الأفلام بدل التخدير بجلسات العلاج الإشعاعي للأطفال

أورام سرطان الأطفال قد تكون جينية
هناك نحو 215 ألف حالة جديدة بالسرطان في العالم سنويا عند من تقل أعمارهم عن 15 عاما (دويتشه فيلله)

أفادت دراسة بلجيكية حديثة بأن مشاهدة أفلام الفيديو يمكن أن تحل محل جرعة التخدير أثناء تلقي الأطفال المصابين بالسرطان جلسة علاج إشعاعي في المستشفى.

وأجرى الدراسة باحثون بمستشفى سانت لوك الجامعي في بلجيكا، وعرضت أمس الاثنين أمام المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للأورام والعلاج الإشعاعي (ESTRO) بالعاصمة النمساوية فيينا.

وقال الباحثون إنه على الرغم من أن إصابة الأطفال بالسرطان تبدو نادرة الحدوث، فإن هناك ما يقرب من 215 ألف حالة جديدة بالسرطان حول العالم تحدث سنويا في من تقل أعمارهم عن 15 عاما.

وأضافوا أن كثيرا من هؤلاء الأطفال يخضعون للعلاج الإشعاعي، بمن في ذلك أولئك الذين يعانون من أورام المخ والعظام وسرطانات الأنسجة الرخوة والعضلية.

وقالت طبيبة العلاج الإشعاعي كاتيا أغواس -وهي من المشاركين في الدراسة- خلال المؤتمر، إن استخدام الفيديو بدلا من التخدير أقل صدمة للأطفال وأسرهم، فضلا عن أنه يجعل العلاج سريعا وأقل تكلفة.

وأوضحت أن العلاج الإشعاعي للسرطان يعني أن الأطفال يتلقون الجلسات يوميا لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، ويحتاج الأطفال إلى البقاء دون حراك أثناء العلاج، ويعني هذا أنهم يتلقون جرعة تخدير كاملة، وهذا يتطلب أن تكون معدتهم خاوية قبل التخدير بست ساعات.

واستطردت: "أردنا أن نرى ما إذا كان تثبيت جهاز عرض الفيديو والسماح للأطفال بمشاهدة شريط فيديو من اختيارهم من شأنه أن يجعلهم لا يتحركون أثناء تلقي الجلسة، وبالتالي لا يحتاجون إلى جرعة التخدير".

وشملت الدراسة 12 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنة ونصف وستة أعوام، وتم علاجهم بالعلاج الإشعاعي بالمستشفى الجامعي، وتمت معالجة ستة منهم دون عرض فيديو، والستة الباقون تلقوا الجلسة أثناء عرض الفيديو.

ووجد الباحثون أن 83% من الأطفال الذين لم يشاهدوا الفيديو كانوا بحاجة لجرعة تخدير لاستكمال الجلسة، وبتركيب جهاز العرض، كان هناك حاجة فقط لتخدير 33٪ من الأطفال خلال تلقي الجلسة.

ووجد الباحثون أيضا، أن استخدام الفيديو جعل الأطفال أقل قلقا وهم ذاهبون لغرفة العلاج، وكان لذلك أثر إيجابي على حالتهم النفسية، وزاد من فاعلية العلاج الإشعاعي الذي يتلقونه.

وقال فريق البحث إن الفيديو جنّب الأطفال المشاكل التي يمكن أن تحدث لهم جراء تلقي جرعات تخدير، وأظهرت الأبحاث أيضا أن الجلسة التي كانت تستغرق ساعة أو أكثر تستغرق الآن حوالي 15 إلى 20 دقيقة فقط.

ويرجع ذلك جزئيا إلى الوقت الذي تم توفيره عبر الاستغناء عن التخدير والإفاقة، كما أن الأطفال كانوا أكثر تعاونا لأنهم يعرفون أنهم ذاهبون لمشاهدة أشرطة الفيديو.

المصدر : وكالة الأناضول