تحرك هائل في توظيف علم التخَلُّق لعلاج السرطان

تحرك هائل في توظيف علم التخَلُّق لعلاج السرطان
يستطيع عقارا فيدازا و داكوجين تثبيط تراكم مجموعات الميثيل على الحمض النووي وبالتالي تحسين فرص مداواة سرطان الدم (دويتشه فيلله)
أحيا اكتشاف دواء جديد ضد السرطان في مايو/أيار عام 2014 آمالا كبيرة لدى كثير من العلماء، وذلك عندما اعترفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إي) بعقار فيدازا (المادة الفعالة أزاسيتيدين) لعلاج متلازمة خلل التنسج النقوي، وهي مجموعة من الأمراض التي لا ينتج فيها نخاع العظم كمية كافية من خلايا الدم الطبيعية.

ويعتبر هذا الخلل المزمن نوعا من سرطان الدم أو اللوكيميا، ثم تلا ذلك منح ترخيص لمستحضر داكوجين (المادة الفعالة ديستابين) في الولايات المتحدة وهو مشابه كثيرا لعقار فيدازا، ثم سلك الاتحاد الأوروبي بعد فترة قصيرة المسلك نفسه للولايات المتحدة.

فدواء فيدازا كان أول عقار يؤثر في الخلايا السرطانية من خلال التأثير في السمات الوراثية بفعل عوامل خارجية وبيئية، ويأمل العلماء أن يكون هذا بمثابة نجاح علمي جديد يؤذن بتوفير فرص جديدة وإمكانيات علاجية تنطوي على فرص نجاح كبيرة، والتوسع في الطرق العلاجية الحالية، مثل الجراحات والعلاج الإشعاعي والكيماوي للأورام.

وتنشأ كثير من أنواع السرطان بسبب حدوث تحور أو طفرات تطور تتسبب في تغيير ترتيب المكونات الأربعة للحمض النووي، ويمكن لهذه التحورات أن تجعل أحد جينات الخلية عاجزا عن القيام بمهمته الأصلية، ويصبح لذلك تأثير كارثي عندما تصيب جينا وظيفته منع السرطان مثل جين "p53" الكابح للورم.

لكن حتى وإن لم يتغير ترتيب مكونات الحمض النووي، فإن الجينات يمكن أن تفقد وظيفتها الأصلية، وذلك لأسباب منها تغير مكونات الحمض النووي كيميائيا، وهو الذي يسميه الباحثون تأثيرات تخلقية، أي تأثيرات غير وراثية من خارج الجسم تتسبب في تغير سمات الجينات ووظائفها.

وتتوقف وظيفة الجينات خلال هذه الآلية بسبب تراكم مجموعة الميثيل على الحمض النووي. ويستطيع العقاران فيدازا وداكوجين تثبيط تراكم مجموعات الميثيل على الحمض النووي، وبذلك منع حدوث مثيلة الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين وتحسين فرص مداواة المرضى المصابين بأحد أشكال مرض ابيضاض الدم (اللوكيميا).

وتسبب استخدام عقار فيدازا، وفقا لإحدى الدراسات، في إطالة عمر 51% من كبار السن من المرضى المصابين بمتلازمة خلل التنسج النقوي، بواقع عامين على الأقل، في حين أن العلاج التقليدي أطال عمر 26% منهم فقط.

المصدر : الألمانية