عبد اللطيف من الحصول على فرصة عمل جيدة في أحد مصانع إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ليبدأ شق طريقه في الحياة.

وفي ذروة شعوره بالرضا عما نجح في إنجازه رغم التحديات الكثيرة التي واجهته داهمه مرض نادر حاول مقاومته بكل ما يستطيع لكن الغلبة كانت في النهاية لذلك الداء، فمرض التصلب اللويحي المتعدد الذي أصابه منذ خمس سنوات أقعده وجعله غير قادر على العمل وأصبح عاجزا عن توفير قوت يومه والإنفاق على أسرته.

وبحركات بطيئة تصاحبها رعشة بكلتا يديه يداعب الفلسطيني عبد اللطيف طفلتيه سلدى (عامان) وسلمى (ستة أعوام) كي تتوقفا عن البكاء.

ويقول عبد اللطيف في حديث مع وكالة الأناضول "درست في تركيا تخصص الهندسة الغذائية، وبحمد الله حصلت على شهادة البكالوريوس".

وأضاف "حلمي في الدراسة في تركيا تحقق، لكن عقب انتهاء دراستي ثم حصولي على فرصة عمل جيدة في دولة الإمارات اصطدمت بمرضي الذي لم أجد له علاجا بعد وأصبحت أسيرا له".

ويقول إن الأدوية التي يتعاطها تسكن الآلام فقط وتوقف تمدد المرض، مشيرا إلى عجزه عن الحصول على أدوية متطورة لعلاج المرض أنتجت في أوروبا والولايات المتحدة حسب ما أبلغه بعض الأطباء.

ويعيش عبد اللطيف واقعا مريرا، فظروفه الاقتصادية صعبة وتمنعه حالته المرضية من القدرة على توفير احتياجاته الأساسية لأطفاله وزوجته الحامل.

ويقول "زوجتي تحتاج لمساعدة عاجلة فهي على وشك الولادة القيصرية، وتعاني من التهابات في فقرات العمود الفقري، وتحتاج لمتابعة حثيثة".

ويتابع قائلا "مرضي أصبح ملازما لي ولا علاج له، وكلما كبرت في العمر أصبح يتمدد في جسدي، فكانت البداية تنميلا في أطراف يدي، لكن اليوم أصبحت في كل جسدي".

‪عبد اللطيف مع أطفاله‬ (الأناضول)
‪عبد اللطيف مع أطفاله‬ (الأناضول)

ضيق ومعاناة
وأضاف "لا عمل لدي، وأحتاج للحياة الكريمة كباقي البشر (..) أشعر بضيق شديد عندما تطلب زوجتي وأطفالي احتياجات أساسية لهم ولا أقدر على تلبيتها".

ويقول عبد اللطيف إنه يعتمد في معيشته على مساعدات يتلقاها من وزارة الشؤون الاجتماعية بقطاع غزة، حيث يتقاضى سبعمئة شيكل (مئتا دولار) كل ثلاثة أشهر (66 دولارا شهريا).

ويشير إلى أن حاول أن يعمل مترجما للغة التركية، إذ إنه يجيدها بشكل كامل، لكنه لم يتمكن لعدم وجود فرصة عمل في هذا الجانب بقطاع غزة.

ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون بسبب الفقر والبطالة على المساعدات الدولية من أجل العيش.

وبحسب اختصاصي جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الشفاء بمدينة غزة الطبيب ماهر أبو الخير، فإن مرض التصلب المتعدد هو التهاب مزمن يصيب المخيخ، ويهاجم الجهاز المناعي والخلايا العصبية حيث يقوم بإضعافها وقتلها، وهو ما يعطل قدرة أجزاء من الجهاز العصبي على التواصل، مما يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض والعلامات المرضية.

وقال أبو الخير في حديث خاص مع مراسل وكالة الأناضول "أعراض المرض تتمثل في ضعف في النظر ودوخة مستمرة وخمول وهزال في الجسم وتلعثم في الكلام وفقدان الاتزان وتنميل في الأطراف وضعفها حركيا".

ويشير الطبيب أبو الخير إلى أن العلم لم يكتشف حتى الآن سبب الإصابة بهذا المرض على نحو قاطع، كما أن حالات المرضى تختلف من شخص لآخر.

ويعد الشعور الشديد بالتعب والإنهاك من أكثر الظواهر المصاحبة لهذا المرض.

ويقول الطبيب أبو الخير إن الأدوية المتطورة لهذا المرض غير متوفرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى أنها باهظة التكاليف.

المصدر : وكالة الأناضول