فيروسات هانتا.. هذا ما قد تفعله القوارض بالإنسان

فيروس هانتا.. هذا ما قد تفعله الفئران والجرذان بالإنسان - إيماجو
قد تنتقل فيروسات هانتا للبشر عبر استنشاق الهواء الملوث بلعاب القوارض أو الغبار الملوث بروثها الجاف (إيماجو/دويتشه فيلله)

تنتقل فيروسات "هانتا" إلى البشر عبر لعاب القوارض كالفئران أو بولها وبرازها، وتؤدي إلى أمراض قاتلة، فما هذه الأمراض؟ وهل لها دواء؟ وكيف يمكن الوقاية من هذه الفيروسات؟ وما علاقتها بالأسلحة العسكرية البيولوجية؟

واشتق اسم فيروسات هانتا من اسم نهر هنتان في كوريا الجنوبية، حيث تمت ملاحظة الانتشار المبكر للفيروس هناك في خمسينيات القرن الماضي.

وقد تنتقل فيروسات هانتا إلى البشر عبر لعاب القوارض، مثل الفئران والجرذان، أو عبر بولها أو برازها أو عن طريق الاحتكاك واستنشاق الهواء الملوث برذاذ لعاب هذه الحيوانات القارضة أو بالغبار الملوث بروثها الجاف.

وقد ينجم عن ذلك أمراض فتاكة بالإنسان، مثل متلازمة العدوى الرئوية والحمى النزفية، التي قد تترافق بالاعتلال الكلوي "المتلازمة الكلوية" ويضطر المريض حينها لغسيل الكلى. ولكن العدوى لا تنتقل من إنسان إلى آخر، في حين أن القوارض لا تصاب بالمرض نتيجة هذ الفيروس، بحسب موقع "نيوز ميديكال" الإلكتروني.

والإصابة بمتلازمة العدوى الرئوية عبر فيروس هانتا نادرة لكنها مميتة، ومن أعراضها الارتجاف والصداع والدوخة والإعياء والإسهال والقيء والغثيان والحمى وآلام البطن وعضلات الظهر والأطراف السفلية، ولاحقاً ضيق في التنفس والسعال، في حين يؤثر اعتلال الكلى "المتلازمة الكلوية" على وظائف الكليتين وينجم عن اختلالات في وظائف الجسم ودهون الدم وتغير في نسبة البروتين في الدم والبول، بسبب خروج البروتين مع البول.

الوقاية
وللوقاية من عدوى فيروسات هانتا يُنصح بمكافحة الفئران والجرذان في المساكن، والحفاظ على المنازل خالية من الحيوانات القارضة. ولا بد من الذهاب إلى الطبيب إذا تصادف وجود فئران وجرذان في المنزل مع إصابة الإنسان بآلام عضلية وضيق تنفس قوي وحمى شديدة.

فيروسات هانتا تحت المجهر (رويترز)
فيروسات هانتا تحت المجهر (رويترز)

ويُنصح قبل أن يقوم الإنسان بكنس السقيفة أو تنظيف حجيرة التخزين في البيت أن يقوم بتهوية هذه الأماكن لمدة ثلاثين دقيقة، ومن ثم رشّ الأرض بالماء، ثم بدء التنظيف، ولكن بشرط ارتداء قناع التنفس وقفازات اليدين، وبعد إنجاز التنظيف لا بد من غسل اليدين بشكل جذري.

وتستغرق الفترة الزمنية من لحظة الإصابة بالعدوى إلى لحظة ظهور المرض أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وفي حالات نادرة قد يظهر المرض بعد خمسة أيام، وفي أحيان نادرة أخرى بعد ستين يوماً. ولا يوجد علاج لأمراض فيروس هانتا، بل تتم عادةً مداواة أعراضها المتمثلة في الحمى والألم والغثيان.

ويحاول الأطباء تحسين وظيفة الكليتين بإعطاء المريض كميات إضافية من المياه، وإذا لم ينجح ذلك فيتم اللجوء إلى غسيل الكليتين "الديلزة"، علماً بأن كل مريض بالفيروس ليس بالضرورة أن يصاب باعتلال الكليتين.

أما في ألمانيا، فقد يصاب بفيروس هانتا بشكل خاص الصيادون وعمال الغابات والحدائق والمزارعون والفلاحون، وكذلك الجنود الذين قد يكونون على اتصال بإفرازات الفئران في البراري والمناطق الريفية، وفق موقع "دبليو دي آر" الإلكتروني.

وكانت الحمى النزفية الكورية التي يسببها فيروس هانتا أحد ثلاثة أنواع من الحمى النزفية، وواحد من أكثر من عشرة أنواع فيروسية قامت الولايات المتحدة بإجراء أبحاث علمية عليها باعتبارها أسلحة عسكرية بيولوجية محتملة، قبل أن توقف واشنطن برنامجها للأسلحة البيولوجية، بحسب موقع "نيوز ميديكال" الإلكتروني.

المصدر : دويتشه فيله