الأمراض المزمنة تقتل الكويتيين

كشفت إحصاءات كويتية رسمية عن أن 68% من الوفيات في الدولة مرتبطة بالإصابة بأمراض مزمنة. وأشارت الإحصاءات التي أجرتها وزارة الصحة الكويتية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والهيئة العامة للمعلومات المدنية، أن انتشار الأمراض المزمنة بين سكان الكويت مرتبط بارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة.

ولفتت إلى أن 73% من سكان الكويت يعانون من السمنة والوزن الزائد، وأن 41% من نسبة الوفيات في الدولة متعلقة بالإصابة بأمراض القلب والشرايين، مبينة أن المصاب في الكويت عمره أقل بعشر سنوات من عمر المصابين في الدول الأوروبية.

وقال وكيل وزارة الصحة الكويتية المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور قيس الدويري، إن العادات الغذائية السيئة واختيار أهالي الكويت الأطعمة المشبعة بالدهون واعتمادهم عليها كمصدر أساسي ورئيسي للوجبات اليومية إلى جانب الأغذية المهدرجة مثل الأطعمة المشبعة بالزيوت؛ يساهم بشكل مباشر في أمراض القلب وتصلب الشرايين.

وأردف الدويري للجزيرة نت، أن أسباب زيادة الوزن والسمنة في الكويت تعود إلى استخدام المجتمع الكويتي الأطعمة التي تحتوي نسبا عالية من المكونات غير الصحية والدهون المشبعة، مثل الوجبات السريعة والأغذية المعلبة، لافتا إلى أن السمنة طريق رئيسي للإصابة بالأمراض المزمنة التي يعاني منها المجتمع الكويتي.

ولفت إلى أن هناك علاقة وثيقة بين نوعية السلوك الغذائي والأطعمة المقدمة على المائدة الكويتية والتي تُتناول يوميا، وبين انتشار الأمراض المزمنة وعلى رأسها السكري وتصلب الشرايين.

وجبات سريعة
وقالت أخصائية التغذية الكويتية ليلى الآغا للجزيرة نت، إن عدم اتباع سكان الكويت حمية غذائية واعتمادهم على الوجبات السريعة والبرغر والنقانق، يساهم بشكل مباشر في زيادة الوزن، ولا سيما أنهم يكثرون منها في أوقات الليل المتأخرة.

وأشارت إلى أن الوجبات السريعة تحتوي على دهون وصوديوم وسكر وسعرات حرارية مرتفعة، إلى جانب مواد أخرى لها آثار سلبية على الصحة، مضيفة أن المحتوى المرتفع والمشبع بالدهون في الأطعمة يزيد من مخاطر أمراض القلب والبدانة وزيادة الوزن.

بدورها أرجعت أستاذة التربية الصحية في جامعة الكويت الدكتورة هيام بوشهري، ارتفاع معدلات السمنة في الكويت إلى توافر كل الماديات للمواطنين وغياب البرامج التوعوية الصحية السليمة التي تبين الآثار السلبية للسلوك والممارسات الغذائية الخاطئة.

نوع الطعام والمرض

وأكدت بوشهري للجزيرة نت، أن عدم مراعاة الاختيار الصحيح لنوعية الغذاء وجودته، والاعتماد الكلي على الغير في تنفيذ الأعمال، وعدم اهتمام الجهات الرسمية بالرياضة واعتبارها حاجة ثانوية لطلبة المدراس؛ جميعها أمور تساهم بشكل مباشر في زيادة معدلات السمنة التي تحتل الكويت فيها المركز الأول على مستوى الوطن العربي.

وأشارت إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين نوعية الأطعمة والأمراض التي تصيب الإنسان، ولا سيما أمراض السرطانات التي تمثل نسبتها 50% من الأمراض ذات العلاقة بنوعية الطعام.

من جهتها أكدت المواطنة الكويتية منال النزال ضرورة التزام المصابين بالسمنة بحمية غذائية، وممارسة الأنشطة الرياضية بهدف إنقاذ النفس من الوقوع في مصائب صحية مستقبلا.