اختراع سعودي لمساعدة مرضى الغسيل البريتوني

نورة النعيمي-الخبر

نجح المخترع السعودي البروفيسور عبد الله بن خلف الهويش في ابتكار قسطرة ثابتة لمرضى غسيل الكلى البريتوني، وتلقى عليها الميدالية الذهبية في المعرض الدولي التاسع للاختراعات في الشرق الأوسط.

وفي غسيل الكلى البريتوني (peritoneal dialysis) -الذي يختلف عن غسيل الكلى الدموي (hemodialysis)- يتم وضع أنبوب طري داخل البطن (قسطرة)، ويتم ضخ محلول معقم خلاله، وتعمل بطانة البطن الطبيعية -وتسمى غشاء الصفاق أو الغشاء البريتوني- فلترا مرشحا، ويقوم السائل المعقم بأخذ الفضلات، ثم يخرج هذا السائل عبر أنبوب القسطرة.

وقام الهويش -وهو رئيس وحدة الكلى بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر- بنشر العديد من الأبحاث في أمراض الكلى تجاوزت سبعين بحثا في مجلات محلية وعالمية، ويأتي اختراعه ضمن أربعة اختراعات تعنى بتخفيف معاناة مرضاه.

ويقول الهويش -في حديث للجزيرة نت– إن السبب في اختراعه هو معايشته مراحل معاناة مرضى الغسيل الكلوي البريتوني، وما يواجهه الأطباء من مشاكل في القسطرة التقليدية المستخدمة سابقا، وهي تحركها من مكانها بعد أسبوع أو أسبوعين من تثبيتها في جسم المريض من خلال فتحة في جدار البطن وإدخالها من أسفل المثانة؛ مما يؤثر سلبا على صحة المريض.

ولذلك سعى الدكتور الهويش للبحث عن وسائل للتخفيف من معاناة المرضى، فجاء اختراعه "القسطرة السعودية الدائمة ثلاثية الحواجز"، وذلك بعد أربع سنوات من ولادة فكرتها، وتميزت بأنها قسطرة ثابتة مدى الحياة، يتم إدخالها من أسفل جسم المريض عن طريق المثانة وإدخال جزء صغير من القسطرة دون اللجوء لفتحات في البطن.

من جهته، يؤكد الهويش أن الغسيل البريتوني لا يحتاج فيه المريض إلى مراجعة شبه يومية للمستشفى، وبالتالي فإن بإمكانه الاكتفاء بالغسيل الذاتي الذي يقوم بتصفية الدم عن طريق غشاء البطن بشكل مستمر ليلا خلال فترة النوم، مضيفا "لكن كانت المعضلة أمامنا هي عدم وجود قسطرة ثابتة".

‪صورة للقسطرة السعودية‬ (الجزيرة)
‪صورة للقسطرة السعودية‬ (الجزيرة)

ويشرح الدكتور "وهذه المشكلة التي واجهتنا أدت إلى عدم انتشار الغسيل البريتوني رغم تفوق مزاياه الطبية عن الدموي، وكونه أقل تكلفة ماديًا بالنسبة للمرضى والدولة مقارنة بالغسيل الدموي، فكان اختراع القسطرة السعودية التي تميزت بكونها قسطرة ثابتة مدى الحياة".

ويصل عدد مرضى الغسيل البريتوني إلى ١٥٤ مريضا في وحدة غسيل الكلى بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وهي أكبر وحدة في الشرق الأوسط، وتعد أول وحدة عالميا فيها مرضى الغسيل البريتوني أكثر من الغسيل الدموي، وفقًا لإحصائية مجلة عالمية كندية، وذلك لتوافر اختراع القسطرة السعودية، وفقا للهويش.

المصدر : الجزيرة