10 آلاف جراحة للبدانة بالهند سنويا
قدّر جراح في الهند أن هناك عشرة آلاف عملية جراحية لعلاج البدانة تجرى في البلاد سنويا، مقارنة ببضع مئات العمليات قبل بضع سنوات. وتتسبب السمنة في الملايين من حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، وهي أكثر أسباب الوفاة في الهند.
ويقول فيفيك بيندال، جراح البدانة بمستشفى جانجارام بمدينة دلهي، إن المراهقين أيضا انضموا لقوائم الانتظار لإجراء عمليات جراحية. وأشار الطبيب -الذي يعالج المشاكل الناجمة عن البدانة- إلى أن واحدا من كل خمسة من أطفال المدارس في العديد من المدن الهندية يعاني من زيادة الوزن.
أما أنيرود فيج، الطبيب بمعهد بحوث بوشباواتي سينجانيا في دلهي، فيقول إن السمنة ما زالت لا تعتبر مرضا هنا، فهي تعد أمرا عاديا يحدث مع تقدم العمر، ويرى البعض أنها علامة على الرفاهية.
ويشير خبراء آخرون أيضا إلى زيادة استهلاك الوجبات السريعة وأساليب الحياة التي تتسم بقلة الحركة بين أفراد الطبقة المتوسطة الحضرية. وتتسبب أمراض القلب في أكثر من ربع إجمالي الوفيات في الهند.
يُذكر أن المناطق الريفية بالهند بها بعض من أعلى معدلات سوء التغذية والجوع بالعالم، ولكن مدنها الصاخبة والطبقات المتوسطة المتزايدة تعد قنابل موقوتة للأمراض غير المعدية التي تسببها العوامل الوراثية أو أنماط الحياة، وخاصة بين الشباب.
ويقول وزير الصحة جيه بي نادا إن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة والسكري ترتفع بمعدلات تنذر بالخطر.
في الصدارة
ويقول خبراء إن الرجال الهنود يتصدرون القائمة العالمية للإصابة بالنوبات القلبية تحت سن الأربعين، لافتين إلى أن عدد المصابين بأمراض القلب في الهند بالسنوات الـ15 المقبلة يمكن أن يشكلوا نصف إجمالي الحالات على مستوى العالم.
وترسم الإحصاءات صورة قاتمة على نحو مماثل بالنسبة لمرض السكري، مع ارتفاع معدل الإصابة به في الهند بنسبة 123% بين عامي 1990 و2013، مقابل 45% في جميع أنحاء العالم، وفقا لمعهد القياسات الصحية والتقييم، ومقره الولايات المتحدة.
وهناك نحو 67 مليون شخص يعانون من مرض السكري في الهند، وفقا للاتحاد الدولي للسكري، وهو ما يمثل نحو 17% من إجمالي مرضى السكري في العالم.
ووفقا لدراسة طرحت بالمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الهند ستخسر 4.6 تريليونات دولار قبل حلول عام 2030 بسبب الأمراض غير المعدية ومشاكل الصحة العقلية.
ويقول أتول جوجيا، طبيب آخر بمستشفى جانجارام، إن الهند في طريقها لأن تصبح مركزا عالميا للأمراض المرتبطة بنمط الحياة، مضيفا "نحن نتباهى بأن لدينا قوى عاملة هائلة، ولكن ما الفائدة إذا كانت مريضة ومعتلة؟".