ترك الطفل أمام التلفزيون بعامه الأول يزيد خطر التوحد

ما التوحد؟ وما أعراضه وأسبابه؟ وهل يؤدي التطعيم إلى التوحد؟ هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها  عيادة الجزيرة، بالإضافة إلى عشرات الأسئلة التي طرحها جمهور البرنامج.

واستضافت حلقة الأربعاء (5/4/2017) الدكتورة سونا تهتموني استشارية الأطفال في قسم تطور وتأهيل الأطفال بمستشفى الرميلة بمؤسسة حمد الطبية في قطر.

وجاءت هذه الحلقة بمناسبة احتفاء العالم يوم الأحد 2 أبريل/نيسان الجاري باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، وشعار هذا العام "نحو الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير".

انفوغراف أعراض التوحد

وقالت الدكتورة تهتموني إن وجود الطفل أمام التلفزيون في عامه الأول، أو تركه لوحده وعدم تفاعل الأهل معه، عوامل تزيد خطر الإصابة باضطراب التوحد، لأن ذلك يعني حرمانه من بيئة اجتماعية غنية خلال عامه الأول، وهو عامل يزيد خطر التوحد.

وأوضحت أن التوحد اضطراب نمائي عصبي، وعادة ما تظهر أعراضه خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، ويؤثر على تطوره وسلوكه.

وذكرت أن الأعراض الثلاثة الأساسية للتوحد هي:

  • تأخر في النطق واللغة.
  • قصور في التواصل البصري مع الطفل، وعدم استجابته عند مناداته باسمه.
  • أنماط سلوكية متكررة واهتمامات محدودة للطفل.

وأضافت الدكتورة تهتموني أن التوحد اضطراب وليس مرضا، لأن المرض تكون أسبابه معروفة ويوجد علاج شافٍ له، أما التوحد فنحن لا نعرف لحد الآن أسبابه، كما لا يوجد له علاج.

وأشارت إلى أن اضطراب التوحد اضطراب عصبي وليس اضطرابا نفسيا، ولكن المصابين بالتوحد أكثر عرضة للمشاكل النفسية.

وعن الأسباب قالت إنها غير معروفة لحد الآن، ولكن هنالك عوامل وراثية وبيئية تزيد من خطر التوحد، مثل:

  • جنس المولود، فالذكور أكثر عرضة للتوحد من الإناث بأربعة أضعاف.
  • وجود حالة سابقة في الأسرة.
  • وجود بعض الأمراض الوراثية في الأسرة.
  • أن يفتقد الطفل بيئة اجتماعية غنية خلال السنة الأولى من عمره.

وأكدت الدكتورة أنه لا علاقة بين التطعيم والتوحد، وأن الدراسات العلمية لم تجد علاقة بينهما، مؤكدة على ضرورة أن يتلقى الطفل التطعيم لحمايته من الأمراض وحماية المجتمع من انتشار الأوبئة.

تجدر الإشارة إلى أنه في العام 1998 نشر الطبيب أندرو وكفيلد دراسة في المجلة الطبية البريطانية "لانسيت"، شملت 12 طفلا مصابا بالتوحد، وزعم فيها أن المطعوم الثلاثي (MMR) الذي يعطى ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد.

وبعد نشر الدراسة تم إجراء عدة مراجعات لها، وتبين الآتي:

  • المراجعون وصفوا البحث بأنه "تزوير متقن".
  • تم إجراء عدة أبحاث لاحقة، لكن لم ينجح أي منها في إثبات مزاعم وكفيلد.
  • في العام 2010، سحبت مجلة "لانسيت" الدراسة.
  • في العام نفسه، تم سحب ترخيص وكفيلد لممارسة الطب في المملكة المتحدة.

وبرر المجلس الطبي البريطاني سحب ترخيص وكفيلد بالقول إن الأخير كان يمكنه التراجع عن نتائج بحثه والاعتراف بوجود إشكاليات، ولكنه لم يفعل وتصرف بصورة غير صادقة وغير مسؤولة.

ووفقا لمراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، واللجنة العلمية لدراسة سلامة التطعيمات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإنه لا توجد علاقة بين التطعيم والإصابة بالتوحد.

المصدر : الجزيرة