انتقادات مستشفيات تونس.. حقيقية أم محاولة شيطنة؟

مستشفى شارل نيكول أكبر مستشفى في العاصمة تونس وهي الأكثر ازدحاما بالمرضى ويعود تأسيسها إلى عام 1897 تحت حكم الاحتلال الفرنسي الذي استمر حتى سنة 1956.
مستشفى شارل نيكول في العاصمة تونس (الألمانية)

يثير ما يصفه البعض بـ"تردّي الخدمات" في المستشفيات العامة في تونس تذمر مواطنين وانتقادات وسائل إعلامية، في وقت يدافع مسؤولون عن هذه المستشفيات مقابل ما وصفها أحدهم بحملات شيطنتها.

وتتكون منظومة الصحة العامة في تونس من 166 مستشفى بينها 35 "جهوية" (مناطقية) و2100 مركز لتقديم الخدمات الصحية الأساسية، وفق إحصائيات وزارة الصحة.

وأظهرت دراسة حول وضعية هذه المستشفيات أنها لم تعد تستجيب لاحتياجات المواطنين بسبب تراجع مستوى خدماتها، وتحتاج إصلاحا عاجلا.

واعتبرت دراسة نشرت عام 2016 الوضعية التي آلت إليها المستشفيات "خسارة لأحد مكاسب" دولة الاستقلال.

وكانت تونس وضعت منذ استقلالها عام 1956 تطوير القطاع الصحي بين أعلى أولوياتها. لكن منذ التسعينيات بدأت الخدمات العامة تتراجع، بحسب الدراسة.

ولفتت الدراسة إلى حالة "عدم مساواة" سواء في حصول المواطنين على الخدمات الصحية أو في التوزيع الجغرافي للمستشفيات بين المناطق الساحلية، المحظوظة نسبيا، والداخلية المهمشة.

وتتمثل المشاكل الرئيسية لقطاع الصحة العام في تونس في تقادم البنى التحتية والتجهيزات والفساد، وعزوف الأطباء المختصين عن العمل بالمناطق الداخلية، وافتقار مستشفيات تلك المناطق إلى معدّات طبية حديثة، وفق الدراسة.

وقالت المديرة في وزارة الصحة كوثر الهذلي لفرانس برس "هناك خدمات نفتخر بها وأخرى تستوجب عناية خاصة"، مقرّة بوجود "إخلالات كبيرة" في "حوكمة" المرافق الصحية العامة.

وأضافت أن المؤسسات الصحية العامة تشكو نقصا في الطواقم الطبية (أطباء وممرضين..) بنحو 14 ألف موظف.

وأفادت بأن ارتفاع مديونية المستشفيات والتي بلغت العام الماضي 500 مليون دينار (نحو 207 ملايين دولار) يعيق السير الجيد لمنظومة الصحة العمومية.

مسؤول بمستشفى طلب عدم نشر اسمه، ندد بما أسماها "حملات شيطنة" للمستشفيات من قبل المصحات الخاصة التي تطوّر عددها بشكل كبير في السنوات الأخيرة

شيطنة
وتنتقد وسائل إعلامية باستمرار تردي الخدمات وتقادم البنى التحتية ونقص التجهيزات في المستشفيات العمومية خصوصا عند تسجيل وفيات لمرضى أو مواليد جدد أو أمهات حوامل أثناء عمليات الوضع. وكثيرا ما توصف وضعية هذه المستشفيات بأنها "مزرية".

من جهتها اعتبرت المديرة العامة للصحة نبيهة فلفول أن هذا "الوصم" "مبالغ فيه جدا". وأقرت بأن بعض المستشفيات قديمة وتحتاج تجديدا، لكنها شددت في المقابل على الظروف الصعبة التي تعمل فيها الطواقم الطبية.

وذكرت أن هناك ضغطا كبيرا جدا على المستشفيات، وأن موظفيها يعملون فوق إمكانياتهم، معتبرة انتقادات وسائل الإعلام مدمّرة.

وتقول السلطات إن ارتفاع معدل توقع الحياة عند الولادة من 66 عاما إلى 74 خلال السنوات العشر الأخيرة يؤشر على تحسن الرعاية الصحية في البلاد.

وندد مسؤول في مستشفى طلب عدم نشر اسمه بما أسماها "حملات شيطنة" للمستشفيات من قبل المصحات الخاصة التي تطوّر عددها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وتشهد هذه المصحات إقبالا من الطبقة الميسورة ومن مواطني ليبيا المجاورة.

المصدر : الفرنسية